قال وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي في إطار حديثه عن منفذي محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 يوليو الماضي “إنهم سيُعاقَبون على نحوٍ يجعلهم يتوسلون إلينا أنْ: اقتلونا حتى ننجو مما نحن فيه”؟ وأضاف زيبكجي مساء الأحد أمام حشد المواطنين المشاركين في حملة “حراسة الديمقراطية” في مدينتي دنيزلي وأوشاك غرب تركيا أن الانقلابيين لا يسحتقون أن يكونوا في الجيش.. “البعض يصفهم بـ”كلاب منظمة فتح الله كولن الإرهابية”. لا تصفوهم بذلك حتى لا تكون إهانة للكلاب. فهم لا يستحقون حتى مقام الكلاب الشريف. لا يمكنهم حتى أن يكونوا كلاباً”، على حد وصفه. وفي إطار تفاعله العاطفي مع الحشد الذي هتف “نطالب بالإعدام” قال وزير الاقتصاد التركي: “هؤلاء الخونة سيتعرضون للعقوبة التي يطالب بها شعبنا”. وتابع الوزير بعبارات بعيدة عن رجل الدولة الوقور وتنمّ عن الكراهية والحقد :”سنزجّ بهؤلاء فى دهاليز السجون، وسيلقون جزاءهم، ولن يتمكنوا من رؤية الشمس حتى الموت، ولن يسمعوا مرة أخرى صوت أي إنسان، وسيتوسلون إلينا لنقتلهم حتى ينجوا مما هم فيه. فعقوبتهم ستكون أشدّ من عقوبة الإعدام كما يقول رئيس الجمهورية أردوغان. لكن حتى لو أقدمنا على إعدام جميعهم فلن تبرد نار قلبي في ظل وجود 250 شهيداً”. وتلقت هذه العبارات النابية التي صدرت من شخص يشغل منصب وزير الاقتصاد انتقادات عنيفة من قبل الرأي العام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم رئيس تحرير مجلة “حراء” التركية الناطقة بالعربية نوزاد صواش، حيث علّق عليها في حسابه الشخصي على موقع تويتر بقوله: “أيّ روح داعشية تختفي وراء البدلات الأنيقة!؟” من جانب آخر اعتبر الرأي العام التركي والدولي هذه التصريحات البعيدة عن القانون والإنسانية اعترافاً من الوزير التركي بالتعذيب الذي يتعرض له آلاف الناس الذين اعتقلوا وسجنوا بتهمة انتمائهم إلى ما يسمونه “الكيان الموازي” ومشاركتهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة، وذلك قبل إجراء أي تحريات أو تحقيقات قضائية.
مشاركة :