تستضيف مهرجانات بعلبك الدولية (شرق لبنان) مساء اليوم، أمســـية شــبابية بامتياز يقدمها الفنان البريطاني من أصل لبناني ميكا. أمسية سيكون فيها كثير من الجنون والقفز والحب والرقص والموسيقى الصاخبة، وأغانٍ تتناول العديد من المواضيع الشبابية والاجتماعية. هي المرة الثالثة التي يزور فيها ميكا لبنان، حيث تعوّد الجمهور على جنونه وحيويته على المسرح. الزيارة الأولى لفنان البوب العالمي كانت عام 2008، حين أحيا حفلة ضخمة في وسط بيروت، حضرها أكثر من 15 ألف متفرج، ونظّمها مهرجانا بيت الدين وبعلبك معاً. حينها، كان ينظر الى هذا الفنان كظاهرة جديدة في عالم البوب من حيث الأداء والاستعراض الذي يقدّمه. لكن ما بين الزيارتين الأولى والثالثة فروق كبيرة، فالرجل لم يعد نجم الاستعراض الأول في العالم لأسباب عدّة، منها اهتمامه بتصميم الأزياء وإطلاقه مجموعته الخاصّة لماركة الملابس البلجيكيّة JBC. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ بدأ عام 2013 العمل في لجنة التحكيم لبرنامج X Factor بنسخته الإيطالية، ومن ثم «The Voice» بنسخته الفرنسية كمدرّب موسيقي. الظهور الإعلامي المتكرّر أبعده قليلاً من الإبداع، والألبوم الأخير الذي قدّمه عام 2015 بعنوان «No Place in Heaven»، لم يحقق النجاح الذي حققته ألبومات سابقة كـ «حياة في رسم كرتوني» (2007). لكن صاحب أغنية «Relax» التي منحته الشهرة، لا يزال قادراً على جذب الجمهور أقله في الشرق الأوسط، لسهولة التواصل بينه وبين معجبيه، وتفاعله المباشر معهم، وخفة حركته على المسرح، وتنوع المواضيع التي يقدمها. ففي ألبومه الأول، خصص أغاني للبدينات والممتلئات، وتغزل بجمالهن واستعان ببعضهن لتقديم استعراضاته حول العالم. هو فنان لا يحكم على البشر من خلال هويتهم الجنسية، بل يتعامل مع الجميع بكل مودة واحترام كما يقول في إحدى مقابلاته. ويسعى دائماً الى التنويع في أعمــاله من حـيث الموسيقى والتوزيع. إذاً، سهرة الليلة ستكون صاخبة. وسيعود الشباب ليغزوا القلعة التاريخية لمدينة الشمس. وسيترقب الجميع «السيرك المتنقل» والكرنفال الذي يقدمه ميكا، الشاب الحيوي الذي لا يهدأ على المسرح، ويقفز كأرنب باستمرار، ويتمتع بطبقات صوت متأرجحة بين الأنثوية والرجولية الرخيمة، ويحفظ بعض الجمل العربية ويصر على التحدث بها. ما يميز ميكا، تفاعله المباشر مع الجمهور واعتباره جزءاً من الفرقة، يُشركه في الغناء، يُحرّضه على التصفيق، ويدعوه الى الرقص والتمايل، ويحوّله في بعض الأوقات الى كورس يساعده في الغناء. لكن، لماذا حصد ميكا تلك الشهرة كلها، وتفوّقت أغنياته، واحتلت المراتب الأولى في بريطانيا، ومعظم المهرجانات باتت ترغب في استضافته؟ ببساطة، لا يعتمد ميكا على موسيقاه التي يؤلفها أو كلمات أغنياته التي يكتبها فقط، بل على استعراض يقدمه بحيوية باهرة ولياقة بدنية عالية. وهو يُشرك الجمهور في ألعابه، ويقدر على نقل جنونه الى الحاضرين. والشاب المحبوب المولود عام 1983 في بيروت لأب أميركي وأم لبنانية من مدينة صور، هو شاعر ومؤد ومنتج وموسيقي، أخرج إلى العالم أسطوانته الأولى عام 2007. أنغامه مبتكرة وعميقة، تجمع بين إيقاع سريع حماسي وعناصر غامضة غير متوقعّة من ميلودراما الحياة اليوميّة، قصص حبّ وعشق وخسارة واستسلام وأمل وفرح. تجتمع كلّها فتستقطب الاهتمام ويُشكّل واحدها قالب «بوب» ذهبياً. انتقل ميكا مع عائلته إلى باريس خلال الحرب الأهلية في لبنان ومن ثم استقرّ في لندن. يقول: «كثرة التنقّل والتجارب المريرة التي عشتها في أولى سنوات الدراسة في لندن، أفقدتني القدرة على القراءة والكتابة والتعبير لفترة». ويضيف أنّه اكتشف في التاسعة أنّ تأليف الأغاني مستقبله ومصيره.
مشاركة :