أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي، أن من أسباب الأمن حماية المجتمع من المفسدين والمخربين والمجرمين والمعتدين، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحماية بالتوجيه والإرشاد، والتحذير من الخروج عن جماعة المسلمين، وبالرفع للسلطان عن أهل الزيغ والفساد والإجرام، لافتا إلى أن قوة السلطان من أعظم أسباب الأمن بأخذه على يد المجرمين وردعهم عن الفساد في الأرض بما قررت الشريعة السمحة. وقال في خطبة الجمعة في المسجد النبوي أمس: من رحمة الله أنه شرع للعباد كل ما ينفعهم ويسعدهم ويحييهم به الحياة الطيبة الآمنة، فشرع للعباد الأسباب التي يتحقق بها الأمن والطمأنينة والسكينة والحياة الكريمة لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)، فالأمن حصن الإسلام وأهل الإسلام هم سكانه، فالحصن يحرزهم من أعداء الإسلام وأهل الإسلام يحمون هذا الحصن من أن يهدمه المفسدون، والأمن هو سور الإسلام الذي يتحصن به المسلمون ويصد عنهم عدوان المفسدين، وأهل الإسلام يحافظون على هذا السور من أهل الهدم والتصدع والانهيار لما جعل الله في بقائه من حفظ الدين والأعراض والأموال. وأوضح أن الأمن عدل الإسلام وقرينه، مستشهدا بحديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: «اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله»، مبينا أن الأمن هو الطمأنينة على الدين والنفس والأعراض والأموال والممتلكات. وزاد: إن التوحيد لله أول الواجبات، فمن حقق التوحيد أثابه الله بالأمن والهداية وحفظه من عقوبات الشرك في الدنيا ومن الخزي والخوف في الآخرة، فالأمن من أسبابه عمل المسلم بتشريع الإسلام لأن تشريع الإسلام يضمن حقوق الله تعالى وحقوق العباد فالعبادات تزكو بالأمن على العبادات في الخوف.
مشاركة :