قال الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة: إن الله تعالى قد جرم الاعتداء على الأنفس، ونهى عن قتلها بغير الحق، وقد تكاثرت النصوص من الكتاب والسنة على تحريم الاعتداء على النفس،إن القتل والاعتداء من أعظم المعاصي، وأكبر الكبائر عند الله تعالى، «وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إصلاحهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ». (الأعراف: 56)، فلو أبيح القتل بين الناس لاختل نظام الحياة، ولفسدت معيشة الناس، لكن الإسلام حرم القتل والاعتداء، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما». (صحيح الجامع الصغير) إن الشارع لم ينهَ عن القتل فحسب، ولكنه كذلك نهى عن الترويع والتخويف، قال –صلى الله عليه وسلم-: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأمه وأبيه». (البخاري)، ومن المحزن أن نسمع هذه الأيام عن اعتداءات على أطفال أبرياء جاءوا إلى الحياة ليملؤوها ابتسامة وضحكاً وبهجة، أطفال لا يعرفون العنف والترويع والتخويف، ولا يحملون حقداً ولا كراهية، فهم بهجة الحياة وزينتها، وفلذات أكباد آبائهم، ثم تمتد لهم أيدي الخطف والسرقة لتقتل تلك الطفولة البريئة. إن ظاهرة اختطاف الأطفال لظاهرة غريبة عن مجتمعنا، لم نكن نسمع بها في غابر، فاختطاف الأطفال هو انتزاع طفل لم يبلغ بعد سن الرشد من حضانة الوالدين الشرعيين من دون وجه حق، فالاختطاف الذي يقوم به مجموعة من الناس تكون لها أسباب عدة، ومنها: الابتزاز للحصول على فدية، أو التبني غير القانوني، أو الاتجار بالبشر بهدف العمالة القسرية أو التحرش الجنسي أو تجارة الأعضاء غير المشروعة. قبل أيام تم اختطاف طفلة صغيرة لم تتجاوز (5 سنوات) في منطقة الحورة، وقد تفاعلت الصحف ووسائل الإعلام ومراكز التواصل الاجتماعي مع هذا الحدث، وأصبحت حديث المجالس لما تمثله من بشاعة وقسوة في اختطاف طفلة صغيرة، هكذا ينزغ الشيطان، فتمرض قلوبهم وتعمى بصائرهم وتمتلئ أفئدتهم بالحقد على الأطفال الأبرياء. إن خطف الطفلة حادث مؤلم وأمر مروع، فكيف لأناس يعيشون على هذه الأرض التي عرف أهلها بالتسامح والتعايش والحب والوفاء أن يقوموا بهذه الأعمال المشينة، وأن يفتح على المجتمع البحريني باباً جديداً من الجرائم التي لم يعهدها هذا المجتمع، لذا يجب أن تكون الأحكام صارمة في هذه الجرائم، حتى يعلم الجميع بأنه لا تهاون مع أحد. إن من مقاصد الشريعة الحفاظ على الضرورات الخمس، الدين والنفس والعرض والمال والعقل، لذا لا بد من تعاون الجميع، جهات حكومية ومؤسسات أمنية وهيئات أهلية وأفراد لمحاربة تلك الظواهر، ويجب تحذير الأطفال من أساليب المجرمين، وخاصة في الشوارع والطرقات. لقد أسفرت جهود وزارة الداخلية من العثور على الطفلة وهي بصحة وعافية، وتم الإمساك بالمتورطين في الحادثة، وهما الآن في أيدي القضاء، لذا الشكر والتقدير لرجال الأمن على جهودهم للعثور على الطفلة وعودتها إلى أهلها.
مشاركة :