أصيبت شرطيتان السبت في مدينة شارلروا بجنوب بلجيكا في اعتداء شنه رجل بواسطة ساطور هاتفاً «الله أكبر» قبل أن تُرديه قوات الأمن، وذلك مع استمرار التهديد الإرهابي في بلجيكا والدول المجاورة لها. وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال مساء رداً على سؤال لقناة «آر تي ال-تي في» أن هوية المعتدي «لم تحدد بعد»، مضيفاً «ولكن يبدو مجدداً أنه هجوم ذو دلالة إرهابية». وكتبت شرطة شارلروا على حسابها على موقع تويتر «تأكدت وفاة المعتدي بواسطة ساطور»، بعدما كانت أوردت في وقت سابق أنه لا يزال حياً. وأوضح المتحدث باسم شرطة شارلروا دافيد كينو عبر القناة المذكورة أن المعتدي وصل قرابة الساعة 16,00 أمام مركز الشرطة، و«سارع إلى اخراج ساطور من حقيبة رياضية كان يحملها ووجه ضربات عنيفة جداً إلى وجهي شرطيتين كانتا قبالة مركز الشرطة هاتفاً الله أكبر». وعمدت شرطية ثالثة إلى اطلاق النار على المهاجم الذي توفي لاحقاً في المستشفى. وأضافت شرطة هذه المدينة الواقعة في والونيا على بعد ستين كلم جنوب بروكسل أن الشرطيتين المستهدفتين «لم تعودا في خطر». وقالت وكالة بيلغا أن إحدى الشرطيتين «تعاني من جروح عميقة على مستوى الوجه» ونقلت إلى المستشفى، في حين أن الثانية «أصيبت بجرح طفيف جداً». ويأتي هذا الاعتداء في وقت لا يزال مستوى الانذار الإرهابي في بلجيكا التي تعرضت في 22 مارس لاعتداءات في عاصمتها، عند الدرجة الثالثة التي تعني أن الخطر ممكن ومرجح على سلم من أربع درجات. عمل مشين وندد وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون عبر موقع تويتر بـ«عمل مشين في شارلروا»، لافتاً إلى أن هيئة مستقلة تجري تقييماً لمستوى هذا التهديد الإرهابي. ومنذ اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس التي أعدت من بلجيكا وشارك فيها جهاديون بلجيكيون، لا تزال الشرطة البلجيكية مستنفرة وقد نفذت عشرات من عمليات الدهم لمكافحة الارهاب. وفي 30 يوليو، اعتقل شخصان في والونيا وتحديداً في منطقتي مونس (غرب) ولييج (شرق) يشتبه بصلتهما بالتخطيط لارتكاب اعتداءات وفق النيابة الفدرالية البلجيكية. وكان القضاء البلجيكي أوضح أن اعتقال الشخصين المذكورين لا علاقة له بالتحقيق حول اعتداءات 22 مارس التي استهدفت مطار بروكسل الدولي وإحدى محطات المترو وخلفت 32 قتيلاً. وفي 25 يونيو الفائت، اعتقلت الشرطة شخصين خلال عمليات لمكافحة الارهاب في فرفييه (شرق) وتورني قرب الحدود الفرنسية. ووجهت إليهما تهمة «المشاركة في انشطة مجموعة إرهابية». وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أن أحد المشتبه بهما كان يعتزم تفجير نفسه خلال إحدى عمليات النقل المباشر من بلجيكا لمناسبة بطولة أوروبا لكرة القدم 2016. وسلمت بلجيكا السلطات الفرنسية في نوفمبر أربعة مشتبه بهم رئيسيين في اعتداءات باريس، وذلك في إطار التحقيق حول هذه الهجمات، وبين هؤلاء صلاح عبد السلام الذي يشتبه بأنه اضطلع بدور أساسي في الاعتداءات. وستتسلم فرنسا قريباً أشخاصاً آخرين أصدر القضاة الفرنسيون مذكرات توقيف بحقهم، أبرزهم محمد بقالي الذي يُشتبه بأنه استأجر سيارة ولوحات بلجيكية استخدمت في التحضير لاعتداءات باريس وبروكسل. وتقول وزارة الداخلية البلجيكية أن 457 بلجيكياً توجهوا إلى سورية والعراق للقتال في صفوف الجهاديين أو كانوا يعتزمون المغادرة، لافتة إلى أن نحو ثلثهم من النساء والأطفال. وبين هؤلاء، لا يزال 266 في سورية والعراق منهم تسعون اعتبروا مفقودين أو قتلوا على الأرجح، وفق احصاءات هيئة بلجيكية متخصصة.
مشاركة :