11 حقيقة لا تعرفها عن الأطفال الذين يعانون عسر القراءة

  • 8/4/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تربية الأطفال ليست بالأمر السهل على الإطلاق، فكثيراً ما يواجه الآباء والأمهات مشكلاتٍ صعبةً خلال التنشئة والتربية، وقد يُسبب التعامل الخطأ مع المشكلة عواقب وخيمة على الأسرة، وتترك أثرها السيء على الطفل مدى الحياة. لتجاوز ذلك، على الآباء أن يفهموا جيداً أبرز تلك المشاكل وكيف يحلونها ببساطة وذكاء. من ضمن تلك المشاكل عسر القراءة أو ما يطلق عليه اسم الديسلكسيا ، وهي من أكثر المشاكل التي تواجه الأهالي والمعلمين خلال مراحل التعلم الأولى للأطفال، وحلها أمرٌ هام للمضي قدماً في العملية التعليمية والحياة عامةً. ولعلاج أي مشكلة لا بد من التعرف على أسبابها أولاً، وهنا عرض لأبرز الأسباب التي تقف وراء الإصابة بعسر القراءة، والتي تجيب على تساؤل لماذا تصيب الديسلكسيا الطفل؟ 1- أسباب وراثية في الغالب يكون سبب مرتبط بتركيبة دماغية مختلفة للطفل، تؤدي إلى عدم الفعالية في الربط بين قسمي المخ الأيمن والأيسر، إذ تكون المنطقة السمعية في مخ هؤلاء الأطفال مختلفة، كما تكون منطقة اللغة بالمخ في الجانب الأيسر، أو عدد خلاياها أقل من المعدل الطبيعي، أو تنشأ بسبب الاختلاف في النشاط الكهربائي في الجانب الأيسر من المخ عن مثيله لدى الأطفال العاديين، وغالباً ما ترتبط تلك المشكلة بسبب عامل وراثي. 2- عوامل نفسية ولغوية وراء الديسلكسيا كما أن للعامل النفسي دوراً كبيراً في ظهور عسر القراءة، فالاضطرابات اللغوية التي قد تنشأ بسبب تشوه في بعض مخارج الحروف لدى الأطفال، أو بسبب اضطرابات الذاكرة سواء السمعية أو البصرية، إذ أثبتت أبحاث علمية أن الأطفال الذين يصعب عليهم الاسترجاع التتابعي للمثيرات المرئية بسبب عدم كفاءة عمليات الانتباه أو قلة فاعلية استراتيجيات الحفظ والتذكر والاسترجاع يعانون من عسر القراءة. عملية الإدراك أساساً عملية معقدة، تبدأ باستثارة الحواس، وتمر بخطوات معقدة، حتى تتم معالجة المعلومات في الدماغ لفهمها، وأي خلل في هذه العملية قد يكون سبباً لعسر القراءة، فالقراءة عملية معقدة يتداخل فيها عمليتا إدراك في آن واحد، وهما الإدراك السمعي في كيفية نطق الحروف، وإدراك بصري بشأن كيفية كتابتها. وفي بعض الحالات تكون خصائص اللغة المنطوقة ونظام الكتابة وقواعد الإملاء وطريقة القراءة وكل تلك العوامل مساهمة في ظهور عسر القراءة لدى الأطفال، حتى إن تلك العوامل قد تكون عائقاً في تعلم الكبار لغة جديدة، إذ تكون التهجئة معقدة ومقسمة لأنماط ومستويات عديدة. إذاً، ؟، بالطبع يُصاب الآباء بالرهبة والهلع عندما يسمعون أن أولادهم يعانون من عسر القراءة، ويبدأون في التفكير في المشكلات التي ستواجه أولادهم طوال حياتهم في الدراسة والعمل والحياة ككل، لذلك حل تلك المشكلة يكون مهماً لديهم. وهناك العديد من الطرق التي قد يستخدمها الآباء لمساعدة أبنائهم على التغلب على تلك المشكلة، وبعض الأمور التي يجب أن يتجنبوها حتى لا تتفاقم المشكلة، وإليك بعض منها: 3- حل المشكة ليس بقراءة المزيد! يظن بعض الآباء خطأً أن قراءة أولادهم للمزيد قد يحل من تلك المشكلة، وهذا سيفاقم المشكلة ولن يحلها، بل على العكس قد يُسبب شعور الأطفال بالإحباط والغضب. 4- صعوبة في فك رموز التعليمات المتعددة قد تكون المشكلة لدى الطفل في في آنٍ واحد، بإعطائه أكثر من أمر في نفس الثانية، كأن تطلب منه أن يفتح الكتاب المادة كذا على الصفحة رقم كذا لقراءة الفقرة كذا، وتلك التعليمات معقدة بالنسبة لعقل الطفل، وخلال سعيه لفك الترميز في الجملة، تكون أدمغتهم في مرحلة فهم أول مرحلة، بينما يكون زملاؤهم انتهوا من المطلوب، رغم أن الطفل قد استنفد جهده لفك التعليمات الكثيرة لمحاولة تنفيذها. 6- التعديلات العاطفية تساعد يُمكن أن تكون الاحتياجات العاطفية عاملاً مساعداً للتغلب على عسر القراءة، فقد تكون قراءة المعلم بصوتٍ عال تسبب التوتر والقلق للطفل ما يُسبب تفاقم المشكلة، أو أنه يوجه له كلمات سلبية مثل "كسول"، "فاشل"، لذلك من الضروري مساعدة الأطفال للتعبير عن مشاعرهم والاستماع لهم لفهم أسباب عسر القراءة، وأيضاً لتجنب إصابتهم بالقلق والغضب والاكتئاب. 5- ما خيارات طفلك التعليمية؟ بما أن قد ينجم جراء طريقة معالجة الطفل للمعلومات، فيمكن لفهم خيارات الطفل التي يستجيب لها أن تكون مساعدة للتغلب على عسر القراءة، فبعض الأطفال يمكن عبر تعليمهم الصوتيات فهم أساسيات ارتباط الأصوات والحروف ببعضها، وهذا يساعدهم على تعلم القراءة، ووقتها قد تكتشف أسباباً أخرى وراء عسر القراءة فقد تكون المشكلة بسبب قصور في مشاكل حسية أخرى مثل السمع والبصر لذا ينبغي معالجتها. 9- مشوشون من التفاصيل محاولة يجعلهم مشوشين ويشعرون بالفوضى، وقد يؤثر ذلك على الأمور الحياتية أيضاً وتجدهم يواجهون صعوبة في تنظيم وقتهم وإدارته، لذلك لا داعي لإرهاقهم بالتفاصيل، وإعطائهم وقتاً للراحة لإعادة تركيز نشاطهم. 7- الرؤية بالعكس.. قدرة عقلية عظيمة! في بعض الأحيان تكون المشكلة بسبب عكس الحروف والكلمات، فالطفل يراها بشكل مختلف عما تظهر عليه في الصفحة، أو أنه يرى الكلمات والحروف تتحرك، أو تضيء وتظلم، أو تتلخبط وتنقلب. وبالرغم من أن تلك المشكلة تجعل الطفل يعاني من عسر القراءة، إلا أنها ، فعالمة الأحياء كارول غريدر التي حازت جائزة نوبل في العام 2009 في علم الأحياء الجزئي بعد كشفها إنزيماً جديداً في الحمض النووي يرتبط بمرضي الشيخوخة والسرطان، كانت تعاني من عسر القراءة. وهناك أمثلة عديدة لأناس عانوا من عسر القراءة وبرعوا في مجالاتهم، مثل توماس أديسون، ألبرت أينشتاين، ألكسندرغراهام بيل، هنري فورد، جاي لينو، ووبي غولدبرغ، توم كروز، ستيف جوبز، تومي هيلفيغر، بيكاسو، وريتشارد برانسون، ويمكن استخدام تلك الأمثلة لتشجيع الأطفال ودعمهم معنوياً. 8- التكنولوجيا والصداقات مساعدان أيضاً يمكن استخدام الكتب الصوتية لمساعدة الأطفال على تخطي تلك المشكلة، ويمكن استخدام الصور، فالعامل البصري مهم ويركز في ذاكرتهم بشكل أقوى، أو استخدام التطبيقات الإلكترونية وهناك العديد من التطبيقات التي تحول النصوص المكتوبة لصوت، أو تنمي المهارات الصوتية بالألعاب الطريفة. كما يمكن بتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية وتكوين صداقات جديدة، وقد يشمل ذلك الانضمام لمجموعات الدعم، أو التسجيل لهم في الأندية والنشاطات الرياضية المختلفة. 10- طفلك موهوب.. تحلَّ فقط بالصبر الطفل بحاجة إلى جو مهيأ خصيصاً لمساعدته، وهذا يحتاج إلى تشخيص دقيق لحالته أولاً، وإشراك لكل الفعالين من الأسرة والمعلم وزملائه، لإعطاء الطفل الفرصة الكاملة لاستغلال قدراته العقلية بشكل سليم. وبغض النظر عن أسباب تلك المشكلة، فيرى أن الأطفال الذين يعانون من الديسليكسيا موهوبون، ويمتلكون خيالاً خصباً، وفضولاً للمعرفة، ويستخدمون جميع الحواس للتفكير، ويمتلكون قدرات ذهنية عالية، لذا من الضروري التفكير في تلك السمات الإيجابية وتوفير المساعدة لهم لاستخدامها. ومن المهم أيضاً تحلّي أولياء الأمور أو المعلم بالصبر، كما أنهم مكلفون بتقديم الدعم والتشجيع المستمر للطفل لرفع معنوياته، ومكافأتهم على كل تقدم بسيط ينجزونه، والصبر ضروري جداً في تلك العملية إذ إن التخلص من عسر القراءة قد يحتاج إلى وقت طويل ربما يستغرق عدة سنوات في بعض الأحيان. 11- مقابلة اختصاصي قد تكون تلك الحلول غير مجدية لطفلك، لذا يكون هناك حاجة ضرورية لمقابلة اختصاصي أو مستشار نفسي ليقوم بالتشخيص الدقيق لحالة الطفل، فقد يكون الطفل في حاجة إلى تعلم كيف يتعامل مع الغضب والقلق والاكتئاب والمشاكل السلوكية. أو في تحديد استراتيجيات تعليمية مناسبة لدعم احتياجات الطفل التعليمية، بعد تحديد نقاط قوته ودعمها، ويمكن أن يكون أولياء الأمور نفسهم هم من في حاجة للمساعدة للتخلص من الضغط النفسي.

مشاركة :