في مبادرة فريدة وتعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة ودول الشرق الأوسط، استطاع شاب سعودي من إطلاق مبادرة نوعية وهامة للاستفادة من مخلفات النخيل في المملكة بإعادة تدويرها وتحويلها إلى منتج حطب وفحم بجودة وكفاءة عالية لخدمة المجتمع في مختلف الاستخدامات، بدلًا عن رمي هذه المخلفات بصورة عشوائية، وحرقها في المزارع، وتلوث البيئة، والإضرار بالموارد الطبيعية. وحقق مقبل الخلف المدير التنفيذي ومؤسس مشروع (جوين) المحتضن ببرنامج بادر لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إنجازًا رائعًا وفاز بالمركز الأول في جائزة الإبداع الصناعي وتوج بنصف مليون ريال من وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، لفوزه بهذه الجائزة التي نظمتها هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، بهدف تنمية القطاع الصناعي السعودي بمشروعات صناعية مبتكرة، وتحفيز المبدعين والمبتكرين السعوديين وتشجيعهم على بلورة أفكار خلاقة لإنتاج مشروعات صناعية واعدة. وأوضح الخلف في تصريح خاص أن المملكة تضم 25 مليون شجرة نخلهة تمر و تزداد بمعدل 5% سنوياً ترمى و تحرق مخلفاتها داخل المزارع، الأمر الذي دفعه إلى التفكير الجاد للاستفادة من هذه المخلفات، مشيرًا إلى أن ما شجعه أكثر هو مقال لعالم ماليزي نشر في إحدى الصحف المحلية حول كيفية استفادة ماليزيا من مخلفات أشجار جوز الهند، حي ظل يبحث ويسأل حتى توصل إلى إنشاء هذا المصنع، الذي ينتج حاليًا 60 طناً من الحطب و40 طناً من الفحم، ونخطط للوصول إلى3500 طن مستقبلًا، مشيدًا بدعم برنامج بادر لحاضنات التقنية وكل من ساهم في إنجاح مشروعه الوطني الهام للاستفادة من شجرة النخلة التي تعد رمزًا وطنيًا للمملكة.وفي ما يلي الحوار كاملًا: واشار إلى أن التشغيل التجريبي للمصنع بدأ في ديسمبر 2012 وحتى الآن استطاع المصنع انتاج 60 طناً من الحطب و40 طناً من الفحم باستخدام 190 طناً من مخلفات النخيل. وتم توزيع هذه المنتجات في السوق السعودي بجودة وكفاءة عالية وبأسعار منافسة ومغرية، وقد حظيت منتجاتنا بإقبال كبير من المستخدمين الذين عبروا عن ذلك في موقع (مكشات) المشهور لرواد ومحبي الرحلات البرية. ويتم إنتاج الحطب بطول 40 سم بعبوة 5 كيلو. وانتاج الفحم بأحجام وعبوات مختلفة 5 و10 و30 كيلو لتناسب مختلف الاستخدامات المطلوبة في السوق. وبين الخلف أن المصنع يعمل الآن بنسبة 15% فقط من طاقته التصميمية وسنصل في نهاية هذا العام في موسم الشتاء وزيادة الطلب على الحطب إلى نحو 40%، ونخطط مستقبلًا الوصول إلى تشغيل الطاقة التصميمية القصوى للمصنع لإنتاج 3,500 طن سنويًا. ويحتاج المصنع إلى 12,000 طن من مخلفات النخيل سنويًا. وهذه الكمية متوفرة لأن مدينه الزلفي وحدها توجد فيها 600 ألف نخلة تكفي لتشغيل المصنع على مدار العام.
مشاركة :