أكد البنك المركزي الأوروبي أمس أن الآفاق الاقتصادية العالمية باتت أكثر غموضا بعد تصويت بريطانيا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي مؤكدا استعداده للتحرك إذا لزم الأمر لدعم التضخم في منطقة اليورو. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر المركزي الأوروبي في نشرته الاقتصادية الدورية أن تقلبات السوق المالية التي أعقبت استفتاء المملكة المتحدة على عضوية الاتحاد الأوروبي كانت قصيرة الأمد، ورغم ذلك زاد الغموض الذي يكتنف الآفاق العالمية في حين تشير البيانات الواردة عن الربع الثاني إلى تراجع النشاط العالمي والتجارة. وفي تأكيد لما ذكره بيان السياسة النقدية الذي أصدره رئيس البنك ماريو دراجي في تموز (يوليو)، قال المركزي الأوروبي إنه ينتظر المزيد من المعلومات ومن بينها توقعات تصدر في أيلول (سبتمبر) قبل اتخاذ أي قرار بتبني إجراءات جديدة، مشيرا إلى أنه سيتحرك إذا لزم الأمر مستخدما كل الأدوات المتاحة لديه من أجل تحقيق هدفه. وكان ماريو دارجي رئيس البنك المركزي الأوروبي قد قال في وقت سابق إن اقتصاد منطقة اليورو يواجه غموضا كبيرا، مضيفا أن الرسالة في منطقة اليورو هي أن الانتعاش مستمر لكن بوتيرة أبطأ في ظل غموض كبير من أجزاء مختلفة من العالم، ومن الصعب التكهن بتأثير أحداث تركيا في اقتصاد منطقة اليورو في المستقبل القريب، واعتبر دراجي أن مقاومة أسواق المال في منطقة اليورو لنتائج الاستفتاء البريطاني "مشجعة"، وأن أسواق المال في منطقة اليورو تجاوزت موجة التشكيك والتقلبات بمقاومة مشجعة. وأبقى البنك المركزي الأوروبي على معدلات الفائدة الأساسية بلا تغيير كما كان متوقعا، عند صفر في المائة وهو أدنى مستوى تاريخي حدده في آذار (مارس) 2016، ولم يغير مجلس حكام المؤسسة التي تتخذ من فرانكفورت مقرا، معدل فائدة الإقراض الهامشي الذي خفض إلى 0.25 في المائة في آذار (مارس)، ولا فائدة الودائع التي حددت بناقص 0.40 في المائة في حزيران (يونيو) 2014. من جهة أخرى، قال ينس فايدمان رئيس البنك المركزي الألماني "بوندسبنك" في مقابلة نشرت أمس إن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي لا يغير بشكل أساسي توقعات منطقة اليورو. وأوضح فايدمان لصحيفة دي تسايت الألمانية الأسبوعية أن انطباعي هو أن التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو لم تتغير بشكل أساس بعد التصويت بانفصال بريطانيا، وربما يكون هناك تباطؤ بسيط لكن الاتجاه الصعودي سيستمر، ومن المبكر جدا إعطاء أي توقعات يعول عليها لما قد يعنيه ذلك بالنسبة لتطورات الأسعار مستقبلا. وكرر فايدمان رأيه بأن فعالية السياسة النقدية شديدة التساهل ستقل مع الوقت وأن المخاطر والآثار الجانبية ستزداد، وأشار رئيس البنك المركزي الألماني إلى أن الضبابية واضحة حاليا ونحتاج للانتظار أولا ترقبا لمؤشرات اقتصادية تفصيلية من أجل تحسين القدرة على تقييم عواقب التصويت بانفصال بريطانيا. وكانت المفوضية الأوروبية ذكرت الأسبوع الحالي أن المعنويات الاقتصادية لمنطقة اليورو تحسنت في تموز (يوليو) على عكس توقعات السوق بحدوث تدهور، لكن المعنويات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقا الذي يضم 28 دولة أوروبية تراجعت بسبب تصويت بريطانيا لمصلحة الخروج من الاتحاد.
مشاركة :