العنصرية والتعصب الرياضي

  • 2/6/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

العنصرية موجودة في كل المجتمعات، وفي داخل كثير منا. الفَرق في درجة حدتها، وعدد من يمارسونها عملياً. وقد نصح من لا ينطق عن الهوى - عليه الصلاة والسلام - أصحابه بقوله: دعوها فإنها منتنة؛ لعلمه بوجودها فينا كغريزة. عندما ينظر أحدهم إلى نفسه على أنه الأفضل تبدأ شرارة العنصرية في الاشتعال، وعندما يبدأ بعض الأشخاص بالحديث عن تفوقهم على الآخرين نستطيع أن نلاحظ تعصبهم. قد لا يكون له أي دور في هذا التفوق؛ فقد يكون التفوق خِلقياً، كأن يعير أو ينتقص أحدهم من شخص ذي إعاقة بدنية، أو فروقات في البنية الجسدية. قد يكون التفوق محل خلاف، فما يراه أحدهم تفوقاً يراه الآخر نقيصة. من أكثر أنواع العنصرية شيوعاً العنصرية بسبب لون البشرة. فقد يقوم أحدهم بالتقليل من الآخر بسبب لون بشرته السوداء مثلاً! فمن المعروف، مثلاً، أن هناك قبائل إفريقية تعطي تقديراً أكبر للأشخاص الذين يتميزون ببشرة سمراء داكنة أكثر من أولئك الأقل سمرة. قد يحصل أن يقوم أحدهم بالتفاخر بأمر يراه متميزاً فيه. لن يكون هناك مشكلة في التفاخر، بل المشكلة عندما يكون هذا التفاخر استنقاصاً من قدر وقيمة أناس آخرين. ما يحصل في الشارع الرياضي الآن يميل إلى النوع الثاني؛ إذ يقوم البعض بالحديث في مجالسهم بتجاوز عن فريقهم الذي يشجعونه إلى استنقاص الفريق أو الفِرق الأخرى. يحصل أن يقوم بعض المشجعين بالتقليل من قيمة الإنجازات التي حصل عليها الآخرون، وأكثر منه استثارتهم بوصفهم بصفات عنصرية بغيضة. هنا، وبعد أن كان الحديث والنقاش حول الأشياء، أصبح حول الأشخاص، وانتقل من نقاش وحوار إلى تنافس وصراع شخصي. عندما يشجِّع أحدهم فريقاً فهذا لا يعني أن فريقه هو الأفضل، إنما هو الأفضل في نظره، وبناء على معايير وظروف خاصة، جعلت منه يشجع فريقاً بعينه. هناك فكرة شائعة تقول إن أول من بدؤوا لعبة كرة القدم هم الإنجليز، كما اشتُهر عنهم حبهم لكرة القدم، وأن جمهورهم من أكثر الجماهير تعصباً وشغباً. في بريطانيا من النادر أن يشجع أحدهم فريقاً آخر على حساب فريق مدينته. السبب الرئيس هنا هو الانتماء للمدينة. كما قد يكون للعلاقات الأسرية دورٌ في ذلك؛ إذ يقوم أحدهم بتشجيع الفريق؛ لأن قريباً له يلعب أو يعمل في ذاك الفريق. قد يكون أحد أسباب في انتشار التعصب الرياضي لدينا هو وجود العنصرية والتعصب المنبوذ في مجتمعنا، وغياب العقوبة الرادعة له. كما أن غياب التوعية بالعنصرية وأضرارها أدى إلى انتشارها. وجود العقوبة المناسبة لأي نوع من العنصرية، إضافة إلى توعية النشء والشباب حولها، سينمي ثقافة احترام الآخر، وعدم تجاوز الحدود في الفرح أو النقد.

مشاركة :