في طفولته كان أنس عبدالرحمن المطروشي ينظر إلى الطائرات ويحلم بأن يحلق في السماء عالياً، وفي الوقت نفسه كان يتمنى العمل في المجال العسكري، ويعمل على حفظ الأمن وحماية الأرواح، ومرت السنون وحقق المطروشي أحلامه، والتحق بقوات الشرطة عام 1978، كمرشح طيار لمدة تسعة أشهر، وحصل خلالها على رخصة طيران، وتدرج في سلم الترقي حتى أصبح مدير الإدارة العامة للنقل والإنقاذ في شرطة دبي، برتبة لواء طيار، يحلق في أجواء الدولة ويعمل على حفظ أمنها، ويرى أن مهمته ضابط شرطة تتمثل في إنقاذ حياة الناس والتدخل السريع في الأحداث الطارئة، ويعتبر عمله هواية ومهنة في الوقت نفسه، ويهوى البحر، والصيد، وقيادة الدراجات الترفيهية. إجازة مع العائلة يعشق مدير الإدارة العامة للنقل والإنقاذ في شرطة دبي، اللواء طيار أنس عبدالرحمن المطروشي، البحر والصيد، وقيادة الدراجات الترفيهية، والطيران، إذ يحرص على ممارسة تلك الهوايات كلما سمحت له الفرصة خلال الإجازة الأسبوعية. وقال المطروشي إن الإجازة الأسبوعية يقضيها في زيادة والده والأقارب والعائلة والأصدقاء، لافتاً إلى أنه يهوى السفر، لذا زار دولاً عدة، مؤمناً بأن للسفر فوائد جمة لا يمكن حصرها، أهمها الاطلاع على ثقافات وحضارات الآخرين، إضافة إلى اكتساب مهارات جديدة، وبالطبع تذوق أكلات غريبة. وحالياً فاقت مسيرة عطائه الأمني 38 عاماً، قدم خلالها الكثير في المجال الشرطي، ليشغل رئاسة لجنة بيع السيارات المحجوزة ولجنة المناقصات والممارسات في شرطة دبي، كذلك بات مسؤولاً عن الإدارة التي تتولى تجهيز قوات الشرطة. ويؤمن المطروشي بأن تطور الأمم ورقيها يأتيان من حب وإخلاص الشعوب لأوطانها، لذا يرى ضرورة تأهيل الموارد البشرية في مختلف الجهات الحكومية بهدف تقديم خدمات راقية للجمهور. وأكد المطروشي أن الإخلاص في العمل سمة يتعين على جميع الموظفين أن يتمتعوا بها ويكونوا قادرين على مواجهة التحديات في مختلف الظروف والأوقات، مشيراً إلى أن بذل الجهد أقصر الطرق للنجاح وتطوير الذات. وتفصيلاً، قال المطروشي لـ«الإمارات اليوم» إنه ولد بمنطقة الراس في دبي، وعاش فيها طفولته التي اعتبرها مرحلة استثنائية وفريدة من نوعها، لأنها أسهمت في تغيير حياته نحو المجال العسكري، خصوصاً الطيران، خصوصاً أنه كان يحلم بأن يصبح طياراً عندما كان يرى الطائرات تحلق فوق منزله، وكان يردد دوماً «سأصبح طياراً في المستقبل وسأحقق حلمي». وتابع أن طفولته كانت بسيطة جداً، وعائلته كانت متوسطة الدخل، ودائمة التنقل والترحال بين المناطق والإمارات المختلفة، حيث كان يعمل والده حارساً في إحدى المنشآت، وخلال تلك الرحلات كون صداقات كثيرة من الشارقة وعجمان ورأس الخيمة وأم القيوين، لافتاً إلى أن والدته كانت حريصة على ذهابه إلى المدرسة ومتابعة لتحصيله العلمي، وكانت تشجعه على التفوق بهدف زيادة تحصيله العلمي لضمان مستقبل مشرق له. وأوضح المطروشي أن ذويه لم يحصلوا على التعليم في الفترة التي عاشوا فيها، نظراً للظروف التي كانت سائدة وقساوة الحياة وقتها، ما جعلهم يهتمون بتعليمه وتوفير البيئة المناسبة، لإيمانهم بأن التعليم مهم لبناء الإنسان وتطويره في شتى المجالات، لافتاً إلى أنه درس مرحلته الابتدائية في المعهد الديني، والإعدادية في مدرسة عمر بن خطاب، والثانوية في مدرسة دبي، مشيراً إلى أن الدولة منذ السبعينات أولت التعليم أهمية كبرى من ناحية ابتعاث الطلبة المواطنين لاستكمال دراساتهم الجامعية في الخارج. وذكر أنه نجح في تخطي الصعاب واستكمل دراسته والتحق بقوات الشرطة عام 1978، كمرشح طيار، لمدة تسعة أشهر، وحصل خلالها على رخصة طيران، وبعد مرور أربع سنوات ترقى إلى رتبة ملازم ثانٍ، ثم ملازم أول، وبعدها حصل على شهادة مدرب طيار عام 1985، ثم ترقى إلى رتبة نقيب وتدرج في الرتب العسكرية، وخلال تلك الفترة حصل على وسام شرطة دبي من الطبقة الثانية، وفي عام 2009 ترقى إلى رتبة عميد، ثم تسلم منصب المدير العام للإدارة العامة للنقل والإنقاذ، وفي عام 2015 ترقى إلى رتبة لواء طيار. ويشير المطروشي إلى أن نمط حياته اليومي أشبه بالطوارئ، إذ يظل على استعداد كبير على مدار الساعة للتعامل مع أي طارئ قد يقع في أي لحظة، مؤكداً أن رجل الشرطة عليه أن يكون مرتبطاً بمجال عمله 24 ساعة تحسباً للأحداث المفاجأة. وعن الصعوبات، أكد أنها تمثلت في بداية مشواره العملي والدراسي ثم يصبح الأمر بسيطاً، لأنه استطاع بناء البنية التحتية لحياته بشكل جيد، مشيراً إلى أن الثقة بالنفس وبالقدرات الذاتية تسهم في تذليل كل الصعوبات، وأن المواطن الذي يعيش على أرض الدولة لا يواجهه أي صعوبات نظراً إلى أن كل الصعوبات تذلل من قبل القيادة. وأوضح المطروشي أن عمله في السلك العسكري نابع من حبه لهذا المجال لإيمانه بأن العمل في مختلف المجالات مهم، ويسهم في نهضة الدولة وتطورها، لافتاً إلى أن العمل العسكري يحتاج إلى سمات شخصية خاصة، ولا يمكن لشخص أن ينجح في المجال الشرطي إلا إذا امتلك حباً خالصاً لطبيعة عمله. وتابع أنه يستمتع بوظيفته ويعتبرها هواية ومهنة في الوقت نفسه، لافتاً إلى أنه يضطر أحياناً إلى ترك البيت أو الجلسات العائلية والانتقال إلى مواقع الحوادث للوقوف على أسبابها أو متابعة سير العمل، مؤكداً أنه أحياناً يعود إلى العمل قبيل وصوله للمنزل، وكثيراً ما يغير وجهته بعد تلقي بلاغات تتطلب تدخلاً سريعاً والعودة إلى القيادة أو الانتقال إلى مواقع الحدث. وأوضح المطروشي أن الشق الميداني في العمل يحرص عليه، لإيمانه بأنه لا يمكنه تطوير عمله إلا من خلال الزيارات الميدانية، مؤكداً أنه يحاول التوفيق بين العمل والعائلة، لاسيما أن إدارته تعتبر إحدى الإدارات الحيوية في الشرطة، وتحتاج وقتاً وجهداً، لافتاً إلى أنه يحاول في جدوله اليومي التوفيق بين الالتزامات الوظيفية والعائلية. ولفت إلى أن فهم الأسرة لطبيعة عمله يسهم في إدائه مهامه على أكمل وجه، موضحاً أن السنوات الطويلة التي قضاها في العمل الشرطي جعلت أفراد أسرته على يقين بطبيعة وأهمية العمل الذي يؤديه، موضحاً أنه ترك لأبنائه حرية اختيار التخصصات التي يودون الانخراط فيها، لافتاً إلى أنه يكتفي بتوجيههم للتخصصات المطلوبة في سوق العمل، وما قد يضمن لهم مستقبلاً مشرقاً، مؤكداً انه لا يمانع إن اختاروا المجال العسكري. وأشار المطروشي إلى أن عمله في مختلف إدارات الشرطة أسهم في تكوين شخصيته وتطويره لذاته ومهاراته، مؤكداً أن التعامل مع جميع الأحداث التي تقع في الإمارة خلقت لديه انطباعات عدة أثرت في شخصيته. وأكد أنه انضم في دورات متعلقة بالطيران وإدارة الأزمات والتميز والجودة وورش تطوير عمل البحث والإنقاذ، ودورات إدارة التغيير، ومحاضرات الإدارة وغيرها.
مشاركة :