«الرقيبة» من ثلاجة الموتى إلى «برج العرب» مرة أخرى

  • 8/6/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عشر دقائق ترمي بـ «الرقيبة» من جناح الزمردة في برج العرب إلى برودة أحضان ثلاجة الأموات وسط أكوام من الفقد والأحزان يراها على وجوه المراجعين وهو يدون أسماء موتاهم ليكفكف دموع معاناتهم ويواسيهم في مصابهم مضمداً جراح خسائره في بورصة الأسهم بعد أن خسر ثروته التي كانت تزيد على 35 مليون ريال موقناً بخيوط الأمل التي تنسج نفسها من جديد مادام في العمر بقية لتحيي أحلامه وسط غرفة الموت، وتشعل طموحاته المتدفقة قنديل العصامية لينير طريق عودته إلى زمردة برج العرب مرة أخرى بعد أن أعاد نجاحاته. يستهل منصور الرقيبة البالغ من العمر 36 عاماً حديثه لـ «عكاظ» قائلا «كنت موظفا أعمل في إحدى المؤسسات الحكومية ولا أملك سوى 320 ألف ريال، وذات يوم وأثناء طفرة تداولات الأسهم أردت أن أخوض عالم البورصة فقدمت استقالتي من الوظيفة وقررت إدارة محفظة في السوق واستأجرت صالة تداول وجلبت محللين محترفين من إحدى الدول العربية كان من ضمنهم مديرا بنكين ليعملا معي في البورصة، وبدأت الشركة بتحقيق أرباح طائلة بلغت 35 مليون ريال وتمويل بنكي بلغت نسبة 100%، مضيفاً كنت أصرف مبالغ طائلة معتقداً أن غيرها سيأتي حتى أنني كنت أقضي عطلة نهاية الأسبوع في جناح «الزمردة» بفندق برج العرب بدبي، إلى أن جاءت أزمة خسائر الأسهم في السعودية عام 2006 خسرت كل شيء وتحولت في غضون عشر دقائق من ثري يلعب بالمال إلى معدم فقير. وأضاف الرقيبة «لم أعد أملك أي شيء وعدت موظفاً بسيطاً كما كنت، وفي خضم حالة الاكتئاب التي كنت أعيشها أراد زملائي أن يخرجوني من هذه الحالة فتم تحويلي إلى عامل في ثلاجة الموتى أسجل أسماء الأموات فيها وحينما رأيت مصائب الناس وأهوال الموت هانت علي مصيبتي وخرجت بعدها من ألم ما حصل لي من خسارة أموال طائلة». ليعود منصور ويقف على قدميه، ويؤسس شركات تجارية عدة، وحاصداً بعد أربعة أعوام من خسائره جائزة الشاب العصامي في عام 2010، ليوظف بعدها أكثر من 123 شابا سعوديا في شركاته الخاصة.

مشاركة :