ضعف الأنثى، المرأة مخلوق ضعيف وعاطفي، لا تقوى على الصعاب وغيرها من العبارات التي توصف المرأة بأنها كائن ضعيف ومغلوب على أمره.. إلا أن المرأة لها من القوة التي تجعلها أحياناً سيدة الموقف وتسجل حضوراً لافتاً دولياً وعالمياً. والقوة لا تعني بالضرورة الصوت العالي والقسوة والعنف، بل قد تكون قوة خفية لا تظهرها للعلن. والكثير من النساء يحببن وصفهن بقوة الشخصية، لكن في أغلب الأحيان قد تجهل المرأة معنى قوة الشخصية ومعظمهن يعتقدن أن قوة الشخصية ما هي إلا القدرة على فرض الرأي وحب السيطرة والعناد والرفض والصراخ، وكأن المرأة ذات الشخصية القوية لا بد أن تكون امرأة خارقة للعادة.. أين تكمن قوة المرأة أين تكمن قوة المرأة؟ سؤال نبحث له عن إجابة تُعرف مفهوم المرأة القوية الشخصية، حيث تتفاوت الآراء حول أسرار شخصية المرأة التي نرصد بعض منها: يرى عبد العزيز الخالدي قوة المرأة في عاطفتها التي تميزها عن الرجل وحنانها الذي تفيض به على أبنائها وزوجها ويقول: ليس من طبع المرأة القوة بما تحمل هذه الكلمة من معنى لأن المرأة بطبعها رقيقة وهادئة لها مكانتها ودورها في الأسرة والمجتمع ولها من الحقوق والواجبات. فأجمل ما في المرأة عاطفتها التي تظهر في حبها وعطائها واهتمامها بالآخرين. ويقول مشعل الزيد: إن الثقة في النفس مهمة للمرأة وتكمن فيها قوتها، والإنسان بطبيعته عندما تكون لديه ثقة بنفسه يصبح ناجحاً في كل مجالات الحياة فكيف بالمرأة التي تشارك الرجل وتربي الأجيال.. ويقول: لا أعرف لماذا البعض يرون بوصف المرأة ذات الشخصية القوية أنها امرأة حديدية وهذا غير صحيح؛ لأن قوة الشخصية لا تعني القسوة والعنف، بل القوة في المواقف التي تتطلب حكمة ورأياً سديداً، وهناك من النساء اللواتي أثبتن للعالم ذلك ولا ننسى أمهاتنا وكيف عاشوا ظروف قاسية ولا سيما في منطقة الخليج وما قبل ظهور النفط، حيث يقمن بإدارة شؤون المنزل والزوج والأبناء بأقل الإمكانات وهنا تكمن قوتها في حمل هذه المسؤولية على محمل الجد. ويشاركه الرأي محمد سعد قائلاً: تكمن قوة المرأة بقدرتها على الجمع بين كل المسؤوليات كونها تستطيع القيام بمسؤولياتها تجاه العائلة والعمل وغيرها من المسؤوليات الاجتماعية، فالمرأة القوية هي التي تحسن استخدام قدراتها وإمكاناتها، ولديها أهداف وطموحات تسعى جاهدة لتحقيقها متخطية كل الصعاب، وكذلك ثقافتها التي تجعلها امرأة ناضجة وعلى قدر من الوعي. قوتها في أنوثتها من جهتها تقول نوال العنزي إن المرأة قوتها في أنوثتها واحترامها لشخصيتها وليس بالاستعراض والصوت العالي، بل هذه التصرفات تفقدها أنوثتها التي تعتبر مكمن قوتها. وترى أنه كلما ازدانت المرأة أنوثة ورقة ازدادت قوة؛ وهنا تأتي قوة المرأة الحقيقية. وتقول: بإمكان المرأة أن تكون قوية الشخصية في قيامها بدورها في المجتمع وداخل أسرتها بحيث تترك بصمة واضحة، والساحة اليوم ملأى بالنساء اللواتي استطعن إبراز قوتهن في مجال عملهن و يشار إليهن بالبنان ويعتبرن مثالاً طيباً للمرأة العصرية. أما يوسف سالم يرى في ذكاء المرأة مصدر قوتها وأن ذكاءها يجعلها امرأة حكيمة تتصرف بشكل صحيح ويقول: عندما نذكر عبارة امرأة قوية الشخصية يتبادر إلى الذهن شخصية امرأة عنيفة ومتصلبة الرأي تفقد معها الصورة الجميلة التي تعرف بها... وبعض الناس تجد في الصوت العالي والصراخ قوة إلا أن هذا التصرف يخفي ما تتمتع به من رقة وعذوبة وهدوء. قوة المرأة في شخصيتها التي تجعل كل من يراها يحترمها ويقدرها. ويرى أن الاستقلالية التي تعيشها بعض النساء جعلتهن يشعرن بالقوة والتحكم في حياة الآخرين ولا تعبأ بمن حولها لأنها مستقلة مادياً. وتعبر خلود الفضلي عن رأيها وتقول: تكمن قوة المرأة في حسن التصرف ففي مثل هذه المواقف يتطلب منها التروي في القرارات سواء في حياتها العملية أو العائلية وكذلك كيفية مواجهة المتغيرات والصعوبات من وقت لآخر فاليوم لم تعد الحياة سهلة كالسابق، لا بد أن يكون لها دور في الحياة. لافتة إلى أن هناك نساء يتميزن بقوة الشخصية بطريقتهن بالصراخ والعناد وتحكم الرأي. احترام الزوج من جانبه يقول سعود العبدالرزاق إن بعض النساء يعتقدن أن احترام الزوج والخضوع يجعلها امرأة ضعيفة مسلوبة الإدارة؛ لكن هذا غير صحيح لأن الزواج قائم على الاحترام المتبادل بين الزوجين؛ باعتبار أن هدفهما واحد تأسيس أسرة مستقرة وسعيدة. ويشير إلى أن بعض النساء يستخدمن الدموع سلاحاً للوصول إلى مطالبهن فتبدو من خلاله المرأة ضعيفة إلا أنها تصل لمرادها بسهولة دون أدنى جهد وهذا نوع من أنواع القوة الخفية لدى بعض النساء. ويبدي جمال العلي رأيه فيقول: صمت المرأة هو مكمن قوتها ولا أعني بالصمت عدم التحدث والنأي بنفسها عن كل ما حولها، بل الصمت في الأوقات التي تتطلب ذلك، وكذلك شخصيتها المؤثرة وحديثها الذي يعكس مستوى عالياً من النضج ونجاحاتها التي تكسبها قوة كامنة. ويعتبر المرأة خلقت لتكون امرأة بضعفها وعاطفتها والرجل خلق ليكون رجلاً.. بقوته وعقله، والوقت الذي يفقد أحدهما مميزاته تختل المعايير ولا يعني هذا نفي العقل عن المرأة ولا نفي العاطفة عن الرجل، لكن باعتبار أيهما يغلب على النفس أكثر، وأيهما يؤثر فيها أفضل. أما فتوح سالم ترى في جمال المرأة قوة، فهي مخلوق جميل، تجذب بجمالها كل من يراها وتشعر بثقة بالنفس واهتمام من الآخرين ما يعطيها شعوراً بالقوة.. فلماذا نغفل عن هذا الجانب وهناك الكثير ممن يرى في جمال المرأة قوة!! وتتحقق مطالبها، أليس هذا يمنحها قوة في حياتها؟ رائدات ناجحات هناك العديد من الأسماء النسائية التي حققت إنجازات ونجاحات جعلت منهن رائدات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ولعبن أدواراً مهمة يسجلها التاريخ. من بين تلك الأسماء: الشيخة فاطمة بنت مبارك التي سجلت مواقف بارزة ومهمة في نصرة قضايا المرأة والأسرة والطفل إقليمياً ودولياً وعرفت بعطاءاتها الإنسانية للمحتاجين، أمل قبيسي أول برلمانية منتخبة في الإمارات، حيث فازت في أول انتخابات تشريعية جزئية عام 2006، وكذلك الإماراتية نورة جمشير أصغر مديرة بورصة ألماس في العالم، دكتورة معصومة المبارك أول وزيرة في تاريخ الكويت، وفي السعودية لبنى عليان الرئيس التنفيذي لشركة عليان للتمويل وناهد طاهر المدير العام لبنك غلف ون، حيث تم اختيارهن ضمن قائمة فوربس لأقوى 100 سيدة في العالم، الباحثة التونسية حبيبة بو حامد شعبوني الحاصلة على جائزة لوريال- اليونسكو، ومن مصر لولا زقلمة رئيس المنظمة العالمية للعلاقات العالمية. ومن العراق المهندسة المعمارية زهاء حديد التي نجد إبداعاتها الهندسية في دول العالم. ومن البحرين الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي أول امرأة عربية تفوز بهذا المنصب ولطيفة القعود أول نائبة في تاريخ البحرين وأول برلمانية في دول الخليج العربي. ولا تخلو القائمة من نساء من مختلف أرجاء العالم لهن مكانة ومشاركة كبيرة من بينهن مديرة العمليات في فيسبوك شيريا ساندبيرج، ميليندا غيتس الشريكة في مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية وهي إحدى أكبر المؤسسات المعنية بالخير والتعليم على مستوى العالم، كريستين لاغارد أول سيدة تتولى رئاسة صندوق النقد الدولي.... وغيرها من الأسماء التي تشكل صورة المرأة القوية بإرادتها وإصرارها ونجاحها الذي يسجل على مر السنوات. يوم المرأة العالمي يعتبر يوم المرأة العالمي بمثابة احتفاء بدور المرأة ومشاركاتها على جميع الأصعدة، حيث تم الاحتفال لأول مرة في يوم المرأة العالمي في السويد وسويسرا والدانمارك وألمانيا في 19 مارس 1911 تطبيقاً لتوصيات مؤتمر كوبنهاغن. وفي عام 1913 تحولت الاحتفالات التي أقيمت بيوم المرأة العالمي إلى مناسبة للاحتجاج على الحرب العالمية الأولى، واحتفلت المرأة الروسية لأول مرة بهذا العيد في فبراير واحتفلت دول أوروبية في 8 مارس ليصبح فيما بعد تقليداً سنوياً لا يزال يقام حتى اليوم. يذكر أن الأمم المتحدة تبنت المناسبة رسمياً في عام 1977.
مشاركة :