شعرة رفيعة تفصل بين النسيان الطبيعي والمرضي، وقلة الوعي بحقيقة النسيان والعوامل التي تؤثر في ذاكرة الإنسان هي التي تجعل الأمر أسوأ وقد تقود إلى أمراض العته ومنها الزهايمر، ومن بين تلك العوامل إجهاد الدماغ بالتفكير المتواصل، وقد أكد كل من د. سهيل الركن، رئيس جمعية الإمارات لطب الأعصاب، ود. قيصر زحكا، استشاري الأمراض العصبية في مستشفى ميديور، لـالبيان أن الدماغ تتأثر بضغوط الحياة والعمل والمنزل وينعكس ذلك على الذاكرة، كما أن للتدخين والبدانة وعدم ممارسة الرياضية، إضافة إلى ارتفاع نسبة الدهون بالجسم والتوتر وقلة النوم والاسترخاء، تأثيراً كبيراً على الذاكرة. أوضح د. سهيل الركن، رئيس جمعية الإمارات لطب الأعصاب، أن الزهايمر من الأمراض الجديدة في المجتمعات، حيث يتعرض الكثيرون بعد عمر 65 عاماً إلى نسيان الأماكن أو الأسماء وغيرها، ويعود ذلك إلى أسباب جينية أو الإصابة بأمراض العصر مثل ارتفاع ضغط الدم والدهون والسكر، أما حالات النسيان الطبيعية والدارجة بين صغار السن من فئة الشباب فسببها قلة النوم والتركيز، وقال: الرياضة المعتدلة والسيطرة على القلق والتوتر والابتعاد عن الضجيج واستخدام أدوات تعين على التذكر، أمور تحافظ على حيوية الدماغ. عوارض وعلاج ويقول د. قيصر زحكا، استشاري الأمراض العصبية: يمكننا تفريق الحالة المرضية من النسيان عن غيرها من خلال استعراض جميع العوارض التي يعانيها المريض، فإذا كان لديه حالة اكتئاب وقلة نوم ومشاكل صحية أخرى فهو يحتاج إلى علاج، أما إذا كان الإنسان يعاني من ضغط في العمل وانشغال دائم ونسي بعض الأشياء فهذا أمر طبيعي، وعموماً يميل الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم إلى النسيان وضعف وظائف أجسامهم، كما أن الإفراط في النوم يؤدي إلى الكسل والخمول وحالة من التشويش الذهني، وتتباين احتياجات الأفراد من النوم، وكل فرد قادر على اكتشاف الحد الأقصى للنوم الذي يجدد طاقته. كوابيس مزعجة وأضاف: ينفصل العقل أثناء مستويات معينة من النوم العميق عن الحواس ويبدأ بمعالجة ومراجعة وتخزين المعلومات في الذاكرة، وإذا حدث انقطاع أو تداخل في وقت النوم المهم هذا، فإن ذلك سيؤثر على القيام بالأعمال في اليوم التالي، ومن يحلم بالليل يكون لديه دماغ سليم، أما الكوابيس والاضطرابات النفسية فتؤثر سلباً في الذاكرة. توعية ونصائح حذر زحكا، من خطورة نمط الحياة الذي يتبعه غالبية المراهقين والشباب على صحة الذاكرة، وشدد على أهمية توعيتهم بمخاطر مشروبات الطاقة والمنبهات والنوم المتأخر، أو النوم خلال النهار وعدم القيام بنشاطات جسدية، وقال: لنوم صحي عميق فإنني أنصح بالابتعاد عن أفلام الرعب والأخبار المزعجة قبل موعد النوم، بالإضافة إلى تجنب الوجبات الدسمة أو النوم على معدة فارغة، والابتعاد عن التدخين وتناول المنبهات في وقت متأخر من الليل وتخصيص وقت للاسترخاء، إلى جانب عدم القيام بتدريبات رياضية مجهدة قبل النوم لأن ذلك يعمل كمنبه. وتابع: يرجع سبب النسيان في أحيان كثيرة لسوء تسجيل وتخزين المعلومات بالمخ، ويرتبط ذلك عادة بضعف الانتباه أو التركيز الذي يرتبط بدوره بعدم الاستماع الجيد، لذا لا بد من التركيز على الأشياء التي تهمنا بشكل جيد. مواقف محرجة النسيان قد يضع الإنسان في مواقف محرجة، وعن ذلك قال: كثيراً ما نجد أنفسنا عاجزين عن استحضار اسم أو كلمة أو رقم، علماً أننا استخدمناه بطريقة صحيحة عشرات المرات، ولكننا ولسبب ما لا نتذكره، وفي هذه الحالة فإن الاسترخاء هو الحل الوحيد لأنه يساعد على التخلص من الإحباط الذي أصابنا بسبب الموقف، فمما لا يعرفه كثيرون أن الضيق قد يجعل الاسم مثلاً يتوقف على طرف لسانك ما يربك الذاكرة، ولكن الثقة وتجنب لوم النفس يوجهان الإنسان سريعاً للتذكر.
مشاركة :