عرفت الصديق الوفي المرحوم ماجد احمد الطاهر في بداية حياته العملية في سلاح الهندسة الملكي .. كان شاباً متحمساً نشيطاً وشجاعاً ومنضبطاً، حيث تدرج بالمناصب وبسبب نشاطه الملموس اصبح ضابطا مرموقاً وقائداً محترفاً لوحدة الآليات الثقيلة في سلاح الهندسة الملكي، ولد المرحوم ابو مجدي بتاريخ 21 /7/1938وتوفى بتاريخ 23/7/2011 عن عمر 73 عاماَ. لقد اشترك بدورات عديدة في مدرسة سلاح الهندسة الملكي عن الآليات الثقيلة حتى أصبح قديراً محترفاً ، وقد أوكلت له أعمال الحفريات الكبيرة في سد الملك طلال لفترة طويلة حتى أنتهى المشروع بنجاح باهر. كذلك اشترك بالعمل الوطني للحفريات والتنقيب عن الآثار في آثار جرش مع دائرة الآثار العامة حيث تم أنتشال ما يقارب من 250 عاموداً ضخماً مع التيجان المزخرفة الجميلة والتي كانت مدفونة في باطن الارض على عمق مترين تقريباً نتيجة الزلازل في سنين خلت. وقد تم نصبها من قبل نشامى سلاح الهندسة الملكي.وتم أفتتاح أول مهرجان للثقافة والفنون في مدينة جرش في تاريخ 21/7/ 1981برعاية الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه والملكة نور الحسين. ولن أنسى ذلك اليوم الذي قابلني فيه الأخ الوفي ابو مجدي في مكتبي طالبا المساعدة بإحالته الى التقاعد من الجيش من أجل العمل في احدى أكبر الشركات في المملكة العربية السعودية.. وكان بجانبي آنذاك الأخ الشهيد اللواء سعد بن صايل أحد قادة وحدات سلاح الهندسة الملكي..وبكل صدق كنت متردداً بالموافقة لأنني لا اريد أن افتقده لمقدرته واحترافه.. ولكن الاخ صايل طلب حينها مساعدته بإحالته وهكذا كانت الموافقة .. حيث خسرته أنا شخصياً.. بسبب اعتمادي عليه بجميع الأعمال الهندسية الكبيرة. كان الأخ والصديق أبو مجدي ينتمي بإيمان راسخ وولاء مطلق للأردن العربي الهاشمي وقيادته الهاشمية المظفرة المطهرة الحكيمة وقد أحبه كل من عرفه لأنه كان يحمل (الهوية الجامعة) الفلسطينة والأردنية (بالميزان) . هو أحد منتسبي القوات المسلحة الباسلة / االجيش العربي وهو أحد رجال الأعمال الناجحين وهو مثال الرجل العصامي المميز. كان ماجد الطاهر المواطن الفلسطيني الأردني المخلص المنتمى الناسك في محراب حب الأردن وفلسطين والقيادة الهاشمية المظفرة. تجد في ابو مجدى شرف النسب وكرم العنصر واحترام الرأي والرأي الآخر .. يبهرك حديثه الصفو العفو والذي كان يصدر بدون تكلف وبدون تعال. كان المرحوم ابو مجدي كريم النفس واليد لا يدخر عن فعل الخير شيئاً.. لا يخون صديقاً ولا ينقذ عهداً ولا يضيع وداً.ذكاء وقاد وبديهة حاضرة ..حياء جم والفاظ مهذبة وحياة بسيطة وفي بالحق حفي بالفضيلة.. كان المرحوم ماجد الطاهر يمتاز بالعقل الحصيف الراجح وكان لا يحابي ولا يرائي في مصير الأردن العربي الهاشمي وفلسطين التوأم الغالية بإيماته الراسخ.. كان يردد دائماً امامي أن القيادة الهاشمية المظفرة هي حقاً هبة الله للأردن المناظل الرابط. كان المرحوم أبو مجدي بالنسبة لي أعز من كل نعي وأغلى من كل دمع. كان مشيعوه بالآلآف حضروا من كل حدب وصوب تقديراً لمواقفه المشرفة وسمعته الطيبة. ولن أنسى وفائه الراسخ عندما كان يزورني في البيت كلما سنحت له الاجازات من المملكة العربية السعودية أو بعد انتقاله للامارات العربية المتحدة فهذه مشاعر سامية لن أنساها إلى الأبد. وقد كنت أول المشيعين في جنازته وكذلك مجلس بيت العزاء رحمه الله . لقد عمل المرحوم بكل جد ونشاط مميز واتقان محترف، وكان يحدثني عن أولاده واسرته المتحابة ونشاطاتهم. وها هم أصبحوا شباباً مرموقين والحمد لله حقق لهم التعليم المنشود.فسلام وإكبار الى الأبن البكر الدكتور مجدي الطاهر والى الدكتور نزار والاستاذ احمد والمهندس أمين وكذلك الى القديرة المتألقة الدكتورة اسمهان ماجد الطاهر وشقيقاتها الخمسة . حيث اطالع دائماً المقالات المميزة للكاتبة القديرة الدكتوره اسمهان الطاهر حفظها الله..وها هو شريط الذكريات الجميلة يمر بمخيلتي مبهجاً ومدهشاً وساحراً بعبق الذكريات الجميلة في سنين خلت. نعم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ،لكنني أومن أيماناً راسخاً بالمقولة من خلف ما مات مبتهلاً الى الله تعالى أن يحفظ الخلف الصالح الطاهر لانهم اطهر من الطهر نفسه .. أخي الغالي أبو مجدي ..لن ننساك.. لن ننساك.
مشاركة :