لا أملك المال من أجل السفر!

  • 8/5/2016
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

«اكتشفت أنا وبعض العلماء أن السناب شات وظيفته ينكد عليك بس، ويعلمك أن الناس كلها طالعة ومسافرة إلا أنت» هذه الطرفة تنقل واقع أسرى المقارنات، وهم كثير في مجتمعنا وللأسف، بل إنهم أصبحوا يتزايدون مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح قوامها لدى الكثير المباهاة والتكاثر! فما أن توضع المائدة حتى يتحول المكان إلى ما يشبه قاعات المؤتمرات الصحفية من كثرة الفلاشات! والبعض يصور أمام سيارات لا يعرف أصحابها ليوهم الناس أنه مالكها، والبعض الآخر يصور أمام ملصقات برج إيفل ومطار هيثرو ليوهم الآخرين أنه هناك، وصنف ثالث يأخذ القروض من أجل متعة أسبوع أو أسبوعين ثم يعود ليكابد تسديد هذه الديون طوال حياته! وفي الجانب المرتبط بالواقع فللمقارنة مريدوها ومريداتها المخلصون، من أمهات وزوجات وأزواج لا يتوقفون عن إدخال من حولهم في تيه المقارنات! ولذلك لا تكاد تجد شاباً لم تصب على أذنه عبارة: لماذا لا تكون مثل أبناء فلانة الذين لا يؤذون أمهم؟! منذ صرخاته الأولى في هذه الحياة! والزوج يسمع بين كل فترة وأخرى، مقارنات لا تتوقف مع زوج أخوات زوجته، بل وأزواج صديقاتها، فزوج فلانة اشترى سيارة جديدة تتفاخر بها زوجته في الجلسة المشتركة فلماذا لا نشتري سيارة مثلهم؟! وآل فلان سافروا في الإجازة إذن لابد أن نسافر حتى ولو كانت تذاكر آل فلان سهل الله دربهم قد جاءت بطريقة غير مشروعة! وآل علان الكرام غيروا أثاثهم بناء على طلب البنت العزيزة إذن لابد أن نغير أثاثنا، فليسوا أفضل منا! المشكلة في المقارنات، أنها شرب من ماء البحر، فمن دخل في الدوامة لن يخرج منها، كما أنها محطمة للطموحات وسبب رئيس للقلق والضغوط والأمراض النفسية من أجل قضايا لا تستحق! بل إنها سبب لخسائر اقتصادية واجتماعية، فالقاعدة الواضحة تقول: مباهاة فحسد فقطيعة! ما الحل؟ الحل الناجع في نظري أن تكون لدينا الثقة بأنفسنا، وألا نسمح لكائن من كان أن يدخلنا في حمى المقارنات القاتلة، فلكل إنسان في هذه الحياة إمكانياته وقدراته، وهي مختلفة تمام الاختلاف عن إمكانيات وقدرات غيره، بل أنه قد يكون لدى الشخص الذي يطالب بأن يكون مثل فلان قدرات في مجال آخر أكثر تميزاً وأهمية، فليس امتلاك المال هو المعيار الوحيد للنجاح والسعادة! باختصار ليتنا نبني أنفسنا وفق قدراتنا، ونصنع سعادتنا وفق إمكانياتنا!

مشاركة :