اقتحم مقاتلو المعارضة السورية أمس (الجمعة)، «قاعدة المدفعية» في مدينة حلب، شمال سورية، في محاولة لإنهاء حصار مفروض على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لكن الجيش السوري أكد انه صد الهجوم وقتل مئات من المسلحين. ولا يزال ربع مليون نسمة يعيشون في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب تحت حصار فعلي منذ أن قطع الجيش، بدعم من فصائل مدعومة من إيران، الطريق الأخير المؤدي إلى أحياء المعارضة في مطلع تموز (يوليو). وقال مقاتلون من تحالف لجماعات المعارضة الإسلامية يسمى «جيش الفتح» ويشمل «جبهة فتح الشام» التي كانت في السابق« جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» و«أحرار الشام» وجماعات أخرى أصغر أنهم سيطروا على «أكاديمية المدفعية» الرئيسة التي تشبه الحصن في حي الراموسة جنوب غربي حلب. وتقاتل المعارضة الآن للسيطرة على الأكاديميات العسكرية الأخرى المجاورة لـ«قاعدة المدفعية» وهي من بين أكبر القواعد في سورية. وتبعد القاعدة نحو كيلومترين عن منطقة المعارضة المحاصرة وتحتوي على كمية كبيرة من الذخيرة وتُستخدم بشكل منتظم لقصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب. وتحاول المعارضة اقتحام شريط من الأرض تسيطر عليه الحكومة لإعادة ربط قطاعها المحاصر في شرق حلب بأراض تسيطر عليها غرب سورية لتكسر بذلك الحصار فعلياً. وسيؤدي سقوط هذا الشريط أيضاً إلى عزل غرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة. وقال المقاتل في جماعة «أحرار الشام» أبو الوليد أن مفجرين انتحاريين اقتحما مواقع النظام داخل «قاعدة المدفعية»، مضيفاً أن هناك قتالاً داخل القاعدة. وذكرت المعارضة أن مئات من المقاتلين يشتبكون مع القوات الحكومية ولا يفصل بين الجانبين سوى بضع مئات من الأمتار داخل أجزاء من القاعدة بعد اقتحام الدفاعات الحكومية حول المجمع المحصن بشدة. وحلب التي كانت كبرى المدن السورية قبل شرارة الصراع منذ خمسة أعوام مقسمة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة منذ صيف عام 2012. وستمثل السيطرة بشكل كامل على المدينة، أكبر انتصار للرئيس السوري بشار الأسد في القتال الدائر منذ خمس سنوات وستظهر التحول الكبير في ميزان القوى لصالحه منذ انضمت روسيا للحرب إلى جانبه العام الماضي. وأعلنت «جبهة فتح الشام» التي يُعتقد أنها نفذت ما لا يقل عن ثلاثة تفجيرات انتحارية حتى الآن، أنها قتلت أيضاً عدداً من مقاتلي «حزب الله» اللبناني الذين كانوا يدافعون عن «أكاديمية المدفعية»، وفق ما ذكرت. وسبق نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم أن قال في مقابلة أنه لا يرى نهاية وشيكة للحرب في سورية. وأشار الجيش إلى أنه أحبط الهجوم على «قاعدة المدفعية» وثكنتين كبيرتين وان مئات المسلحين قُتلوا ودُمرت دباباتهم، مضيفاً ان هذا أكبر هجوم للمعارضة على المناطق التي سيطرت عليها الحكومة في العام الماضي. وأوضح الجيش ان ما لا يقل عن ألف من مقاتلي المعارضة قُتلوا منذ بدء الهجوم في وقت سابق من الأسبوع، في حين ذكر بيان للجيش صدر في ما بعد انه نجح في احتواء الهجوم بمساعة القوات المتحالفة ودمر ثلاثة مركبات انتحارية كانت محملة بمتفجرات. وأوضح ان تعزيزات من فصائل مؤيدة للحكومة ستصل أيضاً لحماية مواقع الجيش. وقال مقاتلو المعارضة أن طائرات تحلق على ارتفاع شاهق يُعتقد أنها روسية كثفت من غاراتها على المنطقة لكنها لم تتمكن من صد تقدم المتمردين بسبب طبيعة الأرض.
مشاركة :