تقرير الوظائف الأمريكي يرفع شهية المخاطرة لدى المستثمرين

  • 8/7/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد:وائل بدر الدين شهدت أسواق الأسهم الأمريكية نشاطاً ملحوظاً هذا الأسبوع ووصلت إلى مستويات تاريخية بفضل التقرير الإيجابي لبيانات الوظائف غير الزراعية، حيث سجل مؤشر اس آند بي الأمريكي ارتفاعاً يومياً هو الأعلى منذ سنوات طويلة، علاوة على ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العملات العالمية الأخرى، إضافة إلى ارتفاع عوائد السندات الحكومية بسبب تركز الانتباه على سياسات الاحتياطي الفيدرالي. وجاء هذا الانتعاش المحلوظ نتيجة تلاشي المخاوف المرتبطة بالنمو الاقتصادي الأمريكي بسبب التقرير الإيجابي للرواتب الخاصة بالقطاعات الإنتاجية غير الزراعية، مع تحول في أنظار المستثمرين إلى السياسات المتوقعة للاحتياطي الفيدرالي على المدى القريب. وتخطى تقرير الوظائف الأمريكي التوقعات المرتبطة به هذا الشهر مع تسجيل ارتفاع في معدلات نمو الأجور وانخفاض طفيف في متوسط ساعات العمل، وهو ما يشير إلى أن سوق العمل الأمريكي حافظ على معدلات إيجابية من الاستقرار، إضافة إلى أن ذلك يعمل على إبعاد المخاوف المرتبطة باحتمالية حدوث كساد اقتصادي في الولايات المتحدة على المدى القريب. وقال جيسي هارويتز الخبير الاقتصادي لدى باركليز إن أداء الأسواق المالية الأمريكية هذا الأسبوع سيعزز من الروح الإيجابية للمستثمرين وسيستعيد المزيد من الثقة فيها، وذلك عقب تراجع متوسط الناتج المحلي الإجمالي للنصف الأول من العام الجاري، مضيفاً: نتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، كما أن من المتوقع ظهور رئيسة الاحتياطي جانيت يلين في مؤتمر جاكسون هول في السادس والعشرين من أغسطس الجاري. وخلال الأسبوع المنصرم شهدت عوائد السندات الحكومية ارتفاعاً ملحوظاً في معظم الأسواق المالية شرقاً وغرباً، حيث سجلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ذات العامين ارتفاعاً بمقدار 7 نقاط أساس خلال الأسبوع، بينما ارتفعت السندات ذات ال 10 سنوات بمقدار 6 نقاط أساس. وعزز ارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين من الأداء الجيد الذي صاحب مؤشر اس آند بي 500 الأسبوع الماضي، بارتفاع بلغ 0.8% في تداولات نصف يوم واحد فقط، و0.4% طوال الأسبوع. وسجل مؤشر ناسداك ارتفاعاً بمقدار 1.1% ليصل إلى 5222 نقطة. وفي أوروبا شهد مؤشر stoxx 600 ارتفاعاً بمقدار 1.1% في يوم واحد فقط، إلا أن أداءه الأسبوعي إجمالاً سجل انخفاضاً طفيفاً. كما سجلت أسهم الطاقة في كل من أوروبا وأمريكا ارتفاعاً ملحوظاً على الرغم من تراجع سعر النفط ليوم واحد، حيث تراجع سعر برميل خام برنت القياسي في يوم واحد بنسبة 1.1% ليبلغ سعره 43.79 دولار، إلا أنه سجل ارتفاعاً أسبوعياً بمقدار 3.1% إجمالاً. بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط تراجعاً بمقدار 0.9% ليبلغ سعر برميله 41.57 دولار. وفي غضون ذلك تراجع سعر الذهب في الأسواق العالمية بمقدار 22 دولارا للأونصة لتصل قيمته إلى 1338 دولاراً، بسبب تقرير الوظائف الأمريكية الإيجابي الذي سجل معه الدولار ارتفاعاً مقابل سلة العملات الرئيسية الأخرى حول العالم بنسبة 0.7% خلال الأسبوع الماضي. وفي الوقت نفسه شهد اليورو تراجعاً بنسبة 0.4% مقابل العملات الرئيسية الأخرى، علاوة على انخفاض الين الياباني مقابل الدولار بمقدار 0.6%، بسبب المخاوف المرتبطة بالسياسات المحتملة لبنك اليابان المركزي وضبابيتها، عقب إعلانه عن عزمه إجراء تعديل على السياسات المالية السابقة التي تبناها، ونيته إجراء المزيد من عمليات التيسير الكمي في الأسواق لإنعاشها. وقال محللون إن بنك اليابان المركزي يسعى لإنعاش الحركة الاستثمارية في أسواقه عبر ضخه مبالغ كبيرة في السوق، واتباع سياسات مالية جديدة أكثر مرونة لمواكبة التقلبات المالية في الأسواق العالمية والآسيوية التي ترتبط باليابان بشكل أكثر. فبعد فترة من التيسير النقدي الذي تبناه المركزي الياباني، نشأت هنالك ضغوط كبيرة لا يمكن للبنك المركزي تحملها وحده بدون أداء جيد نسبياً من جانب الأسواق المالية، بسبب التوقعات التي تشير إلى تباطؤ ملحوظ في الاقتصاد العالمي والسيناريوهات المرتبطة بتراجع معدلات النمو، حيث إن آلية التقييم المالي التي تتبعها معظم البنوك المركزية حول العالم أصبحت غير فعالة في تقييم حركة التوسع المالي إلى نمو حقيقي أعلى في الناتج المحلي الإجمالي.

مشاركة :