أحياناً ما تكون الأفلام معبرة عن الواقع الذي يعيشه المجتمع الذي تخاطبه الأفلام، لكن أن يتعرض فيلم لمناقشة مشكلات يتعرض لها مجتمع بعد 77 عامًا، فهذا قد يكون دليلًا على تفرد الفيلم ونجاحه في نقل الصورة بموضوعية وإن كانت المشكلات لا تزال كما هي ولم يستطع أي حاكم أو حكومة حلها. فيلم «العزيمة» إنتاج عام 1939، يصنفه بعض خبراء ونقاد السينما بأنه أحد أفضل الأفلام المصرية في التاريخ، ناقش أزمة البطالة والفقر والواسطة في تلك الفترة لكن يصادف أنها تتوافق مع 2016. تدور قصة الفيلم حول محمد أفندي، «حسين صدقي» الذي يتخرج في كلية التجارة، ليبدأ رحلته في البحث عن وظيفة حتي يستطيع الزواج من فاطمة «فاطمة رشدي»، ليصطدم بالواقع الذي تعاني منه الدولة. حاول محمد افتتاح مشروعاً يحلم به بمشاركة صديقه عدلي «أنور وجدي» لكنه يفشل ويقرر الاستسلام للأمر الواقع وكلام والديه ويبدأ رحلة البحث عن وظيفة. في أحد المشاهد يدور حوارا بين أهل فاطمة والجزار الذي تقدم لخطبتها، ليخبروه أنها في انتظار محمد حتى يتوظف، ليرد عليها بأن «مفيش حد في الزمان ده بيشتغل بشهادته». وأثناء رحلة بحثه تتوالى عناوين الجرائد الصادرة في تلك الفترة علي الشاشة: حيث نشرت جريدة «الأهرام» عنواناً رئيسيًا يقول: «مكتب العمل وجيوش العاطلين» ونشرت جريدة «البلاغ»: «500 من خريجي الجامعات يتقدمون لوظيفة محصل بـ 4 جنيهات». ونشرت «الأهرام» أيضًا في الوظائف المبوبة إعلانًا لوظيفة «فراش ملم باللغة الإنجليزية»، ويشترط خريج احدي الجامعات. ونشرت جريدة «الصباح» خبراً بعنوان: «يطلق الرصاص علي زوجته وولده ثم ينتحر يأسًا من ايجاد عمل». بعد ذلك يذهب محمد لإحدى الشركات ليطلب وظيفة، فيخبره المسؤول بعدم وجود وظائف خالية ويقول له: «في 60 ألف واحد بيدوروا على شغل ومفيش وظايف». وتستمر رحلة «محمد» في البحث عن عمل حتي يساعده والد صديقه نزيه بك «زكي رستم» فيجري اتصالًا بأحد أصدقاءه ويخبره أنه يريد توظيف شاب حديث التخرج. يعود محمد لنفس الشركة ويعطي المسؤول «كارت» ليقوم على الفور بإصدار قرارًا بتوظيفه. يتزوج «فاطمة» بعدما يستطيع توفير مصروفات الزواج وإيجار شقة تجمعهما. بعد أن يحصل «محمد» على الوظيفة يحدث له مشكلة بسبب إهمال أحد زملاؤه، فيتم إيقافه عن العمل مما يدفع زوجته فاطمة بطلب الطلاق حين تكتشف أنه لم يعد موظفًا وأنه أخفى عنها خبر إيقافه عن العمل.
مشاركة :