نيويورك، واشنطن رويترز تلقَّى المرشح الجمهوري لرئاسة أمريكا، دونالد ترامب، صفعةً بعدما تبيَّن استعدادُ فاعلين في الحزب لدعم منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون. وأفادت مصادر جمهورية بأن «عدداً من أثرياء الحزب الغاضبين من المرشح يسعون سراً لكسب تأييد نظرائهم للمرشحة الديمقراطية في السباق إلى البيت الأبيض». وأشارت المصادر، التي تحدثت لـ «رويترز»، إلى تلقي عدد من هؤلاء الأثرياء تشجيعاً من جانب كلينتون وأعضاء في حملتها الانتخابية لمواصلة جهودهم. ويثير ترامب، وهو ملياردير وقطب عقارات من نيويورك ولم يشغل سابقاً منصباً عاماً، انزعاج المتبرعين في حزبه، بسبب تصريحاته حول النساء والمكسيكيين والمسلمين وقدامى المحاربين وغيرهم. وقال دان ويب، وهو مدَّعٍ اتحادي سابق يصف نفسه بـ «جمهوري منذ عقود»، إنه اتخذ قراراً «بأنني لن أتمكن من النظر في عيون أحفادي إذا ما منحت صوتي لترامب». ويسعى ويب إلى كسب دعم كبار رجال الأعمال الجمهوريين في شيكاغو. وقد يُحدِث دعم كبار المتبرعين في وول ستريت فارقاً مؤثراً بالنسبة لكلينتون، إذ سيكون ضخُّ مبالغ طائلة في حملتها الانتخابية دافعاً أمام جمهوريين لتغيير رأيهم. كما أن دعم الأثرياء للمرشحة الديمقراطية يدحض حجة منافسها بأن نجاحه في عالم الأعمال يجعلُه مرشحاً أفضل لتولي الرئاسة. ومازالت جهودُ جمهوريين لجمع الأموالِ لكلينتون في مراحل مبكرة، حيث لم يمض وقتٌ طويل على انتهاء المؤتمرات الحزبية. وامتنعت المتحدثة باسم ترامب عن التعليق. في حين ذكر المتحدث باسم كلينتون، جيسي فيرجسون، أن رجال الأعمال يدعمون المرشحة الديمقراطية بسبب خطتها الاقتصادية «ولأن ترامب ليس أهلاً للثقة». والأربعاء؛ أعلن مدير صندوق التحوط، الملياردير سيث كلارمان، أنه سيعمل من أجل انتخاب كلينتون «لأن تصريحات ترامب غير مقبولة إلى حد الصدمة». ووفق مصادر؛ يشارك الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، ليزلي داشن، في قيادة جهود كلينتون لكسب دعم الجمهوريين في وول ستريت (شارع البورصة والمال في أمريكا). في الوقت نفسه؛ قالت مصادر مطلعة على جهود كلينتون في هذا الإطار إنها تحدثت بنفسها إلى رجال أعمال جمهوريين بينهم ميج ويتمان، إحدى كبار المديرين التنفيذيين في «هوليت بلاكارد إنتربرايز». وأعلنت ويتمان الثلاثاء دعمها للمرشحة الديمقراطية. كما تواصَل مساعدو المرشحة مع رئيس بلدية مدينة نيويورك السابق، مايكل بلومبرج، قُبيلَ خطابٍ حماسي ألقاه الشهر الماضي في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي وحثَّ فيه وول ستريت على دعم كلينتون. وفي حين يغلب التردَّد في دعم ترامب على عددٍ من كبار المتبرعين؛ تمكَّن المرشح الجمهوري خلال الشهر الماضي من جمع ملايين الدولارات من تبرعات صغيرة أوصلت المبلغ الإجمالي للتبرعات لحملته الانتخابية والحزب إلى أكثر من 80 مليون دولار، في مقابل 90 مليوناً لكلينتون والحزب الديمقراطي خلال الفترة نفسها. في غضون ذلك؛ ساد الاضطرابُ حملةَ ترامب بعدما أغضبَ كبار قادة حزبه بانتقاده أسرة جندي قُتِلَ في الحرب ورفضِه دعم حملة انتخاب رئيس مجلس النواب لفترةٍ جديدةٍ في الكونجرس. وأعلن ترامب، الثلاثاء، أنه سيوقف دعمه لكلٍ من رئيس مجلس النواب، بول ريان، والسيناتور، جون ماكين في المنافسات التمهيدية المقبلة لانتخابات الكونجرس. وجاء إعلانه رداً على منتقديه في قيادة الحزب الذين وبَّخوه بسبب خلافه العلني مع والدي الكابتن المسلم في الجيش، همايون خان، الذي قُتِلَ في العراق عام 2004. وذكر مصدران أن رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية، رينسي بريبوس، استشاط غضباً «لعدم دعم ترامب لريان الذي يعدّ أبرز جمهوري منتخب» و»بسبب نزاع المرشح الرئاسي مع أسرة خان». وأفاد مصدر مطَّلِع على الوضع بأن بريبوس «بدا وكأنه قد جُنَّ جنونه». وعمل بيربوس أكثرَ من أي شخصيةٍ جمهوريةٍ كبيرةٍ أخرىٍ على إعادة ترامب إلى حظيرة الحزب التي بدا دخيلاً عليها. وتغلَّب ملياردير العقارات على 16 منافساً في «التمهيديات» ليصبح المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة في الـ 8 من نوفمبر. وفي مسعى لتهدئة المشاعر المتأججة؛ قال مايك بينس، وهو مرشح على منصب نائب الرئيس مع ترامب، إنه يبارك ريان «كزعيم محافظ قوي». وأبلغ بينس، وهو حاكم إنديانا، شبكةَ «فوكس نيوز» بأن الأمر يستغرق وقتاً لبناء علاقات في السياسة «وهذا بالضبط ما يفعله ترامب وريان». ودخل المرشح الجمهوري في خلافٍ آخر مع خيزر وغزالة خان منذ ظهرا في المؤتمر الوطني الديمقراطي الأسبوع الماضي. وأشار والدا همايون إلى تضحية ابنهما في العراق. وانتقدا اقتراح ترامب بمحاربة الإرهاب عن طريق منع المسلمين بشكل مؤقت من دخول الولايات المتحدة. ولاحقاً؛ انتقد عديدٌ من الزعماء الجمهوريين، ومنهم ريان وماكين، مهاجمة ترامب لوالدي همايون الذي حصل على وسام النجمة البرونزية بعد مقتله. وشارك في حملة الانتقادات حاكم نيوجيرسي، كريس كريستي، الذي يُعرَف بدعمه مرشح الجمهوريين. وردَّ ترامب بمهاجمة ريان وماكين في حوارٍ مع صحيفة «واشنطن بوست»، وكتبَ على حسابه في «تويتر» أمس «حملتي تتمتع بوحدة صف عظيمة ربما أكبر مما كانت عليه في أي وقت مضى، أريد أن أشكر الجميع على تأييدهم الرائع، فلنهزم إتش» مشيراً إلى هيلاري. واعتبر مدير الحملة، بول مانافورت، أن الوضع جيدٌ للغاية «فنحن منظمون ونمضي قُدُماً»، لافتاً إلى سيطرة المرشح نفسه على الأمور. يأتي ذلك بعدما أقال ترامب، الإثنين، إد بروكوفر، وهو مستشار كبير عيَّنه كحلقة وصل بين الحملة واللجنة الوطنية الجمهورية. بدوره؛ يحاول بول ريان تجاهل تصريحات مرشح الحزب. وصرحَّ معاونٌ لريان بأنه لن يكون لدى الأخير وقت ليلتقي ترامب في وقتٍ لاحق هذا الأسبوع. فيما تحدث معاون جمهوري في الكونجرس عن حالة «إحباط شديد» في الكونجرس من مواصلة ترامب الانخراط في «مشاحنات تافهة». والثلاثاء؛ شنَّ الرئيس الديمقراطي، باراك أوباما، أعنف هجوم حتى الآن على المرشح الجمهوري، واصفاً إياه بغير اللائق للرئاسة. وتساءل «لماذا يواصل الزعماء الجمهوريون دعمه في ظل هجومهم المتكرر على أفعاله؟». في المقابل؛ تُظهِر استطلاعات الرأي حصول كلينتون على دفعة عقب مؤتمر حزبها الأخير. وأظهر مؤشر «ريل كلير بوليتيكس» لمتوسط استطلاعات الرأي الوطنية الأخيرة تقدُّم المرشحة الديمقراطية بفارق 4.5 نقطة مئوية على منافسها، حيث حصلت على 46.5 % مقابل 42 % لترامب.
مشاركة :