إنها أخطر ممّا تتصوّر! | عبدالله الخطابي

  • 2/6/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

عنوان مقالي اقتبسته من عبوة تبغ -دخان- تُباع لدينا، صُنعت في الهند، وقد كتب عليها تحذيرٌ باللغة العربية يقول «إنها أخطر ممّا تتصوّر» ومثل هذا التحذير كتب -ولا يزال- على جميع أنواع التبغ بجميع لغات الأرض لكن -للأسف- «لا حياة لمن تنادي» عند البعض، إلى أن يقع المحظور، وهو وصول معظم من يدخن إلى غرفة العناية المركّزة، وقد ينقل منها إلى جوار ربه، وهذا الصنف الأول ممّن يصل لهذه المرحلة بسبب التدخين.. أمّا الصنف الثاني فقد ينجو منها، وبعد خروجه من المستشفى يعود إلى ما كان عليه وكأن شيئًا لم يكن، أمّا الصنف الثالث -وهو قليل- الذي يأخذ ممّا حصل درسًا ويقلع، وقد زرت بعضًا ممّن أدخلوا غرف العناية، وزارهم كثير من المدخنين، لكن المتعظ قليل، مثل أحوالنا عندما نرى حادثًا مروريًّا مروِّعًا نتعظ منه قليلاً ثم نعود سيرتنا الأولى، حيث نضرب بالأنظمة عرض الحائط «كما يُقال»، والأمثلة كثيرة على أمور مشابهة نمارسها في حياتنا اليومية. التدخين من أخطر المصائب فأمراضه لا تُعدُّ ولا تُحصى، وتأتي فجأة دون مقدمات، ومعظمها الموت المفاجئ، والسؤال لكل مدخن: هل نفسك ملكك أم أنت مؤتمن عليها؟ هل نسيت قول الله «ولا تقتلوا أنفسكم» ... الآية. والأدهى من ذلك السيدة التي تتعاطى التدخين بأنواعه إمّا لاستكمال المظهر، أو مجاراة لغيرها، أو هروب من معاناة، أمّا الشباب فحدّث ولا حرج، إمّا بسبب تعقيد يمارس عليهم في أسرة، أو تعنيف في مدرسة، أو ممّن يخالطون من أصدقاء، أو حتى يُقال صار رجلاً، أو يشاهد والديه أو أحدهما يدخن. وفي مجتمعنا الطيب أناس نذروا أنفسهم لعمل الخير، والسعي فيه إمّا مباشرة عملاً بأيديهم، أو بتخصصهم، أو بأبحاثهم، أو بأموالهم، ففي مجال مكافحة التدخين أقيم عدد من المراكز، ووجدت اقبالاً من الناس وقد قمت بزيارة بعضها فلمست جهدًا مباركًا، وأنصح كل من ابتلي بالتدخين أن يزور هذه المراكز ليطلع بنفسه، فإن لديهم ما يجعله يقلع عن طريق المشاهدة، وما يسمع من المتخصصين، وما يقدم له من علاج سهل كي يترك التدخين، ويحفظ نفسه التي بين جنبيه، وليعلم ذلك المدخن أن السيجارة فعلاً «هي أخطر ممّا يتصوّر»، والله المستعان. K_a_hamra@hotmail.com

مشاركة :