صحف عربية: لا بد من تقديم الدعم الكافي لأجل إنقاذ الشعب اليمني

  • 8/6/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اهتمت الصحف العربية الصادرة الأسبوع الماضي بالحديث عن الأزمة اليمنية وتداعياتها الخطيرة، التي لا يحمد عقباها أحد، وخطورتها على منطقة الخليج والمنطقة العربية بأكملها في ظل تمرد الحوثيين وميليشيات صالح ضد الحكومة الشرعية. فمن جهتها قالت بعض الصحف إنه لا تبدو الظروف الحالية مواتية لتسوية سياسية. وتابعت: «حتى لو أفلح المبعوث الدولي في إحداث اختراق، سيظل الوضع هشاً، وأي اتفاق سيكون موقتاً». وتابعت بعض الصحف أن اليمنيين أثبتوا أنهم عاجزون عن التوافق، وكل طرف منهم يعتقد بقدرته على الحسم العسكري، تماماً كما هي الحالة في ليبيا أو سوريا. وأضافت أن الواقع يكمن في أن كلا الطرفين المتصارعين لم يحقق إنجازات عسكرية على الأرض تتيح له التلويح بالحسم، لإرغام الخصم على القبول بتقديم تنازلات. كما أشارت بعض الصحف إلى أن القوات الشرعية تقاتل في عدة جبهات كالحوثيين وقوات صالح وغيرها من قوى الإرهاب. وتابعت أن الحوثيين لم يتمكنوا من تحقيق اختراقات كبيرة في ظل دعم «عاصفة الحزم» للحكومة الشرعية. وفي السياق ذاته دعت بعض الصحف المجتمع الدولي لبذل جهد أكبر ودعم قوات التحالف، وفرض تسوية سياسية لأجل إنقاذ الشعب اليمني. هذا وقد قالت بعض الصحف إنه على الدول الراعية للحلول السياسية ألا تكتفي بدفع الأطراف المتصارعة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، بل تقديم الدعم الكافي من أجل فرض تسوية، أياً كان شكلها. ففي هذا الشأن قالت صحيفة الرياض في إحدى افتتاحياتها إن نتائج مشاورات الكويت الأخيرة بين الحكومة اليمنية والانقلابيين، كانت فرصة أخيرة لإنقاذ اليمن والشعب اليمني من الانقلابيين وإعادة الأمور إلى نصابها، وإن كانت المؤشرات لا تعطي للأمل مساحة واسعة للتحرك في ظل التعليمات التي تأتي للحوثيين وحليفهم المخلوع من طهران، وينفذونها بحذافيرها دون قيد أو شرط. وتابعت أنه رغم ذلك هناك بصيص من الأمل أن ينصاع الانقلابيون للقرارات الدولية التي تصب في مصلحة اليمن وشعبه، وعندما وافقت الحكومة على مشروع الاتفاق الأممي وعلى تمديد المفاوضات فإنها اتخذت القرار الصحيح، ليتجنب اليمن المزيد من القتل والدمار الذي تسبب فيه الانقلابيون من أجل تنفيذ المخطط الإيراني التوسعي على حساب الأمن القومي العربي ومقوماته. وأضافت الصحيفة أن دول التحالف العربي كان لها الدور الأبرز سياسياً وعسكرياً وإغاثياً من أجل إنقاذ اليمن من براثن الانقلابيين ومن يقف وراءهم، فهي أنقذت مشاورات الكويت من عبث الانقلابيين الذين لم يتعاملوا معها ولا مع الأزمة اليمنية ككل إلا بروح انعدمت فيها المسؤولية، وما أدل على ذلك إلا بإعلانهم قبل أيام - ووفدهم يتفاوض في الكويت - عن إنشاء مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون اليمن، وأيضا الهجوم اليائس على الحدود السعودية في محاولة للتسلل عبرها دون جدوى، حيث كانت قواتنا المسلحة لهم بالمرصاد وردتهم على أعقابهم خائبين، بعد أن أوقعت عشرات القتلى في صفوفهم إضافة إلى الخسائر في المعدات والآليات، في تصرفات عبثية أرادوا من خلالها تعقيد مسار المشاورات ومحاولة فرض أمر واقع على الأرض من الممكن استخدامه ورقة تفاوض، وهم يعلمون كيف من الممكن أن تؤثر على سيرها، وبالفعل قرر وفد الشرعية الانسحاب عوضا عن إضاعة الوقت في مهاترات تؤخر الوصول إلى صيغة سياسية تحت مظلة القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، لولا تدخل دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة في تفويت الفرصة على الانقلابيين وإقناع الحكومة اليمنية بإعطاء فرصة أخيرة لنجاحها، في المقابل على المجتمع الدولي القيام بدوره في الضغط على الانقلابيين للانصياع للقرار الدولي الذي صدر تحت الفصل السابع، ويعتبر من أقوى القرارات. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بدعوتها إلى وقف نزيف الدم في اليمن، تسبب فيه الانقلابيون، ويؤدي إلى إعادة السلام والاطمئنان لليمنيين الذين كانوا ضحية مخطط إيراني نفذته أياد يمنية من أجل أن تكون صنعاء العاصمة العربية الرابعة التي يسيطر عليها نظام الملا كما أعلنوا. من جهتها قالت صحيفة القدس العربي، في إحدى افتتاحياتها، لقد حفلت مناورات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الأخيرة بالكثير من الرسائل المهمة بَدءاً من وصفه، في تصريحات أطلقها مؤخرا، المملكةَ العربية السعودية بـ»الشقيقة الكبرى»، ودعوته للحوار معها «في أي مكان تريده»، مروراً بإعلانه الاتفاق مع جماعة «الحوثيين» على تشكيل «مجلس سياسي أعلى» لإدارة البلاد، وليس انتهاء بالمعارك الكبيرة التي شنتها قواته المشتركة مع الحوثيين على الحدود السعودية التي أدت لمقتل 7 عسكريين سعوديين والعشرات من جنوده، (وهناك أقوال ترفع رقم ضحايا المعارك الأخيرة من الحوثيين والقوات التابعة لصالح إلى ما يقارب المئة قتيل). وأضافت أنه جاءت هذه المناورات السياسية والعسكرية قبيل إعلان الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي، بقيادة الرياض، موافقتها على اقتراح تقدمت به الأمم المتحدة لحل النزاع، الذي يشمل تسليم صالح وحلفائه السلاح وانسحابهم من العاصمة ونطاقها الأمني ومدن أخرى، وحل المجلس السياسي الذي شكلوه قبل أيام لإدارة البلاد والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، على أن يبدأ حوار سياسي خلال 45 يوماً من التوقيع على هذا الاتفاق. وأضافت: «تمثل خطوة إعلان المجلس السياسي الأعلى، في وقت معارك الحدود السعودية، تصعيداً كبيراً من قبل صالح، يقصد منه عدة أهداف: الأول إعادة تسليم كوادره السلطوية ومحاربيه في «المؤتمر الشعبي» إدارة الدولة اليمنية بدلاً من الحوثيين (رغم أن الإعلان يتحدث عن تشكيل مجلس سياسي أعلى معهم)، ويقصد الهدف الثاني التصويب على شرعية حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، يرافقه تقديم عرض للرياض باستعداده للعمل «وكيلاً» لها بدلاً من هادي»، (اقترح صالح على المملكة إعطاء فيلات ومنازل في السعودية لحكومة هادي، كما فعلت مع أنصار الإمام محمد البدر حميد الدين الذين فروا إلى المملكة بعد ثورة عام 1962). وأضافت أن هذه التحركات الأخيرة تُظهر «صالح» بمظهر اللاعب السياسي والعسكري الكبير، غير أن تعريضها بحكومة هادي يتضمن أيضاً، بشكل غير مباشر، عرضاً آخر بضبط حركة الحوثيين وإعادتهم إلى صعدة التي انطلقوا منها. وشددت الصحيفة على أن «صالح» يتجاهل واقعتين كبريين: الأولى هي الثورة اليمنية التي قامت ضده بتاريخ 11 من فبراير من عام 2011 لإسقاط منظومة حكمه، والأخرى عملية إنقاذه وعلاجه والاتفاق الذي وقعه إثر مبادرة خليجية للتنازل عن السلطة، وتسليمه سلطاته لنائبه هادي في 21 من فبراير 2012. وتابعت أنه في أثناء الواقعة الكبرى الأولى تصرف صالح بالطريقة المخادعة نفسها التي يتصرف بها اليوم: لقد أعلن وقتها أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة ولن يورث الحكم لابنه أحمد! وها هو اليوم يريد أن يقنع السعودية بكر شريط الأحداث إلى الوراء ونسيان آلاف القتلى والجرحى والمعوقين والمدن المهدمة والمحاصرة وملايين اللاجئين الذين تسبب تمسُّكه بالسلطة في مآسيهم، كما يطالب الرياض، عملياً، بنسيان قتلاها وضحاياها والخراب الكبير الذي تسبب لها فيه. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها إنه، بهذا المعنى، يقول صالح إنه مستعد لخيانة حلفائه الحوثيين، وخيانة وعوده الأولى السابقة التي أطلقها للشعب اليمني قبل أن يهدر كم الدماء الكبير هذا، وخيانة قرار تسليم سلطاته لهادي الذي كانت دول الخليج أعلنت تأمينه، وخيانة السعودية التي أنقذت حياته وأمنت رجعته الآمنة إلى بلاده، وأخيراً خيانة اليمنيين الذين ضحوا بأرواحهم للتخلص من نظامه، وهو يأمل بعد كل ذلك أن يعود للسلطة. من جهته قال الكاتب محمد جميح، في إحدى مقالاته بصحيفة المشهد اليمني، لقد وافقت الحكومة اليمنية على خطة السلام التي قدمها إسماعيل ولد الشيخ وفد الحوثي، لصالح الذي فيما يبدو يرفضها. وتابع أن أهم ما في الخطة تأكيد المرجعيات الـ3، أي انسحاب الميليشيات من صنعاء (أمانة العاصمة)، وتعز والحديدة في مرحلة أولى، وتشكيل لجنة أمنية وعسكرية من كبار الضباط الذين لم يشتركوا في الأعمال الحربية بعد 21 من سبتمبر 2014، للإشراف على نزع سلاح الميليشيات، وترتيب الانسحابات. وفي الخطة تأكيد إطلاق الأسرى والمعتقلين، واستكمال الحوار السياسي. وأضاف الكاتب أن الخطة تتضمن احترام «التراتبية القانونية» في إدارة شؤون الدولة، وإلغاء اللجان الثورية والشعبية والمجلس السياسي الذي أعلن عن اتفاق بين الحوثيين وصالح مؤخراً. وتابع أن الاتفاق ينص على ضرورة انتهاء اللجنة الأمنية والعسكرية من مهامها، في ترتيب الانسحابات وقضايا السلاح في مدة لا تتجاوز 45 يوماً من تاريخ التوقيع على الاتفاق. وأضاف أنه كان لدى الحكومة اليمنية تحفظات على بعض النقاط الغامضة في الاتفاق، لكنها وافقت بعد ضغوط من أطراف مختلفة، وبعد لقاء الرئيس هادي بمستشاريه مؤخرا، على الخطة، وعلى أن يوافق الحوثيون وصالح عليها في مدة لا تتجاوز الـ7 من أغسطس، حسب رسالة الوفد الحكومي إلى ولد الشيخ. وأضاف الكاتب أن هناك بعض الغموض في صياغة بعض العبارات، وغموضاً في بعض المصطلحات، وهناك غموض منشؤه الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، وهناك ملاحق للاتفاق لم يتم الاطلاع عليها. واختتم الكاتب مقالاته بقوله إن أغلب الظن أن وفد الحوثي وصالح لن يوافق، وأغلب الظن أنهم إذا وافقوا على الخطة فإن التنفيذ لن يتم، هذه مأساة هذه البلاد التي تلد اليتامى والرصاص كل يوم.;

مشاركة :