انهمك المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب الخميس في التعامل مع تبعات عدد من هفواته الأخيرة، وسط سلسلة جديدة من استطلاعات الرأي السلبية وتكرار رئيس البرلمان بول راين أن دعمه للملياردير ليس مضمونا. فقد شكك أعضاء من الحزب الجمهوري في قدرة ترامب على الحفاظ على الرسالة المراد إيصالها والبقاء على الخط المحدد، وسط تفاقم حدة حملة الانتخابات الرئاسية، فيما انتقد راين بحدة أداء الملياردير قبل 96 يوما على موعد اختيار الأميركيين بينه وبين الديمقراطية هيلاري كلينتون. في الأيام الأخيرة أغرق المرشح الجمهوري حملته في المتاعب بسبب تهجمه على عائلة جندي أميركي مسلم قتل في العراق، ثم رفضه دعم راين والسناتور جون ماكين مرشح الحزب للعام 2008 في حملة إعادة انتخابهما إلى الكونجرس. وفيما أكد راين مواصلة دعم ترامب رغم الجدل مع ذوي الجندي همايون خان، شدد في حديث مع إذاعة في ويسكونسن على أن «هذا ليس بأي شكل شيكا على بياض». وأضاف «كان الاعتقاد أننا سنركز على هيلاري كلينتون، وعلى نقاط تقصيرها كافة»، موضحا أنها «مرشحة ضعيفة إلى حد يجب أن نكون في أوج حملة الهجوم عليها. من المؤسف أننا لا نتطرق إلى ذلك حاليا». وسعى ترامب إلى تجاوز كل ما قد يشتت الانتباه والتركيز على القضايا، فعاد بحملته إلى الطريق مكررا خطابه المعتاد، أي مهاجمة المهاجرين من أفغانستان والعراق وباكستان والصومال وسوريا على سبيل المثال. وقال الثري في لقاء انتخابي في بورتلاند: «إننا نسمح لأشخاص بالوفود من دول إرهابية، يجب ألا يكون هذا مسموحا لأننا لا نستطيع التحقق منهم»، علما بأنه بنى حملته على رسالة مناهضة للهجرة. أضاف «لا أحد يعلم من يكونون. هذا قد يكون أكبر حصان طروادة في التاريخ»، مكررا التحذير من تسلل إرهابيين بينهم أعضاء في تنظيم الدولة إلى الولايات المتحدة مدعين أنهم لاجئون. في ديسمبر، أثار ترامب الاستهجان عند دعوته إلى حظر مؤقت لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وانتقد كلينتون لسعيها لإجازة دخول لاجئين إلى البلاد أكثر مما فعل الرئيس باراك أوباما. الثلاثاء قال ترامب وسط صيحات استهجان أنصاره إن «هيلاري كلينتون تريدهم أن يأتوا بمئات الآلاف.. لا يمكن الوثوق بها إطلاقا فيما يتعلق بالأمن القومي». في هذه الأثناء في واشنطن، وجه أوباما انتقاداته إلى المرشح الجمهوري المترنح، بعد أيام على تأكيد الأخير أن انتخابات نوفمبر ستشهد عمليات «تزوير». وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي في البنتاجون «إذا كان ترامب يعتقد أن هناك مؤامرة تحاك عبر البلاد، بما في ذلك في أماكن مثل تكساس حيث المسؤولون عن مكاتب الاقتراع ليسوا ديمقراطيين في العادة، فهذا سخيف». وجذبت حملة ترامب ملايين الناخبين لأنها هاجمت فساد النظام السياسي القائم والطبقة السياسية في واشنطن. لكن فيما لفت أوباما إلى أن تلاميذ المدارس في المسابقات الرياضية أحيانا ينددون بالغش عند الخسارة قال: «لم أسمع في حياتي أبداً شخصا يشكو من التزوير.. قبل صدور النتيجة».;
مشاركة :