بدأت ظاهرة العنف ضد الأطفال في الازدياد في المجتمع السعودي خلال السنوات الأخيرة، مع ارتفاع عدد الحالات التي يتم تسجيلها في عدة جهات مختصة بذلك، وحول تلك الظاهرة الخطيرة تواصلت الرياض مع المختصين في ذات الشأن لمعرفة المسببات التي تدعو الأب أو الأم للإقدام على مثل هذه التصرفات. في البداية أوضح المختص والمتحدث النفسي أحمد النجار الأسباب التي أدت للوصول لهذه المرحلة من العنف لدى الأبوين، وقال: هذه القضايا تشترك فيها أسباب عديدة يصل فيها الإنسان إلى درجة كبيرة من الاكتئاب حاد ويوصله إلى الانفصال الذي يبدأ يخرجه عن السيطرة حتى يصبح لا يعلم ماذا يفعل. وأبان النجار إلى أن تماسك الأسرة أمر جيد حتى ترصد هذه الإشارات الخارجة عن الإرادة مثل الشعور في تغيير في سلوك زوجته أو الزوجة تلاحظ العكس من زوجها. وبالعودة إلى الأخبار المأساوية في هذا الجانب، ما فعلته الأم المعنفة لثلاثة من أطفال في محافظة خيبر بمنطقة المدينة المنورة، والمتمثلة في تعرض طفل واثنتين من شقيقاته للإهمال الشديد، والحجز داخل المنزل دون تغذية صحية ورعاية صحية، مما نتج عنه أضرار نفسية وجسمية لحقت بهما. وأشار النجار إلى أنه من المستحيل أن يقدم شخص يقوم بفعل مثل هذه التصرفات إلا أن يكون تحت تأثير مخدر أو وصل إلى مرحلة خطيرة من الاكتئاب، لأن الإنسان السوي لا يفعل مثل هذه التصرفات. وشدد النجار إلى أن التفكك الأسري أحد أهم هذه الأسباب، وقال: الجميع معرض للمشاكل النفسية، لكن في حال تماسك الأسرة وترابطها في حل هذه المشاكل، مبينا إلى الدرجة التي وصلت إليها المرأة تعتبر هوسا. وكشف المتحدث النفسي إلى أن هذه الحالة يجب أن تقرع نواقيس الخطر معها، حتى لو أنها تعتبر حالات فردية، لأننا لابد لنا أن نتحرك في هذا الجانب ومحاولة رصد أسبابها، لأننا نعاني من غياب جانب الإحصاء، وما يوجد في الجانب النفسي مجرد اجتهادات فردية، موضحا أن الضرب كخيار تربوي له شروط إذا التزم بها وإن لم تلتزم بها لا تأخذ. وطالب النجار بتفعيل دور الأسرة والعودة عن طريق المؤسسات الاستشارية والاستشاريين من ذوي الخبرة في هذا الجانب، وأن تكون هناك مؤشرات لضبط التصرفات من الأشخاص ورصدها بشكل دقيق، قبل أن يرتكب الشخص الجرم بين يوم وليلة. وأوضح النجار أن هناك مؤشرات ودلالات على ذلك منها العزلة والعصبية الزائدة والحركات الإرادية وعدم ملاحظة هذه المؤشرات توصل لدرجه الإنفجار. المشكلة عندنا حقوق الإنسان تتدخل بعد وقوع المصيبة ولدينا جهل واضح في المراكز الاستشارية الأسرية وهذا ما تعتمد عليها البلاد المتقدمة، أما نحن ما زلنا في المراحل التنظيرية فقط. فيما أوضح المحاضر بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مشعل السيحاني، أن القضية أو الحالة لم تصل إلى مستوى الظاهرة. وقال: مثل هذه الحالات تعتمد على تعريف العنف هل كل إيذاء نفسي جسدي لفظي نسميه عنفا لكن هذه الحالات فردية نادرة ليست ظاهره كان سبب انتشارها السوشل ميديا من (واتس آب، تويتر، فيس بوك ) لكن هناك مفهوما يعتقد بأننا وصلنا لمرحلة الظاهرة وهذا غير صحيح لأنها حالات فردية. وكشف السيحاني عن أسباب حدوث مثل هذه القضايا يعود إلى الظروف الاجتماعية، لأن منظومة التربية تغيرت أصبحنا نستخدم مفاهيم التربية في غير مكانها، ومفهوم ثقافة العقاب والثواب تستخدم بشكل مختلف ليس بقدر الفعل يأتي العقاب بشكل مبالغ فيه، فليس العقاب بحد ذاته جزءا من التربية، وليس صحيحا الخوف من العقاب، فالعقاب جزء من التربية.
مشاركة :