Image copyright Reuters أبدت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية اهتماماً ملحوظاً بالأزمة السورية في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية الخطيرة في مدينة حلب جراء الحصار المفروض عليها. ومن جانبها، أبرزت تشرين السورية ما أسمته "دليل جديد على علاقة الإدارة الأمريكية بنشر التطرف والإرهاب"، حيث اقتبست الصحيفة تصريحات منسوبة للرئيس السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية الجنرال مايكل فلين يقول فيها "إن تضاعف عدد التنظيمات الإرهابية المتطرفة في العالم جاء نتيجة أخطاء سابقة ارتكبتها الإدارة الأمريكية". وعلى المنوال ذاته، شن بسام أبو عبدالله في الوطن السورية هجوماً حاداً على "الإمبراطورية الأمريكية" التي تحركها "مصالحها واستمرار هيمنتها... ولا تحكمها الأخلاق ولا المبادئ مهما كان لون الرئيس وثقافته". وفي مقال له بعنوان "أكبر أخطاء أوباما في سوريا"، وجه علي ناجي الرعوي في الرياض السعودية سهام النقد للرئيس الأمريكي وادارته على خلفية التعامل مع الصراع في سوريا، حيث يقول: "ما لا يمكن أن يقبله العقل والمنطق السليم أن نجد أمريكا ترفض إمعان نظام القذافي في قتل أبناء شعبه هي نفسها أمريكا التي تتلكأ كثيراً في حماية الشعب السوري الأعزل من جحيم الحرب الدموية التي يشنها نظام الأسد ضد هذا الشعب".سوريا وسيناريو التقسيم وفي مقال بعنوان "هل ستواجه سوريا التقسيم"، يقول هاني عوكل في الأيام الفلسطينية إن "التدخلات الخارجية وحدها هي مَن عمّقت وأطالت الأزمة السورية"، مؤكداً أنه " لا ينبغي أن تمر أقوال رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان بشأن مستقبل سوريا ووحدة أراضيها مرور الكرام". ويضيف عوكل: "الأمريكان لا يريدون وجوداً روسياً في منطقة الشرق الأوسط، ولا يريدون دولة سورية قوية تتمتع بقدرات عسكرية مؤثرة على الصعيد الإقليمي، وليس من المستبعد أن يكون الهدف الأمريكي من إطالة النزاع هو إشغال وإضعاف أربعة أطراف هي روسيا وإيران والنظام السوري وحزب الله". ويحذر هاني شادي في السفير اللبنانية من أن "الوضع في سوريا يتّجه حالياً نحو مزيد من التأزم" بين أمريكا وروسيا "لدرجة أن كيري بات يهدّد بإنهاء التعاون مع روسيا بشأن سوريا في حال كانت العملية الإنسانية التي أعلنتها موسكو في حلب خدعة". يضيف شادي: "واشنطن تُدرك جيداً أن موسكو تتعجّل الحل السياسي قبل أن تنتهي فترة حكم إدارة باراك أوباما. ولكن هذه الإدارة لا تبدو تتعجّل هذا الحل... حيث يعتقد الأمريكيون أن إطالة وقت العملية العسكرية الروسية في سوريا قد يُكلف موسكو خسائر تزيد من الضغط عليها مستقبلاً خلال أي مفاوضات، سواء بشأن الأزمة السورية أو غيرها من الأزمات العالقة بين البلدين". وفي النهار اللبنانية، يؤكد راجح الخوري أن "الحديث عن أزمة دبلوماسية بين واشنطن وموسكو، تؤدي إلى نسف المساعي التي بُذلت أخيراً للتوصل الى اتفاق مشترك للتعاون توصلاً إلى حل سياسي في سوريا،" محذراً من اتجاه واشنطن "إلى أفغنة الحرب في سوريا، عبر تحييد سلاح الجو الروسي وطيران النظام، بما يعني أنها قررت انهاء امتهان بوتين لهيبتها في سوريا والمنطقة كلها!"
مشاركة :