راف تنفذ "62" مشروعا مدرا للدخل لإنقاذ الأسر العراقية بأربيل

  • 8/6/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم تقف جهود مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية في العراق عند توزيع المواد الإغاثية العاجلة، ولم تحصر جهودها عند كفالة الأسر بمبالغ مالية محددة تصرفها كل شهر، كما لم تقف جهودها عند حد رعاية الأيتام، وترعى الآن نحو 300 يتيم مع أسرهم في عاصمة كردستان العراق، لكن "راف" وفق رؤى مدروسة اتجهت إلى إنشاء مشروعات مدرة للدخل تضمن للعراقيين في كردستان العراق دخلا شهريا ثابتا، يوفر لهم المعيشة في بلد تدور فيه الأحداث في كل جوانبه، كما تضمن هذه المشاريع العديد من الوظائف للعاطلين عن العمل.  ونجحت راف في إنشاء 62 مشروعا مدرا للدخل في أربيل، نفذتها عن طريق شركائها في كردستان، ومن بينهم منظمة "أعن المحتاج" العراقية البريطانية، وتتجه "راف" إلى إنشاء العديد من المشروعات المدرة للدخل مع شركائها الآخرين مثل منظمة "مبادرون للتنمية" والإغاثة الإسلامية وجمعية التكافل، وغيرها.  وقال مستفيدون من المشروعات المدرة للدخل في كردستان العراق، إنهم بدؤوا بمبالغ بين 3 آلاف و7 آلاف دولار قدمتها لهم راف، وتطورت هذه المشروعات وزاد دخلهم الشهري، الأمر الذي انعكس على استقرار الأسر العراقية التي لا تزال تعاني من ويلات الصراعات المسلحة التي ضربت كل مناطق العراق، وشردت الأسر وأفرزت جيشا جرارا من الأيتام والأرامل.  عناية بالمشاريع المدرة  زار وفد مؤسسة "راف" برئاسة الدكتور عايض القحطاني، رئيس مجلس الأمناء، إقليم كردستان العراق خلال الأيام الماضية، حيث تفقد العديد من المشروعات المدرة للدخل في العاصمة أربيل للوقوف على سيرها، أي المشروعات، والتأكد من أنها حققت الأهداف المرجوة منها وهو تحقيق موارد ثابتة لمئات الأسر الفقيرة والمحتاجة.  وأكد الدكتور القحطاني أن "راف" درست هذه المشاريع المدرة للدخل دراسة مستفيضة، عبر شركائها في كردستان العراق، ثم أقبلت على تنفيذها ضمن جهودها لفك الضائقة عن المواطنين العراقيين، ولفت النظر إلى أن النجاحات التي حققتها المشروعات المدرة للدخل فاقت التوقعات، مشيراً إلى أنها ستدفع "راف" إلى إنشاء المزيد من نوع هذه المشروعات لكفالة أكبر عدد من الأسر ومساعدتها.  وقال في هذه الأثناء: "إن زيارة وفد المؤسسة للعاصمة أربيل لم تنحصر في المشروعات المدرة للدخل فقط، إنما قام الوفد بزيارة عدد من الأسر التي لها حاجات خاصة، التي لديها أطفال معاقون أو مصابون بإصابات شديدة أو لديها عاهات بسبب الصراع المسلح"، وذكر أن وفد المؤسسة وقف على حالات الأسر وقدم لها بعض الهدايا للتخفيف عليهم من وطأة المعيشة الصعبة في العراق.  وأضاف أن زيارة الأسر تمت في إطار إطلاق مشروع "التعاضد" مع الأسر العراقية، على غرار ما تم من مشروع من قبل مع الأسر السورية، إذ تقوم الأسر القطرية بكفالة الأسر العراقية في هذا المشروع الممتد، وقال: "آن الأوان لإطلاق مشروع "التعاضد" مع الأسر العراقية بالتعاون مع شركاء راف في أربيل، حتى تتم كفالة عدد من الأسر العراقية التي فقدت المعيل"، وقال في هذه الأثناء: "إننا وجدنا أسراً لديها 5 أيتام وأسراً أخرى لديها 7 أيتام". مشاريع مستدامة فعالة  من ناحيته قال السيد إسماعيل وتاري رئيس منظمة: "أعن المحتاج" العراقية البريطانية، إن راف تعمد إلى تكليف منظمته بتنفيذ المشروعات المستدامة التي شرعت فيها راف منذ مطلع العام الجاري 2016، وشملت المشروعات نحو 62 مشروعا تعول من الأسر أكثر من "350" شخصا لا يملكون شيئا. وأكد أن المشروعات التي تأسست كان لها أثر إيجابي كبير على الأسر الفقيرة، التي تغلبت من خلال الدخل الشهري الثابت على صعوبة المعيشة.  وأضاف: "وبسبب موارد المشروعات تمكنت الأسر من توفير كل احتياجاتها اليومية، وتمكنت من سداد ديونها". وقال الشريك الأساسي لراف في كردستان إن المشروعات المدرة للدخل تعد من أفضل المشروعات الإغاثية، التي تقوم بها راف في كردستان العراق، لأنها توفر دخلا مستمرا على عكس الإغاثات التي تنتهي خلال شهر وربما أقل.  وأوضح أن الكثير من المشروعات التي أنشئت تطورت وتوسعت، إما في المكان نفسه أو من خلال فتح فروع أخرى.  وبشأن معايير اختيار الأسر الفقيرة قال وتاري: "إننا نقوم بزيارات لعمل مسح في المناطق التي يوجد بها النازحون من مناطق الفلوجة والرماي والأنبار، وحاليا النازحون من الموصل، ومن خلال المسح الميداني يتم استهداف العائلات التي لا تملك مصدرا للدخل من الدولة ولا تملك أي وظيفة، وإن التركيز يكون على أسر الأرامل اللائي ليس لهن مصدر دخل، كما يتم التركيز على المعاقين والشباب العاطل عن العمل". تدريب المستفيدين  وأوضح أن منظمته حتى تضمن نجاح المشروعات المدرة للدخل تقوم بتدريب المستفيدين من خلال دورات تدريبية، يتعرف خلالها المستفيدون على أساليب إدارة المشاريع الصغيرة وتنميتها، وقد ثبت جدوى مثل هذا التدريب، بل صار المستفيدون الجدد يطالبون به لضمان نجاح مشروعاتهم من أول وهلة دون خسارة رأسمالهم المقدم من راف. ولفت النظر في هذه الأثناء إلى أن المشروعات المدرة للدخل متنوعة، تشمل محلات للمواد الغذائية ومحلات للحلاقة والمحلات التجارية والمطاعم ومحلات بيع المواد الكهربائية ومحلات الخياطة وبيع الخضراوات، وقال إن بعض النساء قمن بتأسيس مراكز لتدريب العراقيات على الخياطة وتفصيل الملبوسات.  مشروعات بانتظار التمويل  وقال وتاري إن منظمة "أعن المحتاج" لديها الآن الكثير من المشروعات المدرة للدخل بانتظار تمويل مستمر، ووصفها بأنها من أهم المشروعات للحد من الفقر والبطالة وسط الأسر العراقية التي تعاني من التشرد والحروب.  وزاد القول: "منظمة أعن المحتاج لديها الآن مشروعات طبية، ولدينا أكثر من 300 مستفيد قدموا دراسات لمشروعات مدرة للدخل، وهذه مناسبة لنقول إن المشروعات المدرة حتى الآن تم تمويلها بأكثر من مليون ريال قطري". ومن جانبه قال السيد عباس الجبوري رئيس منظمة "مبادرون للتنمية"، أحد شركاء راف في العراق، إن هناك تحديا كبيرا أمام راف، وهي بقدر التحدي، إذ إن نحو 20 بالمائة من النازحين من مناطق العراق من الأيتام المحتاجين إلى تعليم وصحة. العراقيون ممتنون لـ"راف" وثمن الجبوري المشروعات المدرة التي تقوم بها راف في المناطق العراقية، وقال إنها أنقذت الكثير من الأسر من براثن الفقر والعوز والحاجة، وقال: "إن الشركاء حريصون على نجاح المشروعات المدرة للدخل"، وذكر في هذه الأثناء أن اختياره للشراكة مع راف جاء بناء على اهتمام دولة قطر حكومة وشعبا بالعمل الخيري والإنساني منذ فترة طويلة. وأضاف: "وجدنا في "راف" همة عالية واهتماما غير مسبوق بالعمل الإنساني، إذ إنها تستجيب لكل المشروعات الإنسانية التي ترفع إليها، ولا تتردد في تمويلها طالما أنها تخدم الفقراء، بل تتابعها وتتفقدها لتتأكد من تنفيذها وفق الوجه الذي تتطلع إليه".  وذكر أنهم في "مبادرون" يعملون مع "راف" في مشروع الصندوق الصحي، الذي يهدف إلى توفير التمويل اللازم لعلاج المرضى مثل أمراض السرطان والإعاقات الدائمة، ولفت النظر إلى أن مشروع الصندوق الصحي سيعم العراق وإن كان التركيز سيكون على العاصمة أربيل في الشمال، حتى يتم إرسال الحالات إلى المستشفيات في أربيل. مشاريع مشتركة مقبلة  من جانبه قال عبدالستار العلوسي، المشرف العام على الجمعية الخيرية للتكافل الاجتماعي، إن العلاقات مع راف بدأت منذ سنتين، وتم الاتفاق على التعاون في مجالات كفالة الأيتام ومشاريع الإغاثة وكفالة الأسر، ولفت النظر إلى أن "راف" بصدد تكليفهم بعدد من المشروعات، من بينها كفالة الأيتام والأسر الفقيرة وتقديم الإغاثات للعائلات النازحة، وقال إنهم مستعدون للتعاون مع راف.  وأضاف أن جميع المؤسسات الخيرية في قطر تحرص على تقديم المساعدات الإنسانية وفعل الخير، ومؤسسة راف في مقدمة هذه المؤسسات، ويظهر جلياً ما تقوم به هذه الأيام من عمل إنساني للنازحين. س.س;

مشاركة :