غرائب وعجائب في كتاب معجمي

  • 8/6/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كتاب «من أسماء العائلات العربية والإنكليزية» صدر عن «دار جليل للنشر والتوزيع» في عمّان، جمعه وأعده داود عبده، الاختصاصي في علم اللغة، وساعده في جزء منه الزميل أحمد أصفهاني. ومجموعة الأسماء الواردة في الكتاب، وتعد بالآلاف، هي حصيلة جهد بذله الدكتور عبده على مدى عقود في عدد من الدول العربية، واستكملها خلال إقامته في لندن قبل تقاعده إلى الأردن أخيراً. وورد في مقدمة الكتاب: «جُمعت أسماء العائلات الواردة في هذا الكتاب من مصادر عدة، قليل منها مسموع ومعظمها مقروء. وهي تمثل أسماء عائلات في جميع الدول العربية من دون استثناء، وردت في برامج مختلفة في الفضائيات وفي الصحف وبعض أدلة الهاتف وأسماء مؤلفي الكتب التي اطلعنا عليها وهي كثيرة». ولعلّ اختصاص الدكتور عبده بعلم اللغة هو الذي أثار، في المرحلة الأولى، اهتمامه بأسماء العائلات العربية من حيث أوزانها. وقد لفت نظره أن غياب حركات وعلامات الضبط كالشدة والسكون «جعل بعض الأسماء تُقرأ بوجوه مختلفة». ومثال ذلك الأسماء على وزن «فِعال» أو «فَعال» أو «فعّال». وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى إعطاء قراءات ذات معان مختلفة، بعضها طريف وبعضها الآخر مثير للدهشة. وجاء في المقدمة: «وقد عجبنا من تمسك أصحاب بعض هذه الأسماء بأسمائهم تلك. ولا نلوم من يعتقد أن بعض هذه الأسماء ليس حقيقياً، لكننا نؤكد للقراء أننا لم نذكر في هذا الكتاب إلا ما سمعناه أو قرأناه». يتألف الكتاب من اثني عشر فصلاً للأسماء العربية، وثلاثة فصول للأسماء الإنكليزية. ويعطي الفصل الأول «التنابز بالألقاب» صورة طريفة عن أسماء عائلات لا يتوقع الناس العاديون أن يجدوها قيد التداول. فمن العاهات والإعاقات: أبرص، أجرب، أحول، أخرس، أخنب، أشرم، أصم، أطرش، أفكح، أعرج، أعمش، أعمص، أعمى، أعوج، أعور، أفطس، اقرع، أكتع، أنقر، أهبل. وفي المخلوقات غير البشرية: أرنب، بس، جاموس، جحش، جحيشة، خروف، خزعل (ضبع)، ضبع، عجل، علوش (خروف)، فار، كليب، نمس، واوي (ابن آوى). أما الأسماء المركبة الغريبة، فمنها: اُشرق لبن، بوز الجدي، حلاب النملة، دبس وطحينة، دبس ولبن، دك الباب، ذيب الوادي، ربع مد، سقف الحيط، سنقرط (سن اقرط)، صب لبن، عازم القط، عتمة الراس، عين الشايبة، قذاف الدم، قرن التيس، نايم الليل. ومن الأسماء اللافتة تلك التي يتكرر مقطعها: بصبص، بعبع، بلبل، تفتف، جعجع، دحدح، رفرف، زعزع، زقزق، زمزم، سعسع، سكسك، فتفت، فشفش، كتكت، كركر، نعنع، هشهش، بوبو، جوجو، دودو، صوصو، طوطو، لولو، نونو، ديدي، سيسي، طيطي، كيكي، ميمي، بابا، دادا، ماما. وهكذا، صفحة بعد أخرى يأخذنا الكتاب في رحلة لغوية مع الأسماء وأوزانها، فتتكشف أمام القارئ عوالم غريبة. والطريف كذلك، أن اللغة الإنكليزية تحتوي أيضاً على أسماء مشابهة. فمن الأسماء المركبة (مترجمة): صخرة النملة، حقل الرماد، رجل سيئ، ابن النحلة، أفخاذ عارية، حجر أسود، قدم عريضة، رأس مكنسة، براز الديك، قدم الغراب، رجل ميت، فأر الحقل، دون حب، بيت مجنون، فيضان الشتاء، ذباح الدود، فيضان الشتاء... وغيرها. يمكن القول إن الكتاب معجم واسع، وإن كان من المستحيل أن يغطي كل شيء. وهو يشكل قاعدة قوية يمكن الانطلاق منها لاستكمال الجمع، أو للقيام بدراسات اجتماعية مقارنة بين العربية والإنكليزية. ذلك أن أسماء العائلات تعطينا صورة عن نظرة المجتمع إلى ذاته، وعن نظرة الناس بعضهم الى بعض.

مشاركة :