في ظل استعانة الشركات اليوم بالمصادر الخارجية ولجوئها إلى خفض التكاليف، والقيام بالتغييرات الجذرية باستمرار في كل من عمليات الإنتاج والتواصل والتفاعل، ناهيك عن انتقاء المرشحين، أصبح من المهم جداً أن تبقى على إطلاع بالمطالب والتوجهات والتطورات التي تطرأ على سوق العمل وصقل مؤهلاتك ومواهبك بحسب الطلب وبسرعة، نقدم لك فيما يلي بعض الخطوات الأساسية لتساعدك على وضع إطار عمل لذلك: 1/ افهم ديناميكيات مجال عملك إن تمتعك ببعد النظر يعد أمراً أساسياً، فإن كنت منشغلاً بالتمعن في البيانات بالطريقة عينها يومياً ولمدة سنوات، قد لا تنتبه إلى أن الشركات المنافسة ابتكرت، على سبيل المثال، نظاماً جديداً لإدارة علاقات العملاء بالاستعانة بالمصادر الخارجية أو استوردت أنظمة جديدة أكثر كفاءة لإدارة علاقات العملاء، أو أعادت تعريف معايير القياس والرصد بشكل كامل. يجب أن تبقى متنبهاً لكل التطورات في الشركة وخارجها كي تتمكن من استيعاب ما إذا كانت طريقة التشغيل الخاصة بك جيدة ومستدامة. حاول أن تفهم الصورة بأكملها، وليس أجزاء منها أو المهام الخاصة بك فحسب، لأن هذه الأخيرة قد يتم تعريفها وإعادة تعريفها وفقاً لعوامل خارجة عن سيطرتك. 2/ تعلم باستمرار اسع إلى احتضان التعلم بجوانبه كافة، واجعله جزءاً لا يتجزأ من حياتك. تعلم من خلال الرؤية، والتنفيذ، والقراءة والمشاركة بدورات مباشرة وعلى الشبكة ومن خلال طرح الأسئلة والتواصل مع الأشخاص، وعن طريق التجارب والابتكار، وتعلم بالطريقة التي تريدها وبأي وسيلة كانت، واسع إلى البقاء في الصدارة في مجال عملك، واختر الكتب التي تحفزك وتلهمك وتساعدك في حياتك المهنية بشكل خاص وحياتك الشخصية بشكل عام. تبادل المعلومات التي تتعلمها مع زملائك في العمل وأقرانك من أجل ترسيخ سمعتك كخبير في مجال عملك، وكي تصبح معروفاً كمصدر قيّم للمهنيين الآخرين في داخل شركتك وخارجها. 3/ كن مرناً لا تخف من استخدام ما تعلمته ومن تجربة أفكار جديدة. فأقل ما يمكنك القيام به هو القيام بتطوير لأدائك وإنتاجيتك. كما أنه سيكون من الأفضل لو تمكنت من الابتكار بنفسك، فالابتكار يتطلب قبل كل شيء إرادة قوية وشجاعة ومرونة من أجل اختبار الأمور الجديدة، إضافة إلى المعرفة والأبحاث والتحليل من أجل تكييف التجربة مع احتياجات سوق العمل وأهداف الشركة الخاصة، إلى جانب المهنية والطاقة ومهارات التواصل من أجل تحقيق التغييرات الداخلية والخارجية. 4/ التواصل جميعنا يعلم أن أهم عوامل العالم المهني اليوم هي معارفنا وقيمة علاقاتنا المهنية وهي مهمة بقدر أهمية المعلومات التي نملكها، لذا حاول أن تحافظ على تواجدك الحيوي في المجالات ذات الصلة سواء من خلال المشاركة في الأحداث، أو المعارض، أو المؤتمرات، أو المنتديات، أو الدورات أو حتى التواصل مع نظرائك في مجال العمل بشكل تراه مناسباً ومريحاً لتبادل الأفكار المثمرة. ويمكنك التواصل مع المهنيين الذين يشبهونك مباشرة أو عبر الإنترنت، وبذلك ستتمكن من إنشاء صداقات جديدة، وستبقى ضمن المجموعات المناسبة وستتمكن من الحصول على أهم وأحدث المعلومات التي قد تساعدك في تعزيز دورك المهني الخاص. 5/ قم بتقييم نفسك خصص بعض الوقت لتفكر في مسيرتك المهنية، ولتكتشف إن كنت على الطريق الصحيح، وهل نموك المهني وأداؤك يعتبران جيدين أم لا. قيّم أهدافك وأولوياتك ونموك وتطورك وعلاقاتك والمتغيرات الأخرى التي تتعلق بحياتك المهنية. اضبط المسار الخاص بك على أساس التقييم المذكور. إن كنت تشعر أنك تمر بحالة جمود مهنية رغم اتباعك نظام نمو وتعليم منضبط، ورغم التدابير كافة التي اتخذتها، لكي تبقى على المسار الصحيح في مهنتك، فلا تتردد في طلب المساعدة المهنية والتوجيه سواء من مدير في شركتك أو من مستشار مهني محترف أو من أحد زملائك أو حتى من مدرب.
مشاركة :