حسم الاتحاد السعودي لكرة القدم أحد أهم القضايا التي شغلت الشارع الرياضي أسابيع، بعد أن قرر صعود الباطن من محافظة حفر الباطن بالمنطقة الشرقية للدوري السعودي للمحترفين، مرافقا لفريق الاتفاق، بعد أقل من 4 ساعات من رفض لجنة الاستئناف احتجاج نادي المجزل على لجنة الانضباط بتهبيط فريقها إلى دوري الدرجة الثانية بدلاً من الصعود لدوري المحترفين، وكذلك اعتماد العقوبات التي تقررت سابقا في قضية «التلاعب في دوري الدرجة الأولى». ولم تقتصر الاستفادة على الباطن، ولكن استفاد أيضا فريق الاتفاق الذي بات في المركز الأول في جدول الترتيب، وحصد بناء على القرار الأخير درع دوري الأولى، كما استفاد فريق النهضة بالبقاء في دوري الأولى وعدم الهبوط لدوري الثانية، تاركا مقعده فيها للمجزل الذي قفز سريعا إلى الأضواء ولكنه عاد إلى ما كان عليه قبل 3 سنوات فقط بدوري الثانية نتيجة قرار انضباطي. وعاشت المنطقة الشرقية أفراحا عارمة نتيجة استفادة 3 من أنديتها دفعة واحدة من هذا القرار التاريخي، ولارتفاع عدد أنديتها المشاركة في النسخة المقبلة للدوري السعودي للمحترفين لخمسة أندية للمرة الأولى في تاريخ المنطقة، التي ظلت سنوات تُمثل في ناد أو اثنين. وكان الاتفاق طرفا شبه ثابت عدا في الموسمين الأخيرين، حيث تواجد بدوري الأولى، ولتكون الشرقية أكثر مناطق السعودية التي يتواجد بها ممثلون لها في دوري المحترفين. من جانبه عبر نائب رئيس نادي الباطن مبارك الظفيري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن سعادته الغامرة بهذا الإنجاز التاريخي الذي تحقق نتيجة الاستفادة من «قضية التلاعب»، مشددا على أن الباطن أُنصف فعلا في هذه القضية ونال ما يستحق. وقدم الظفيري التهنئة لأمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، ولمحافظ حفر الباطن، ولكل محبي نادي الباطن، سواء من مسؤولين وشرفيين وجماهير، وكل من كان قلبه مع «السماوي»، مؤكدا أن هذا الإنجاز يسجل من ذهب في مسيرة هذا النادي الطموح. وأكد أن الفريق صعد لدوري المحترفين السعودي من أجل أن يستمر، وسيبذل الجميع كل ما هو ممكن من أجل ألا يعود الفريق مجددا إلى الوراء، حيث إن المهم هو تواصل مسيرة الإنجازات. وعن جاهزية الفريق لدوري المحترفين، وخصوصا أن الباطن سيخوض أولى مبارياته أمام الهلال، أحد أقوى المرشحين الدائمين لحصد الدوري والبطولات الأخرى، قال: «لسنا جاهزين تماما، نحتاج لوقت، ولذا سنسعى لطلب تأجيل مباريات الجولتين الأوليين للفريق، وخصوصا أن الدوري تبقى على انطلاقته نحو أسبوع فقط بعد صدور القرار رسميا، فعلا نحتاج لوقت حتى نرتب بعض أوراقنا ونكون في كامل الجاهزية». وعن مصير الجهاز الفني بالفريق الذي يقوده عادل عبد الرحمن، قال: «الجهاز الفني سيستمر معنا في دوري المحترفين، ولا نية لاستبداله». وتحفظ على الحديث عن موضوع اللاعبين الأجانب، الذي يتردد منذ فترة على وسائل الإعلام أنه تم الاتفاق معهم لتمثيل الفريق في دوري المحترفين، وأن التوقيع معهم فور صدور القرار، مكتفيا بالقول: «نحتاج لوقت في كثير من الأمور الخاصة بالفريق». وحول ملعب النادي الذي يتواجد فيه النجيل الصناعي، وهل سيكون هو الملعب الوحيد بنفس المواصفات الذي ستقام عليه مباريات دوري المحترفين، والتخوف من قبل بعض الأندية من خوض المباريات على النجيل الصناعي، قال: «أرضية ملعبنا من النجيل الصناعي معتمدة دوليا، وسنلعب مبارياتنا عليه في دوري المحترفين، وهناك فِرق في دوري المحترفين سبق أن لعبت عليه، مثل الاتفاق والخليج وآخرها الرائد، ولا أعتقد أن هناك موانع لإقامة المباريات عليه». وفيما يتعلق بالمدرجات وعددها الحالي غير الكافي لاستضافة مباريات الفرق الجماهيرية، قال: «ملعبنا الحالي يتسع لـ6500 مشجع، ونسعى لرفع القدرة الاستيعابية لـ3000 إضافية، لتصل القدرة الاستيعابية إلى 9500 متفرج». وعبر عن ثقته بتفاعل رجال حفر الباطن مع قرار صعود الفريق، وتلقي الدعم الذي يجعل الإدارة قادرة على الإيفاء بالمتطلبات الكبيرة للعب في دوري المحترفين السعودي. وفي الجانب الاتفاقي اعتذر أكثر من مسؤول عن إبداء رأيه في القرار الأخير، والذي يفيد الفريق من خلال حصده درع الدرجة الأولى، حيث اكتفى أحد المسؤولين بالقول: «ليس طموحنا درع الأولى، ولم يكن في الحسبان لأن الاتفاق أكبر من أن يفرح بحصد درع الأولى، وأن الهدف كان الصعود وتحقق». أما في النهضة فقد عبر حسن القحطاني رئيس النادي المنتخب حديثا، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن ارتياحه من قرار بقاء الفريق في دوري الدرجة الأولى، مستفيدا من قضية التلاعب، مؤكدا أن هناك عملاً كبيرًا يتوجب القيام به من أجل أن يعود مارد الدمام إلى سابق عهده. وقدم شكره للهيئة العامة للرياضة وللاتحاد السعودي لكرة القدم، على ما تلقاه ناديه من إنصاف، وبالتالي نال حقه في هذه القضية.
مشاركة :