التنين الصيني والتهام التكنولوجيا

  • 8/7/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

هيني سيندر اعتبرت الولايات المتحدة نفسها على مر العقود الماضية الأولى عالمياً في مجال التكنولوجيا، وربما معها حق في ذلك، إلّا أن منافستها الصين، والتي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بدأت في السنوات الأخيرة بتذليل الفارق بينهما في مختلف القطاعات الاقتصادية، لاسيما تلك المتعلقة بالتقنيات الحديثة من الطائرات بدون طيار إلى السيارات الكهربائية ومعالجة البيانات، وإنتاج الهواتف الذكية ذات الخصائص الفريدة والمتطورة. وكان لإعلان إحدى الشركات الصينية حديثة العهد، المتخصصة بإنتاج التقنيات الحديثة، بأنها ستقوم بتسويق منتجها الجديد من الساعات الذكية في السوق الأمريكية وقعه في أوساط الساحة الاقتصادية في أمريكا، حيث إن ذلك الأمر ربما يعرض منتجات شركة أبل لمنافسة شديدة، ويؤدي ليس فقط إلى خفض أسعارها، وإنما إلى تقديم منتجات صينية ذكية بمميزات، ربما تفوق خصائص أبل، فضلاً عن التراجع الملحوظ في الطلب على السيارات الكهربائية التي تنتجها شركة تسلا الأمريكية ورئيسها إيلون ماسك الذي اشترى مؤخراً مجمع سولار سيتي للطاقة الشمسية لتوسيع أنشطة الشركة، وزيادة منتجاتها، ما جعل مديري الصناديق في شنغهاي يرقصون طرباً نظراً لكونهم أصبحوا متيقنين من أن شركاتهم الصينية باتت تحظى برواج عالمي، وازدياد في الطلب، لاسيما منتجات شركة بي واي دي المتخصصة بإنتاج السيارات الكهربائية. كل ذلك يشير إلى أن الصين باتت تنافس بشدة الشركات الأمريكية في هيمنتها على الأسواق العالمية، حيث صرح رئيس أحد أكبر الصناديق الاستثمارية في الصين قبل أيام بأن ثورة السيارات الكهربائية ستنطلق من السوق الصينية، وليس الأمريكية نظراً لأن الطلب عليها بازدياد، والمعروض حالياً أقل بكثير من الكمية المطلوبة. وبالنظر إلى المعطيات المتاحة، فإن هذا الكلام يبدو منطقياً إلى حدٍ ما، حيث إن شركات السيارات الكهربائية في أمريكا لاسيما تسلا تحصل على بطاريات سياراتها عن طريق الاستيراد من اليابان، وليس بإنتاجها بنفسها، أما الشركات الصينية فتقوم بإنتاج هذه البطاريات بنفسها وبقوة وكفاءة أعلى من نظيرتها، كما أنها أقل تكلفة، ما يشكل منافسة حقيقية. السيارات الكهربائية ليست القطاع الوحيد الذي ربما تتفوق به الصين على الولايات المتحدة في المستقبل القريب، وإنما هناك العديد من الميادين الأخرى الخاصة بمجال التكنولوجيا التي تشكل فرصة أمام الشركات الصينية للبروز وتوسيع أنشطتها في الأسواق العالمية، وحتى داخل أمريكا نفسها، ومن هذه القطاعات المهمة مسألة معالجة البيانات الرقمية وتحوليها إلى مواد تقنية عالية المستوى، يمكن استخدامها في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد بشكل كامل على البيانات الرقمية، وكيفية تحوليها إلى مادة مفيدة، حيث إن من النقاط الإيجابية التي تتمتع بها الشركات الصينية العاملة في هذا المجال امتلاكها لكمية بيانات كبيرة تفوق الكمية التي تمتلكها الشركات الأمريكية. وعندما نأتي إلى قطاعات أخرى مثل الطائرات من دون طيار، فإننا نجد تقدماً كبيراً للشركات الصينية في هذا المجال، كما أن شركات التكنولوجيا المتخصصة في تطوير الخدمات المالية تعد أكثر تنوعاً وأفضل فنياً من نظيراتها الأمريكية. والشيء الأكيد هو، مهما كان التقدم الذي أحرز مؤخراً من جانب الشركات الصينية في عدد من المجالات، فإن الفارق بين الدولتين مازال قائماً في مجالات أخرى.

مشاركة :