في أي اتجاه يسير أقوى اقتصاد في العالم بعد الانتخابات الأمريكية؟

  • 8/4/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ترجمة: وائل بدر الدين توقعت دراسة أجرتها صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية تراجع التوقعات المرتبطة بنمو الاقتصاد الأمريكي، الأقوى في العالم، في خضم حمى الانتخابات الرئاسية، بسبب ما قالت إنه سيولد حالة من عدم الاستقرار نتيجة للاختلاف الكبير في آراء المرشحين الرئاسيين فيما يتعلق بحلولهما للمسائل الاقتصادية. أظهرت الدراسة أن حالة عدم الاستقرار الاقتصادي التي عادة ما تسبق فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية تؤثر بشكل مباشر في السياسة المالية، ويعاني خلال ذلك الاقتصاد بشكل عام، علاوة على أنه يترتب على الأمر تقلبات كبيرة في الأنشطة الاقتصادية حتى بعد أشهر قليلة من انتهاء حمى السباق الرئاسي، بسبب أن معظم الشركات الأمريكية جمدت مشروعاتها وأنشطتها الجديدة على الرغم من الانخفاض التاريخي لمستويات تكاليف الإقراض. قال ثلثا الخبراء الاقتصاديين الذين تم استطلاع آرائهم في الدراسة إن المنافسة بين كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومرشحة الحزب الجمهوري هيلاري كلينتون ستكون بمثابة رياح عكسية في مواجهة النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، فضلاً عن أن ذلك الأمر سيجمد العديد من التدفقات الاستثمارية إلى الولايات المتحدة إلى حين انتهاء السباق الرئاسي واتضاح الرؤية تماماً فيما يتعلق بالتشريعات الاقتصادية والضرائب وإطار الإنفاق الحكومي. تأثيرات اقتصادية وذكر العديد من الخبراء الاقتصاديين أنهم قاموا بتضمين عامل الانتخابات الرئاسية التي تبقى عليها أقل من 100 يوم في توقعاتهم للفترة القادمة، بما أنها مسألة ستكون ذات ثقل كبير على الأداء الاقتصادي في النصف الثاني من العام الجاري. وأظهرت البيانات الواردة يوم الجمعة عن تراجع كبير في توقعات نمو النصف الثاني من 2016 مقارنة بالتوقعات السابقة في خضم الضعف الذي لازم الإنفاق التجاري. عدم استقرار وتعاني السياسة النقدية الأمريكية حالياً حالة من عدم الاستقرار وعدم وضوح الرؤية، مقارنة بالفترة السابقة، وهو الأمر الذي علق عليه لويس أليكس الخبير الاقتصادي لدى مؤسسة نومورا بالقول إن ما يقترحه المرشح الجمهوري دونالد ترامب يتعارض مع العديد من المفاهيم الاقتصادية المتبعة حاليا، وأن ذلك يثير العديد من التساؤلات المتعلقة بالتهديدات التي تحيط بالتجارة واحتمالية نشوء حركة تدفق كبيرة للعمالة إلى خارج الولايات المتحدة في حال تم انتخابه رئيساً، ملخصاً حديثه بالقول إن ذلك سيرفع من حالة عدم الاستقرار وبالتالي تأثر حركة الاستثمارات إلى الولايات المتحدة. توقعات أكثر تعقيداً وقال كريشنا جوها نائب رئيس مؤسسة إيفركور آي اس آي إن الاختلاف الملحوظ في وجهات نظر المرشحين للرئاسة لما يتعلق ببعض الجوانب الاقتصادية يجعل مسألة التوقعات الاقتصادية أكثر تعقيدا. وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتراجع النمو الاقتصادي الأمريكي هذا العام بمقدار 2.2% بسبب تراجع معدلات الإنتاجية نتيجة للقوة التي حظي بها الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية، وهي القوة التي كانت سبباً مباشراً في تراجع تنافسية الصادرات الأمريكية. نتائج فوز كلينتون وأكد نحو 70% من الخبراء الاقتصاديين الذين تم استطلاع آرائهم أن فوز مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون سيكون أمراً إيجابياً للاقتصاد الأمريكي ومعدلات نموه، بينما قال 14% منهم إن فوز ترامب بمقعد الرئاسة الأمريكية سيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد الأمريكي. وأشار البعض الآخر منهم إلى أن كلا من المرشحين لم يقدما حتى الآن خططاً إيجابية فعالة لتسريع الأنشطة الاقتصادية في البلاد في حال انتخاب أي منهما. خطط منتظرة أكدت هيلاري كلينتون أنها ستصادق على خطة ب 275 مليار دولار للإنفاق على تطوير البنى التحتية ورفع الحد الأدنى للأجور، إضافة إلى أنها تعتزم زيادة الضرائب على أصحاب المداخيل المرتفعة لتمويل بعض من البرامج والمشروعات الاقتصادية التي اقترحتها. وعلى النقيض من ذلك، وعد المرشح الجمهوري ترامب بأن يقوم بتخفيض الضرائب وزيادة الإنفاق العسكري والانسحاب أو إعادة التفاوض حول اتفاقيات التجارة الدولية. وفي هذا قالت كاثي بوسجانيتش الخبيرة الاقتصادية لدى أكسفورد إيكونوميكس إن ما يقترحه ويقوله المرشح دونالد ترامب يتعارض مع ما يمكن اعتباره أمراً إيجابياً للسياسة الاقتصادية. كارثة اقتصادية متوقعة مع ترامب هاجم عمدة نيويورك السابق، مايكل بلومبرج، المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، متهماً إياه بتهديد الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة. وقال بلومبرج إن خطة عمل ترامب تعتبر كارثة، حيث إنه سوف يصعب المنافسة على الشركات الصغيرة، كما سيضر بالاقتصاد، ويهدد المدخرات التقاعدية لملايين من الأمريكيين. وأضاف السياسي المعروف أن ترامب يعتبر خياراً محفوفاً بالمخاطر، ومتهوراً وجذرياً، معتبراً أن الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل القيام بهذا الخيار. وأشار إلى أن ترامب ترك وراءه طوال حياته المهنية سجلاً من حالات الإفلاس وآلاف الدعاوى القضائية والمساهمين الغاضبين والعملاء المحبطين، في الوقت الذي يؤكد فيه ترامب أنه سوف يقود الولايات المتحدة بنفس طريقة إدارته للأعمال.

مشاركة :