قوات الحكومة الليبية في سرت تحاول تعزيز تقدمها في ظل الضربات الأمريكية

  • 8/4/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سرت - (أ ف ب): تسعى قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا إلى تعزيز تقدمها في مدينة سرت أمس الأربعاء في مواجهة قناصة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والألغام التي زرعها، بعد الزخم الذي حصلت عليه بفضل الضربات الأمريكية المتواصلة. وقال رضا عيسى العضو في المركز الإعلامي للعملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت من ايدي التنظيم الجهادي ان «قواتنا تواصل التقدم، وهي تسعى اليوم إلى تعزيز هذا التقدم في ظل ضربات أمريكية متواصلة اعطت زخما للعملية العسكرية». وأضاف: «قواتنا تواجه قناصة وألغام تنظيم الدولة الإسلامية في اجزاء متفرقة من سرت، وهناك اهداف يصعب التعامل معها بفعل وجودها بين المنازل، ولذا فإن الضربات الأمريكية التي تتمتع بالدقة ستساعد في القضاء على هذه الاهداف المهمة». وبدأت الولايات المتحدة (الاثنين) تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع وآليات لتنظيم الدولة الإسلامية في سرت (450كلم شرق طرابلس) بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي. ونفذت الطائرات الأمريكية الاثنين والثلاثاء سبع غارات على الاقل. ولم يعلن عيسى وقوع غارات جديدة أمس الاربعاء. وقال ان «كل يوم يتأخر الحسم فيه تصبح المدينة أكثر تفخيخا»، مضيفا: «لكن لا شك في أن وجود سلاح فعال ودقيق سيسرع من انتهاء المعركة»، في اشارة إلى الضربات الأمريكية. وتابع عيسى: «الضربات الأمريكية تساعد القوات لكنها لن تحسم المعركة على كل حال. الجنود على الارض هم الذين سيحسمونها، كما حدث في عام 2011»، في اشارة إلى قصف طائرات حلف شمال الاطلسي قوات النظام السابق خلال الانتفاضة الشعبية المسلحة. وقال المتحدث باسم العملية العميد الغصري لفرانس برس أمس الاربعاء ان اعداد قتلى وجرحى القوات الحكومية تعتبر «كبيرة جدا جدا»، مضيفا: «طلبنا المساعدة (الأمريكية) لتخفيف الأضرار. هناك اكثر من مائة مقاتل بأطراف مبتورة، وهناك حالات موت سريري عديدة وجرحى في حالات خطيرة». وذكر الغصري ان قيادة العملية العسكرية طلبت في اجتماع مع حكومة الوفاق الوطني «توفير ذخيرة ذكية للسلاح الجوي، وبينها صواريخ موجهة، أو الاستعانة بإحدى الدول التي لديها امكانيات جوية قوية، وقد قررت الحكومة انها تفضل الخيار الثاني نظرًا إلى حظر السلاح المفروض على ليبيا» بقرار من الأمم المتحدة. وتابع: «هناك من يقول إن سلاح الجو الأمريكي سيدمر البنية التحتية لسرت، لكننا نقول إن مائة مبنى لا تساوي قطرة دم واحدة من دماء جنودنا». وفيما تحظى الضربات الأمريكية بتأييد سياسي وعسكري في غرب ليبيا فإنها قوبلت بالرفض من قبل البرلمان المعترف به دوليا ومقره مدينة طبرق شرقا، والذي يرفض منح الثقة لحكومة الوفاق في طرابلس ويدعم حكومة موازية ترفض التخلي عن السلطة. وأصدرت لجنة الدفاع في البرلمان المعترف به بيانا طالبت فيه السفير الأمريكي بالحضور إلى طبرق «للاستيضاح حول هذه الضربات والخروقات الجوية من دون اذن وتنسيق مسبق». وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة عبدالمنعم بو حسن لفرانس برس: «لا نعرف هل سيحضر السفير الأمريكي لاستيضاح تدخلهم في سرت، ولكننا نتوقع ردا مكتوبا أو مسموعا» على اعتبار ان السفير الأمريكي بيتر بودي لا يقيم في ليبيا لأسباب أمنية. بدورها، أعلنت دار الافتاء الليبية، اعلى سلطة دينية في البلاد، رفضها الضربات الأمريكية. وقالت في بيان نشرته مساء الثلاثاء على صفحتها في موقع فيسبوك ان «طلب التدخل الاجنبي في البلاد امر مرفوض ومستنكر ولا يجوز التهاون والرضى به». واعتبرت ان الضربات الأمريكية تشكل «محاولة لسرقة جهود الثوار (القوات الحكومية) وتضحياتهم الباهظة في جبهة سرت، واستهانة بالأعداد الكبيرة من دماء الشهداء»، داعية «من يعنيه الامر» إلى ان «يتحمل المسؤولية ولا يسمح بانتهاك سيادة الوطن بتدخل يُخشى ان تكون عواقبه وخيمة». ودار الافتاء الليبية في طرابلس التي يشرف على عملها المفتي الصادق الغرياني معارضة لحكومة الوفاق وكذلك للسلطات الموازية في شرق ليبيا.

مشاركة :