خبير في الجماعات المتطرفة: المملكة قضت على أحلام الإرهابيين

  • 8/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على مدى 25 عاماً واجهت المملكة الإرهاب، وتمكنت قدراتها الأمنية من التصدي للإرهابيين على الرغم من التحولات التي جرت للتنظيمات الإرهابية، منذ بدء تنظيم القاعدة الإرهابي وصولاً إلى المرحلة الأعنف بين عامي 2003 و2006، التي شهدت إحباط أكثر من 200 عملية إرهابية على يد رجال الأمن السعودي، إضافة إلى نشاط تنظيم «داعش» الإرهابي عام 2013 م حتى عام 2016م محاولاً استخدام أفراده كذئاب مفترسة لقتل الأقارب والأهل والآمنين في المساجد. أكثر من 200 عملية إرهابية حاولت القاعدة تنفيذها بين عامي 2003 و2004 وأحبطها رجال الأمن ولم يكن الإرهاب مرتكزاً على المملكة بل تخطى إلى دول العالم ليضرب في أماكن مهمة وحساسة، إلا أن المملكة تمكنت من خلال عقدين من الزمن في نجاح الضربات الاستباقية التي قضت على يد الغدر والخيانة، وساعدت كثيرا من دول العالم في القضاء وإحباط عمليات إرهابية قبل وقوعها. وقال لـ«الرياض» حمود الزيادي الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، إن المملكة شهدت منتصف التسعينات حوادث متفرقة كأوائل الدول التي استهدفها الإرهاب، لكن تنظم القاعدة شن هجمات في عام 2003م شرق منطقة الرياض بعد أن أسس خلايا داخل المملكة، وهذه العملية الإرهابية كشفت أن هناك عددا من الخلايا التي تشكلت في المملكة عبر قيادة تنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان من خلال توجيهات ايدلوجية وحتى عملية، وأضاف بأن المملكة تصدت لهذا التنظيم بقوة منذ البداية وذلك أثناء قيام هذا التنظيم في استهداف رجال أمن وبعض المقيمين في المملكة، وكانت هذه المرحلة هي الأشرس والأعنف منذ عام 2003م إلى عام 2006م، حيث كان تنظيم القاعدة تحت اشراف قيادات تستهدف أمن المملكة، واستطاعت أجهزة الأمن السعودي القضاء عليهم من خلال رصدهم بعدة عمليات، ولكن هذه الخلايا استمرت في العمليات الإرهابية ولكن بوتيرة اقل من عام 2006م. وبيّن أن رجال الأمن استطاعوا تفكيك عدد من الخلايا وذلك بالوصول إلى البنية التحتية وحاصرت مصادر التنظيم والتجنيد وقبضت على كثير من المحرضين المرتبطين بالتنظيم، وبالتالي كان هناك عمل أمني منظم ركز على بنية عمل التنظيمات الميدانية والتنظيم الحركي والمالي وتفكيك هذه المنظومة، وأضاف في عام 2007 إلى عام 2008 م قل حضور التنظيم في السعودية واضطر فلول التنظيم ممن يعتبر صفا ثانيا وثالثا في تنظيم القاعدة للهروب إلى اليمن والانضمام مع فرع التنظيم هناك وشكل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بداية عام 2009 م، وذكر بعد ذلك لم يعد لتنظيم القاعدة والخلايا التابعة له في السعودية أي حضور أو تأثير لكن هناك ملحقات من وقت إلى وقت آخر حتى لا يمكن أن يتشكل منظومة أخرى من جديد، وكان لأجهزة الأمن السعودي قدرة متميزة واحترافية في القبض على المئات، وكان هناك تصدّ لكثير من العمليات الإرهابية وإحباط عمليات إرهابية كبرى، وبعد ذلك وصلت مرحلة عام 2012 و 2013م نشاط تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق، وبدأ هذا التنظيم مرحلة أخرى من مرحلة استقطاب السعوديين لتشكيل خلايا للتنظيم من السعوديين سواء في الاستفادة منهم في سورية والعراق أو داخل المملكة، وتمكنت أجهزة الأمن السعودي خلال هذه المرحلة حتى عام 2016م من تفكيك هذا التنظيم ومنعت من تشكيل الخلايا التابعة له، وأكد بأن خبرة أجهزة الأمن السعودي استطاعت منع هذا التنظيم من الوصول إلى خلايا وتشكيلها داخل المملكة. وأشار إلى أن هذه التنظيم الإرهابي بعد أن عجز عن تشكيل خلايا متدربة ومنظمة تستهدف أماكن صلبة وحساسة كمراكز أمنية في المملكة، تحول نتيجة هذا الفشل إلى فكر جديد، وهو أن عناصره تستهدف الأهل والأقارب والآمنين في المساجد، وكان يهدف من خلال استهداف المساجد احداث عدم ثقة بين المؤسسة الأمنية والمجتمع كحرب نفسية أي أن الأمن ليس قادرا على حماية المجتمع، لكن يقظة الأمن في إحباط مخططاته الإرهابية نتيجة العمل الاستباقي، كما أن وعي المواطن السعودي نجحوا في القضاء على هذا التنظيم الذي لم يتمكن من تحقيق أهدافه، وأوضح أن إجراءات الأمن السعودي في تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية وتفكيك هذه التنظيمات الإرهابية، وتقديم المملكة معلومات لعدد من الدول لمنع وقوع حوادث إرهابية متميزة وكبيرة ونجحت في القضاء على محاولة تشكيل هذه التنظيمات الإرهابية. وشدد على أن هذا جاء نتيجة خبرة كبيرة لرجال الأمن السعودي في الضربات الاستباقية التي تمكن الأمن من إحباطها، ولفت بأن تنظيم داعش الإرهابي على الرغم من أنه استهدف دور العبادة لتحقيق أهدافه الدموية وتفكيك المجتمع السعودي إلا أنه لم يتمكن، وجميع مخططات هذا التنظيم لم تتمكن من النجاح، بل ان ذلك دفع بثقة كبيرة بين المواطن ورجل الأمن في حماية الأماكن الآمنة، منها ما حدث في مسجد القديح التابعة لمحافظة القطيف في مايو عام 2015م، وكان نتيجة التفجير الانتحاري قتل 22 شخصاً و102 جريح، كما شهد جامع الإمام الحسين في الدمام في مايو عام 2015م تفجيرا انتحاريا عند أداء خطبة الجمعة بمواقف الجامع، وتم إحباط العملية الإرهابية بمواقف الجامع، كما شهد مسجد قوات الطوارئ الخاصة بمدينة أبها في أغسطس عام 2015م والذي ذهب ضحيته 15 رجل أمن. ولفت إلى أن تعاون المواطن ورجال الأمن ساعد في حماية دور العبادة التي حاول هذا التنظيم الإرهابي أن تكون براكين للدماء في عمليات انتحارية بعد أن عجز عن اختراق الجدار الأمني ويقظة الأمن السعودي لمواجهة الإرهابيين.

مشاركة :