بدأ الوزير عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، جولة أفريقية تشمل عددا من الدول التي تعد استمرارا لجولته السابقة التي بدأها مطلع هذا العام في عدد من دول القارة السمراء. ووصل الوزير السعودي أول من أمس إلى غينيا ولاحقا (أمس) إلى مالي، التي تتاخم بحدودها بلدين عربيين، هما الجزائر وموريتانيا، وكان قد التقى الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما أول من أمس في قصر الرئاسة بالعاصمة أكرا، ناقلا له تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما بحث اللقاء قطاعا واسعا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى بحث الأحداث الراهنة في المنطقة والعالم. كما عقد جلسة مباحثات مع وزيرة الشؤون الخارجية والتكامل الإقليمي حنا تيته، واستعرض الجانبان العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مجالات التعاون المشترك كافة لخدمة المصالح المتبادلة بين حكومتي وشعبي البلدين، وبحثا تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى التشاور المستمر حيال القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي العاصمة باماكو، استقبل الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، أمس وزير الخارجية السعودي الذي نقل له تحيات خادم الحرمين الشريفين، بينما استعرض اللقاء، العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في الكثير من المجالات، كما تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتطلع نحو تنمية العلاقات بين البلدين والدفع بها إلى آفاق أرحب في الكثير من مجالات التعاون المشترك في خدمة مصالح البلدين وشعبيهما. وكان الجبير أجرى جولة أفريقية خلال شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) من العام الحالي شملت كلا من: أثيوبيا والسودان وجنوب أفريقيا وزامبيا وكينيا وتنزانيا. كما بحث الجبير مع وزير المغتربين المالي الدكتور عبد الرحمن سيلا، الذي كان في استقباله لدى وصوله باماكو، العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى آخر التطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين. ويعتبر الاهتمام السعودي بقارة أفريقيا في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، محاولة لـ«تحجيم» النفوذ الإيراني المتزايد في القارة السمراء، التي يعدها مراقبون استعادة للدور السعودي وقطعا لطريق الأطماع الإيرانية في هذه الدول، حيث تستغل طهران الفقر واتساع مساحة هذه الدول لخلق بؤر وشبكات اقتصادية وعلاقات حزبية وثقافية تساعدها على تنامي نفوذها من خلال تقديم المساعدات والمنح الدراسية عن طريق سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية ومكاتبها الثقافية. وفي وقت لاحق من أمس، التقى الرئيس السنغالي ماكي سال، بمكتبه في القصر الرئاسي عادل الجبير الذي وصل إلى العاصمة السنغالية داكار في زيارة رسمية، وبحث الجانبان العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في الكثير من المجالات، كما بحثا القضايا ذات الاهتمام المشترك. ونوه الوزير الجبير في تصريح صحافي عقب اللقاء، بالعلاقات الثنائية المتميزة بين الرياض وداكار، مشيدًا بتطابق المواقف، على مدى عقود، بين البلدين، وذلك في مختلف المحافل الدولية. الوزير السعودي الذي نقل للرئيس السنغالي تحيات الملك سلمان بن عبد العزيز، أكد سعي البلدين إلى تعزيز وتنمية العلاقات المتميزة في مجالات التعاون المشترك كافة، كما شدد في رد على سؤال، على حرص السعودية على تنمية العلاقات مع السنغال في المجالات التنموية، والاستفادة من الفرص الاستثمارية. وكان في استقباله بمطار داكار، وزير الدفاع ووزير الخارجية السنغالي بالنيابة أوغستين تيون، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات معمقة في إطار العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين.
مشاركة :