أفادت بلدية دبي، بأن ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من شائعة حول تحوّل الخبز إلى «سم قاتل»، عندما يتم وضعه في المجمدة «الفريزر»، وتجميده ثم تسخينه من أجل الأكل، غير صحيح، حسب المدير التنفيذي لإدارة سلامة الغذاء في البلدية، خالد محمد شريف العوضي، الذي أوضح أن كيس البلاستيك الذي يوضع فيه الخبز لا يحتوي على مادة «الديوكسين» المذكورة في الشائعة. وأضاف العوضي أنه لا يمكن تحوّل الخبز وهو ساخن إلى مادة سامة، لمجرد سوء التخزين، مبيناً أن وضع الخبز ساخناً في كيس بلاستيكي يسبب تلف الأكياس، مع إمكانية تكوّن رطوبة من بخار الماء، بسبب حرارة الخبز، وهذا يسرّع تلف الخبز وتعفنه، ويؤدي إلى تغيّر خواصه الحسّية. تحليلات غير علمية قال المدير التنفيذي لإدارة سلامة الغذاء في بلدية دبي، خالد محمد شريف العوضي: «إذا تأملنا ما ينشر من شائعات حول الأغذية، نجد فيها عبارات ركيكة، وتحليلات غير منطقية، كما أنها ليست علمية، وفيها أخطاء إملائية، لم يكلف مدعوها تصحيحها، فكيف يتحرون الدقة في نقل معلومات علمية مهمة؟ لذا نرجو توخي الدقة عند إرسال أي معلومات تخصّ الأغذية، وإرسال أي تساؤل إلى إدارة الرقابة الغذائية قبل نشره على الملأ في البلدية أو خارج البلدية، وذلك لتفادي إرسال معلومات خاطئة إلى الجمهور، أو الاتصال على رقم 800900». وتابع أنه لا يحبذ أبداً وضع الخبز ساخناً في الأكياس البلاستيكية، لأن ذلك من الممارسات الخاطئة، وضد تعليمات سلامة الأغذية، وينصح بعدم تسخين الخبز في المايكروويف مع الكيس البلاستيكي غير المخصص لأغراض المايكروويف، وهو موسوم بعلامة مميزة لذلك. وقال: «نؤكد أن ما ورد في الشائعة غير صحيح على الإطلاق، ولا يستند إلى المراجع العلمية الموثوق بها، ومن منطلق حرصنا على التعامل مع أي معلومة على وسائل التواصل الاجتماعي بكل مهنية وشفافية، رأينا أن نطمئن الجمهور، بأننا في إدارة سلامة الغذاء ببلدية دبي، سنظل العين الساهرة على سلامة الأغذية في الإمارة، وفي الدولة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الرقابية الأخرى في الدولة». ونفى العوضي، وجود أي شوائب أو مواد مسرطنة في الأغذية المتداولة في الإمارة، وأن الأغذية في دبي قبل أن يتم تداولها وبيعها للجماهير يتم الكشف الدوري والصحي عليها، وتخضع تماماً للتحليل، للتأكد من خلوّها أولاً مما يعرّض صحة وسلامة المستهلكين والمجتمع لأخطار دهون الخنزير أو شحومها، ومن المواد غير الشرعية، ثم بعد ذلك يتم التأكد من خلوها من المواد المسرطنة، وذلك حفاظاً على الصحة العامة وسلامة المواطنين والمقيمين، والالتزام بالمعايير الدولية في الرقابة على جميع الأغذية. وحذّر الجمهور من الانسياق وراء الشائعات التي يطلقها البعض على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حول مواصفات ومكوّنات الأغذية المتداولة بالدولة، مشيراً إلى أن جميع الأغذية التي تدخل الإمارة تخضع للكشف الظاهري والتدقيق على المستندات المرفقة للإرسالية، وأخذ العينات العشوائية بشكل دوري منتظم قبل نزولها إلى الأسواق، من قبل إدارة سلامة الغذاء، وأيضاً تخضع للفحص المخبري (الميكروبي، الكيميائي، الإشعاعي)، من قبل قسم مختبر الأغذية والبيئة بإدارة مختبر دبي المركزي. وأفاد بأنه غالباً ما تكون المعلومات التي ترد على الإنترنت مضلّلة ومن مصادر مجهولة، وإن المعلومات التي تنشر للتشكيك في جودة أي مادة غذائية، ترجع إلى جهل من يتداولها بأسس سلامة وجودة الغذاء، وغالباً ما تكون من قبل جهات منافسة، مشيراً إلى الدور الكبير للبلدية في اتخاذ كل الإجراءات التي تكفل السلامة للمواطنين والمقيمين، والالتزام بالمعايير الدولية في الرقابة على جميع الأغذية المستوردة. وأشار العوضي إلى أن الأغذية أمر لا يمكن التلاعب به بأي شكل من الأشكال، نظراً لاتباع الدول المصدّرة والمنتجة لمختلف السلع اتفاقات التجارة العالمية، واتفاقات التبادل بين الدول، وكل تلك هذه الاتفاقات تحكمها بنود وشروط صارمة، لا يمكن التلاعب بها من قبل أي طرف، حيث يعرّضه ذلك لمحاكمة ومقاضاة تكبده خسائر بالغة. ولفت إلى أن الأغذية التي تدخل الدولة ضمن السلع التي تخضع لهذه الاتفاقات، وهي تخضع لفحص وبحث، ولا يمكن لأي كان تخويف الناس، بناء على شائعات سمعها أو ظنٍّ يظنه بإحدى المواد. وذكر أن هدف البلدية عموماً والإدارة خصوصاً، هو توضيح وتبيان الحقيقة للجمهور وعامة الناس، وإعلامهم أن أغلب ما يشاع من وجود أضرار وأمراض تصيب المستهلكين بسبب بعض الأطعمة غير صحيح، وغير مدروس، ولا يفيد أحداً، بل يصب في بلبلة أفكار الناس. وأضاف أن البلدية تعتمد على المصادر العلمية والمؤسسات والهيئات الدولية المعنية مباشرة بهذا الأمر، مثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وهيئة المواصفات الغذائية الخليجية، وهيئة دستور الأغذية وغيرها. وكانت بلدية دبي أطلقت خلال مايو الماضي، خدمة تلقي الشائعات عبر تطبيق «واتس أب»، في ما يخص مجال البلدية وخدماتها والأغذية.
مشاركة :