عادت شخصية «العسة» بكل تفاصيل مهامها الأمنية والإنسانية من خلال مهرجان زي زمان الذي تنظمه شركة الطائف للسياحة والاستثمار بهدف إعادة تاريخ الطائف والزمن الجميل إلى الأذهان. شخصية العسة الذي كان يجوب الشوارع ليلا من منتصف الليل إلى طلوع الشمس حاملا فانوسه وعصاه وصفارته ومتدثرا بمعطفه عادت إلى الواجهة، وأبهرت زوار المهرجان من المصطافين وأهالي الطائف الذين لم يكن لدى كثير منهم إلمام بتفاصيل هذه الشخصية التاريخية لحداثة أسنانهم. وكانت إدارة المهرجان الذي ينظم في منتجع الكر الترفيهي قد اختارت أحد الأشخاص لتأدية دور العسة وألبسته الزي المتعارف عليه للعسّة ليجوب أرجاء المنتجع بصافرته متفقداً الأمن وباحثاً عن المخالفين معلناً بصفارته عن كل حالة يشتبه فيها وسط إعجاب الزوار الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية مع شخصية العسّة. وتعد مهنة العسة من المهن التي عُرفت بها الطائف والحجاز وبعض مناطق المملكة في السبعينيات من القرن الماضي؛ حيث يقوم موظف العسة بالتجول في أزقّة الحي بعد حلول الظلام حاملاً بيده اليسرى فانوساً يستضيء به وفي يده اليمنى عصاً غليظة تعتبر بمنزلة السلاح الشخصي، ولا ينفك عن صافرته التي تبعث الأمان والطمأنينة في الممرات والأزقة المظلمة التي يسلكها. يذكر أن مهرجان «زي زمان» تنظمه شركة الطائف للاستثمار والسياحة بالتعاون مع لجنة التنمية السياحية في المحافظة، ويستمر حتى منتصف ذي القعدة، ويقدم عديداً من الفعاليات والأسواق التراثية التي تحكي الماضي وتنقله كما هو لأبناء العصر الحديث.
مشاركة :