واشنطن - (أ ف ب): تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس بتدمير تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، منتقدا من جهة ثانية نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو لحليفها الرئيس بشار الأسد. وبعد عامين على تشكيل الولايات المتحدة تحالفا عسكريا دوليا شن أكثر من 14 ألف غارة على الجهاديين في سوريا والعراق، تعهد أوباما خلال مؤتمر صحفي الاستمرار في محاربة التنظيم الجهادي «بقوة وعلى كل الجبهات». وعقد أوباما مؤتمره الصحفي في البنتاجون عقب تباحثه في مقر وزارة الدفاع مع كبار القادة العسكريين في سير الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي. وشدد الرئيس الأمريكي على أن «تنظيم الدولة الإسلامية لا يمكنه أن يهزم الولايات المتحدة ولا شركاءنا في حلف شمال الأطلسي». وتابع: «لقد تبين أن تنظيم الدولة الإسلامية ليس تنظيما لا يقهر. في الواقع هم حتما سيهزمون»، مشيرا إلى أنه «حتى قياديي تنظيم الدولة الإسلامية يعلمون أنهم سيواصلون تكبد الخسائر. في رسالتهم إلى أنصارهم هم يقرون بشكل متزايد بأنهم قد يخسرون الموصل والرقة وهم على حق. سوف يخسرونهما وسوف نستمر في ضربهم ودفعهم إلى التراجع والاندحار إلى أن يفعلوا ذلك». وأقر الرئيس الأمريكي بأن الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها تنظيم الدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق دفعت التنظيم الجهادي إلى زيادة هجماته خارج هذين البلدين، مذكرا بهذا الصدد بالاعتداءات التي حصلت أخيرا في فرنسا وألمانيا وتركيا وبنجلاديش. كما أقر أوباما بأن احتمال وقوع اعتداءات جهادية جديدة على الأراضي الأمريكية هو «خطر جدي ونحن نأخذه على محمل الجد». ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يسعى إلى شن اعتداءات ضخمة مثل اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي شنها تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو أن الجهاديين «أدركوا أن بإمكانهم جذب الانتباه إليهم بواسطة هجمات أصغر نطاقا، بواسطة أسلحة خفيفة، بنادق رشاشة، أو كما حصل في نيس بفرنسا بواسطة شاحنة». وأضاف أن «فرضية حصول عمل معزول أو خلية صغيرة تشن اعتداء داميا هي فرضية حقيقية»، مشيدا بتمكن قوات الأمن من «إحباط العديد من الاعتداءات». ولم يعلن الرئيس المناهض للحلول العسكرية عن أي إجراء ميداني محدد ضد التنظيم الجهادي. ولكن أوباما صوب سهام انتقاداته إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشككا في رغبة الأخير في التعاون مع الولايات المتحدة من أجل حل النزاع الدائر في سوريا. وقال: «أنا لست متأكدا من أن بإمكاننا الوثوق بالروس وبفلاديمير بوتين، ولهذا السبب علينا أن نجري تقييما بشأن ما إذا كنا سنتمكن من الوصول إلى وقف فعلي للأعمال العدائية أم لا». وأضاف: «ربما تكون روسيا غير قادرة على الوصول إلى ذلك، إما لأنها لا تريد ذلك وإما لأنها لا تمتلك نفوذا كافيا على الأسد. وهذا ما سنقوم بتقييمه». وأكد الرئيس الأمريكي أنه مدرك للوضع و«اننا نمضي في هذا الاتجاه من دون أي غشاوة على أعيننا»، مضيفا: «سنختبر ونرى ما إذا كنا نستطيع الحصول على شيء متين. إذا لم نحصل على ذلك، تكون عندها روسيا قد أظهرت وبكل وضوح أنها طرف غير مسؤول على الساحة الدولية يدعم نظاما مجرما».
مشاركة :