قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 4 أغسطس/آب 2016، إن تحقيق الأهداف وتفعيل المشاريع المتبقية مرهون بالحفاظ على تركيا وحمايتها جيداً، مشدّداً على أن بلاده "لن تترك الساحات لمنظمات فتح الله غولن، وبي كا كا، وداعش، وغيرها من المنظمات الإرهابية وشبكات الخيانة إطلاقاً". جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان خلال اجتماع مع رؤساء الغرف والبورصات في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، في معرض تقييمه للمستجدات الأخيرة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد يوم الخامس عشر من يوليو/تموز الماضي على يد منظمة فتح الله غولن الإرهابية. وأشار أردوغان إلى أن منظمة غولن منحرفة اعتقادياً وقومياً؛ لأنها بحسب قولها ستسيطر على البلدان التي تنشط فيها، مضيفًا: "طلبت من رئاسة الشؤون الدينية تدقيق كتب فتح الله غولن بشكل جيد؛ لأنها تضم مصطلحات تتعارض مع ديننا". واعتبر الرئيس التركي أن "كل قرش يُقدّم إلى منظمة فتح الله غولن يُعد بمثابة رصاصة موجهة ضد الشعب التركي"، مؤكداً أن الدولة لن تتسامح إطلاقاً في التعامل مع المؤسسات التي تموّل أولئك الذين أطلقوا النار على الشعب. كما شدّد الرئيس التركي على أنه "لا يمكن أن ينجح مشروع دون تمويل، وربما يكون عالم الأعمال مصدر قوة الكيان الموازي، لذا فإننا عازمون على قطع كافة ارتباطات هذه المنظمة الدموية بعالم المال والأعمال". ولفت إلى أن المدارس والمعاهد والمنازل التابعة للكيان الموازي تُعد وكرًا للإرهاب، كذلك الأمر بالنسبة للشركات والجمعيات والأوقاف، معتبرًا أن كل شخص يبدي حججًا من أجل التعامل مع أعضاء هذا الكيان بعد اليوم يُعد واحدًا من منتسبيه. من جهة أخرى، جدّد أردوغان دعوته لزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال قليجدار أوغلو، للمشاركة شخصيًّا في تجمع "الديمقراطية والشهداء" بإسطنبول الأحد القادم 7 أغسطس الجاري، بعد إعلان الأخير أنه لن يشارك شخصياً في التجمع، لكنه سيرسل وفداً من الحزب للمشاركة بدلاً منه. وفيما يتعلق بانعكاسات المحاولة الانقلابية على الوضع الاقتصادي في تركيا، قال أردوغان إن بلاده لا تعاني من أية مشاكل في المؤشرات الاقتصادية ومسألة التمويل الدولي رغم الأحداث الأخيرة. وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده وجّهت دعوات لرجال الأعمال الدوليين من أجل زيادة وتسريع الاستثمارات بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، وأنها تنتظر ردودًا إيجابية في هذا الشأن. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة فتح الله غولن (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجّه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب وأسهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. ويُتهم عناصر منظمة فتح الله غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، بالقيام بالتغلغل منذ أعوام طويلة في أجهزة الدولة، لاسيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية.
مشاركة :