تصدى الخبراء السياسيون لخطاب ميلينيا ترامب، زوجة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، خلال مؤتمر الحزب الجمهوري، الذي بدا شبيهاً بخطاب كانت قد ألقته السيدة الأولى الأميركية، ميشيل أوباما، في مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2008. ومن الواضح أن موضوع السرقة غير صحيح هنا، لكن في هذه الحالة ثمة جانب برّاق، إذ يظهر تقليد السيدة ترامب للسيدة ميشيل أوباما، أن الحزبين ربما يتفقان على شيء ما. وكانت السيدة أوباما قالت في خطابها، الذي كررته السيدة ترامب «نريد لأطفالنا وجميع أطفال هذه الدولة أن يتذكروا أن الحد الوحيد لمدى الإنجازات التي يمكن أن يحققوها، هو الوصول إلى الأحلام و الاستعداد للعمل عليها». وأصبحت نظرية انتقال القدرات لدى الأطفال بالوراثة أكثر شعبية، باعتبارها طريقة لتخفيض انعدام المساواة في التعليم داخل الولايات المتحدة. وهي تأتي مع شعارات مثل «الإيمان بنفسك» أو كما تقول إحدى القصائد في كتاب لتعليم الأطفال «المحرك الصغير الذي يتمتع بالقدرات»، ويمكن أن تقال على هذا الشكل «أعتقد أني أستطيع، أعتقد أني أستطيع». ويتطلب هذا الأسلوب أمراً أكثر عمقاً من تقوية الذات أو التشجيع الإيجابي، إذ إنه يستند إلى فكرة أن الأطفال، سواء كانوا فقراء أو يعيشون في عائلة مختلة، يمكن أن يقهروا ظروفهم ويبرزوا عن طريق الاعتماد على شيء معين في هويتهم. وثمة دراسة نشرت في الربيع الماضي، أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم، وهي منظمة أميركية غير ربحية، تتحدث عن فكرة العقل. واستخدم فريق من الباحثين في جامعة استانفورد، بيانات تتعلق بطلبة المرحلة الثانوية في مختلف أنحاء تشيلي، واكتشفوا السبب الذي يجعل طلبة معينين، ينتمون إلى عائلات فقيرة، قادرين على التحصيل العلمي وتحقيق الإنجازات التي يمكن أن يحققها الطلبة القادمون من أسر ميسورة. وكان الفرق المميز بينهم كالتالي: اعتقد الطلبة القادمون من أسر فقيرة أن الذكاء متوافر لدى الجميع، ويمكن أن ينمو ويتطور. أو كما نصت الدراسة: مثل هؤلاء الطلبة «ينزعون إلى رؤية الواجبات الصعبة باعتبارها طريقة لزيادة قدراتهم، والنزوع نحو التجارب التي تمثل تحدياً لهم، كما أنها تزيد من قدراتهم العلمية، وبالمحصلة تؤدي إلى تطور عقولهم». ويعتقد العديد من خبراء التعليم، وكذلك الآباء، أن العقل حالة ثابتة يمتلكها كل شخص. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» كتبت «تعتمد قدرات العقل على الجينات الموروثة، لكنه يعتمد بقوة أيضاً على المدخلات البيئية مثل عدد الكلمات التي يسمعها الطفل من أمه»، لكن هذه الدراسة توحي بأن العقل معين لا ينضب، ويمكن استخدامه عن طريق الأشخاص الذين يتخيلونه في أنفسهم أو الذين يتدربون على رؤيته. والتشجيع والتصميم يمكن أن يساعدا، وكذلك المدرس أو الأب المناسبان يمكن أن يساعدا، وكون المرء واثقاً بنفسه يمكن أن يساعد أيضاً على التطوير. وتوحي هذه الدراسة بأن هذه النظرية في عمل العقل ربما «تخفف من عدم المساواة في التعليم»، وهذا ربما يكون السبب الذي جعل أحد كتاب الخطابات، لدى المرشح الجمهوري ترامب، مأخوذاً بخطاب السيدة أوباما، لدرجة أنه اقتبس منه، وهذا كان له إيجابيته إذ أصبح هناك شيء مشترك لدى الحزبين.
مشاركة :