تبدو السيدة دولت نوروزي القيادية في المقاومة الإيرانية ورئيسة مكتب ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المملكة المتحدة، أكثر تفاؤلا بقرب بلوغ المقاومة لطموحاتها وتحقيق أهدافها من أجل الشعب الإيراني بالوصول الى الحرية ورفع الظلم والاستبداد، وإيقاف نشاط النظام الإيراني في نشر الإرهاب وثقافة الكراهية التي أصبح يعمل عليها بشكل منهجي ما انعكس تخريبا داخليا وتصديرا خارجيا لمتاعبه بدعم الإرهاب والعبث بأمن واستقرار دول المنطقة. السيدة نوروزي في حوارها مع صحيفة «اليوم» أكدت أن التطورات داخل إيران والمجتمع الدولي، تؤكد ضرورة تغيير النظام أكثر من أي وقت آخر، مشددة على أنه حان وقت تغيير هذا النظام وأنه يجب على المجتمع الدولي أن يدعم طموحات الشعب الايراني وأهدافه من أجل تحقيق الحرية واحترام حقوق الانسان والديمقراطية وفصل الدين عن الدولة. ووصفت السيدة نوروزي ظروف النظام الإيراني ووضعه الراهن بمخزن البارود أو النار تحت الرماد، بحيث وصل إلى حد الانفجار، واستدلت على ذلك بأن مسؤولي النظام يحذرون بعضهم البعض دائما خاصة تجاه ما يصفونه بصراحة تامة بـ«جيش الفقراء» أي جيش ملايين من الجياع في حال خروجهم إلى الشوارع وقيامهم بانتفاضة على هذا النظام، وأنهم يخافون بشدة من هذا السيناريو. وأكدت أنه لا يوجد إطلاقا ما يلوح في الأفق المستقبلي عن أمل لإصلاح هذا النظام أو البحث عن حل داخله، ورؤية المستقبل ستكون إسقاط هذا النظام بلا شك بكل زمره وعصاباته جميعا لأنهم لعبوا دورا كبيرا جدا في عملية القتل والإبادة والتعذيب والاعتقالات التعسفية والعديد من الجرائم التي اقترفها النظام ضد الشعب الإيراني في داخل البلاد، وكذلك تصدير الإرهاب إلى المنطقة خلال أكثر من ثلاثة عقود. وفيما يتعلق بالدعم العربي، قالت نوروزي إن العديد من المسؤولين العرب أصبحوا اليوم مدركين حقيقة أن نظام الملالي اللاإنساني لا يحظى بأي دعم داخل إيران وإنما استخدم آلة البطش وتصدير الإرهاب وتأجيج الحروب في دول الشرق الأوسط لإبقاء حكمه المحتضر، ولولا استخدام هذه الآليات لكان قد سقط قبل هذه المدة منذ زمن بعيد، لذلك من المهم أن تدرك الدول العربية أن أساس كل المشكلات وإثارة الحروب في المنطقة ناجم عن السياسة التي ينتهجها نظام الملالي في تصدير التطرف والإرهاب وأطماعه التوسعية، والحل الوحيد للتصدي له هو إبداء الحزم، مبينة أنه حان الوقت لكي تقرر الدول العربية مصيرها في تخليص شعوب المنطقة والمسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى بمساعدة المقاومة الإيرانية من شر هذا النظام الذي ما هو إلا أخطبوط وغدة سرطانية ضخمة تفتك بحياة شعوب المنطقة.. فإلى الحوار. ▪ ما أبرز مكاسب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في مؤتمر باريس الأخير؟ باعتقادي وكما كان واضحا للغاية في رسالة رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية ان الوقت قد حان، وأن التطورات داخل إيران والمجتمع الدولي، تؤكد ضرورة تغيير النظام أكثر من أي وقت آخر، وبتعبير آخر حان وقت تغيير هذا النظام ويجب على المجتمع الدولي أن يدعم طموحات الشعب الإيراني وأهدافه من أجل تحقيق الحرية واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين المرأة والرجل، وهذه الأهداف العادلة لاسيما وقف الإعدامات ووقف تدخلات النظام الواسعة في دول المنطقة وتصدير الإرهاب والتطرف. في كلمة واحدة ثبتت في هذا المؤتمر للعالم صحة خطاب بديل النظام المتمثل في مقاومة الشعب الإيراني وكفاءته ومصداقيته وامتداده سواء بين الشعب الإيراني أو الجاليات الإيرانية خارج إيران وكذلك على الصعيد الدولي على نطاق واسع. ▪ لماذا تمت دعوة مزيد من المشاركين من مختلف دول العالم؟ الهدف كان إيصال إرادة وخطاب الشعب الإيراني من قبل هذه المقاومة في أوسع نطاق سواء على صعيد الجاليات الإيرانية المقيمة في مختلف دول العالم أو على الصعيد الدولي عبر العديد من البرلمانيين والشخصيات والسياسيين البارزين من مختلف دول العالم بدءا من الشرق الأوسط ومرورا بأوروبا وأمريكا وقارات أخرى وختاما الى استراليا وكندا، وأن يتم تنشيط وتحشيد الرأي العام لغرض تحقيق هذه الطموحات من خلال إطلاق حملة دولية تهدف الى التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران والاستبداد والديكتاتورية الحاكمة فيها، وكذلك نكون قادرين على منع استمرار السياسات الخاطئة التي يروجها المساومون والمتاجرون في أوروبا والغرب الحريصون على الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية قصيرة المدى على حساب التغاضي عن الكثير من جرائم النظام لاسيما تصدير الإرهاب والتطرف الى دول المنطقة وتأجيج الحرب في العراق وسوريا كون استمرار سياسة المهادنة تضفي طابع الشرعية لجرائم النظام أو يتجاهلها، ونحن نسعى لتغيير هذه السياسة وأن نحدث تغييرا كبيرا في أساسها. وهنا يجب التأكيد على أن حضور عشرات الآلاف من أنصار وحماة المقاومة الإيرانية من ربوع العالم إن دل على شيء إنما يدل على أن هذه الرسالة وهذا الطلب والهدف مقبول شعبيا وسياسيا ودوليا وعلى نطاق واسع. ▪ ماذا تتوقعون من تطورات خلال المرحلة المقبلة في دعم مسيرتكم السياسية والحقوقية؟ إنني أعتقد وأتفاءل أن هذا المؤتمر ونظرا الى المشاركة الواسعة للعديد من السياسيين المرموقين والبرلمانيين البارزين من مختلف الدول الأمريكية والاوروبية وكندا ولاسيما من دول الشرق الأوسط قد أوصلت بالتأكيد رسالة هذا التجمع الضخم الذي باعتقادي كان يجسد إرادة الشعب الإيراني داخل البلاد وفي عموم العالم بأحسن وجه الى أسماع العديد من السياسيين والمعنيين في مختلف الدول والمجتمع الدولي. وإنني أعتقد أن هؤلاء قد تلقوا بدورهم رسالة الشعب الإيراني وإرادتهم المحورية في هذا التجمع وهو في كلمة واحدة إسقاط هذا النظام وتغيير الديكتاتورية الدينية وتحقيق السلام والحرية والديمقراطية في إيران. كما أعتقد أن العديد منهم قد وجدوا صحة وعدالة آراء وتقديرات المقاومة الإيرانية على مدى سنوات عن هوية وسلوكيات نظام الملالي القمعي والإرهابي الحاكمين في إيران. لذلك عليهم أن يدركوا ما هي طريقة التصدي لهذا النظام، وعليهم أن يقفوا بجانب الشعب الإيراني ومقاومتهم المنظمة لتغيير هذا النظام من أجل السلام والاستقرار والحرية والديمقراطية في إيران والعالم. ▪ ماذا يعني لكم تأييد ودعم أبرز رجال الدبلوماسية الغربية من خلال مؤتمر باريس؟ باعتقادي أن هذه المسألة مهمة للغاية، فنفس الحضور الواسع، لاسيما من الأحزاب السياسية المختلفة من أمريكا واوروبا والشرق الأوسط، يبين في ذاته أن مقاومة الشعب الإيراني والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق ولاسيما رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة مريم رجوي وبفضل الطاقة والسعة الديمقراطية بامتياز التي تتحلى بها فإنها قادرة على التعاطي مع كافة الأحزاب السياسية والاتجاهات المختلفة، وتأسيس جبهة موحدة تنضوي تحتها شخصيات وسياسيون من مختلف الدول حول الأهداف المشتركة والارادة الرئيسية للشعب الإيراني للدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية في إيران ووقف تصدير الإرهاب والتطرف لنظام الملالي لاسيما الى دول المنطقة، وأن هذه المقاومة تمكنت من المضي قدما الى الأمام في هذه الحملة الدولية الواسعة. لذلك أعتقد أن مشاركة هذه الشخصيات البارزة مهمة للغاية وتوضح صحة وصوابية أهداف وخطوط مقاومتنا، وكذلك تبين أن نظام الملالي المعادي للإنسانية يعيش في منتهى العجز وهو آيل للسقوط، كما أنني أعتقد أن مؤتمر هذا العام كانت له أهميته ودلالاته الخاصة. ▪ ما الذي تطور في الموقف العربي تجاه قضيتكم؟ باعتقادي أن حضور شخصيات ولاسيما شخصيات بارزة للغاية خصوصا برلمانيين رفيعي المستوى من مختلف الدول العربية والدول الشرق أوسطية كان أمرا لافتا جدا، حيث يعكس صحة موقف المقاومة الإيرانية على مدى سنوات بأن نظام الملالي المعادي للإنسانية يمثل أساس كل الأزمات والمشاكل في دول المنطقة، لاسيما زعزعة الاستقرار وتصدير الإرهاب وإثارة الحروب التي تشكل العامل الرئيسي لكل هذه الاضطرابات والتوترات والأزمات والمآسي الإنسانية، وأن كل هذا الدمار والحروب ناجمة عن السياسات التوسعية والتدخلية وسياسة تصدير التطرف والإرهاب لهذا النظام بذريعة وتحت غطاء الإسلام الى دول المنطقة. بالتأكيد إنني أعتقد أن العديد من المسؤولين العرب أصبحوا اليوم مدركين بفضل نشاطات المقاومة الإيرانية على الخصوص رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية السيدة مريم رجوي والسيد مسعود رجوي، حقيقة أن نظام الملالي اللاإنساني لا يحظى بأي دعم داخل إيران وإنما استخدم آلة البطش وتصدير الإرهاب وتأجيج الحروب في دول الشرق الأوسط لإبقاء حكمه المحتضر. ولولا استخدام هذه الآليات لكان قد سقط قبل هذه المدة منذ زمن بعيد. ولهذا السبب أعتقد من المهم للغاية أن الدول العربية أصبحت الآن مدركة هذه الحقيقة، ولذلك فإنني آملة أن يحدث في المستقبل القريب تطور جدي في سياساتهم وتعاملهم تجاه هذا النظام وتجاه المقاومة الإيرانية. ▪ الى أي مدى تحتاجون دعما عربيا للوصول الى أهدافكم؟ طبعا من الواضح جدا أن دعم الدول العربية لأهداف هذه المقاومة من أجل إسقاط هذا النظام وللوصول الى الحرية والديمقراطية الحقيقية في إيران مهم للغاية. كما أنه من المهم أن تدرك الدول العربية حقيقة أن أساس كل المشكلات وإثارة الحروب في المنطقة ناجم عن السياسة التي ينتهجها نظام الملالي في تصدير التطرف والإرهاب وأطماعه التوسعية، والحل الوحيد للتصدي له هو إبداء الحزم. ولابد من أن تلمس الدول العربية حقيقة أنه إذا وقفنا متفرجين وننتظر لكي تتخذ أمريكا أو أوروبا خطوة مؤثرة وعملية فيما يتعلق بهذه الأزمة ومركز تصدير الارهاب المتمثل في نظام الملالي الحاكم في إيران، فهذا أمر لا طائلة منه، ويؤدي فقط الى تعرض ملايين من المسلمين والشعوب الأبية في المنطقة للاعتداء، وتتعرض الكثير من المصادر الاقتصادية والأسس الاجتماعية في دول المنطقة المختلفة للفساد والعبث وللخراب والدمار، وهذا ما هو ماثل أمام أعيننا الآن في بلدان مثل العراق وسوريا واليمن. لذلك أعتقد أنه حان الوقت لكي تقرر الدول العربية مصيرها ومصير دول المنطقة في تخليص شعوب المنطقة والمسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى في المنطقة بمساعدة المقاومة الإيرانية من شر هذا النظام الذي ما هو إلا أخطبوط وغدة سرطانية ضخمة تفتك بحياة شعوب المنطقة. وإنني أعتقد أننا سنكون قادرين من خلال تأسيس جبهة موحدة من الدول العربية والمعارضة الأصيلة للشعب الايراني، المقاومة المنظمة للشعب وبالتلاحم والاتحاد معها، قادرين على إلقاء هذا النظام في أسرع وقت الى مزبلة التاريخ وأن نخلص الشعب الإيراني وشعوب المنطقة من شر هكذا أخطبوط وسرطان يؤذي المنطقة بأسرها. ▪ وما استراتيجيتكم في استقطاب الدعمين الدولي والعربي؟ طبعا استراتيجيتنا هي أن نتمكن من خلال العلاقات السياسية والدبلوماسية مع البرلمانيين والشخصيات البارزة في الدول العربية أو عبر وسائل الاعلام الاجتماعية والصحافة والقنوات الاعلامية المختلفة من خلال اطلاعهم على حقيقة ما يجري داخل إيران، وكذلك السياسات المخربة التي يعتمدها نظام الملالي في المنطقة، ونقدم في الوقت نفسه الحلول لكيفية التصدي والتحدي لهذا النظام، كما نسعى من خلال تنظيم مؤتمرات كبيرة ومؤتمرات صحفية متعددة ونشر المقالات ووسائل أخرى نوضح لدى المسؤولين في الدول العربية والناشطين والسياسيين ونواب المجالس من خلال تقديم معلومات لهم، لكي نضعهم على صورة ما يجري على أرض الواقع في إيران وتبصيرهم بالأداء الاجرامي لهذا النظام في دول المنطقة والتصدي له. ▪ هل لدى المجلس تمثيل في الدول العربية؟ حتى الآن لا يوجد هناك تمثيل للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في البلدان العربية، ورغم ذلك هناك علاقات واسعة وزيارات مستمرة لاعضاء الوفود العربية على المستويين النيابي والسياسي، وفي الحقيقة وبعد ما ناشدت السيدة مريم رجوي في كلمتها في مؤتمر «تضامن شعوب الشرق الاوسط مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية» الدول العربية بقطع علاقاتها مع النظام الحاكم في إيران والاعتراف بالمقاومة الإيرانية فإنني أتمنى في المستقبل القريب أن نستطيع فتح هذه المكاتب. ▪ ما دور المنظمات الحقوقية والعدلية الدولية في مناصرة قضيتكم؟ لعبت هذه المنظمات دورا مهما للغاية. الواقع أن مقاومتنا دخلت معركة سياسية وقضائية طيلة السنوات الماضية خصوصا منذ عام 2003م فصاعدا لإثبات عدالة قضيتها ولاسيما لاحباط مؤامرات نظام الملالي ومقايضاته مع الدول الأوروبية لإدراج مجاهدي خلق في القوائم السوداء. إلا أننا نجحنا عبر هذه المؤسسات والمنظمات الدولية الحقوقية ومن خلال خوض معارك قضائية وحقوقية في محاكم أوروبية مختلفة وكذلك أمريكية في تحقيق انتصارات كبيرة ودحر سياسة التشهير والتشنيع التي مارسها النظام ومؤامراته ضدنا. فجهود هذه المؤسسات الدولية والحقوقية لاسيما على صعيد القضاء أدت الى خروج اسم مجاهدي خلق من القوائم السوداء في كل من بريطانيا وأوروبا وأمريكا وانكشف كذب وزيف الاتهامات والافتراءات التي كان يطلقها النظام ضد المقاومة بهدف تشهيرها وتشويه سمعتها وبالنتيجة تبين وبالأدلة الدامغة وبالوثائق والشهود أنه لا أساس لهذه التهم والافتراءات ضد المقاومة، بل كانت كلها طبخة وزارة المخابرات وقوة القدس التابعة لنظام الملالي والداعم الرئيسي للإرهاب الدولي ضد هذه المقاومة التي هي الضحية الأولى والرئيسية لأعمال القمع والاغتيالات التي مارسها النظام المعادي للإنسانية، ولهذا السبب فإن العديد من هذه المنظمات الحقوقية والدولية كانت مؤثرة جدا سواء في هذا المجال أو في مجال حقوق الانسان وموقع مجاهدي خلق في العراق وفي مدينة أشرف وكذلك في مخيم ليبرتي حيث تمكنوا من تقديم مساعدات كبيرة لمنع الانتهاكات وممارسة القمع ضدهم أو ممارسة تهديدات خطيرة ضدهم وضد كل المقاومة الإيرانية. ▪ ما وسائل تواصلكم مع المجتمعات الغربية والعربية من أجل إيضاح عدالة قضيتكم؟ أعتقد أن هذا السؤال مكرر، ولكن برأيي اننا استطعنا من خلال الأساليب والوسائل الممكنة سواء على الصعيد السياسي أو عبر الارتباط بالجمعيات والمحافل السياسية والبرلمانيين، وكذلك على صعيد الرأي العام عبر التواصل الاجتماعي والصحافة والاعلاميين والمواقع والمدونات والشخصيات والمسؤولين، اطلاعهم على التحولات وحقائق ما يجري في إيران وكذلك على وضع المنطقة والدور العبثي والتخريبي للنظام وتدخلات الملالي في الدول الإقليمية كما أنه من جهة أخرى تمكنت المقاومة الايرانية من اطلاع هؤلاء على مشروع السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية بواقع عشر مواد بشكل خاص وكذلك أهداف مجاهدي خلق بقيادة الأخ المجاهد مسعود رجوي، وكذلك بخصوص الأفق المستقبلي لإيران المستقبل ودول المنطقة إذا ما هبوا بهذا الحل الصحيح والناجع للتصدي لهذا الوضع. ▪ هل لكم أي دور في شرح تبعات منح النظام رخصة لقتل معارضيه وإعدام شعبه للرأي العام الغربي؟ بالتأكيد. المقاومة الإيرانية لعبت وتلعب دورا حاسما في هذا الأمر. فالمقاومة قدمت خلال أكثر من 3 عقود وفي عمليات التعرية والكشف المستمرة وثائق وأدلة للمؤسسات الدولية لاسيما مؤسسات مختلفة للأمم المتحدة وكذلك منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان مما أدى حتى الآن الى صدور 62 قرارا عن مختلف مؤسسات الأمم المتحدة في إدانة جرائم نظام الملالي، وكذلك تقارير عديدة صادرة عن دوائر حقوق الإنسان التابعة لخارجيات الدول الأوروبية وأمريكا بالإضافة الى منظمات مهمة مدافعة عن حقوق الإنسان مثل العفو الدولية، ولاسيما مجلس حقوق الإنسان الأممي في جنيف حيث وثقوا تقارير عديدة فيما يتعلق بجرائم النظام ولعبت المقاومة الإيرانية دورا حاسما وأساسيا في توثيق هذه الوثائق وتقديمها الى كافة المؤسسات المعنية. ▪ ما حجم الإعدامات التي تطال كوادركم وأعضاء المقاومة في إيران؟ لابد من القول إن العدد كبير جدا. نظام الملالي المعادي للإنسانية اعتقل طيلة أكثر من ثلاثة عقود أعدادا كبيرة وبدأ حملة اعتقالات واسعة لاسيما بعد 20 حزيران 1981م حيث قتل في عملية إبادة 70 من الأنصار والمتعاطفين مع مجاهدي خلق، واعتقل أكثر من 2500 ممن شاركوا في تظاهرة سلمية بنصف مليون من أنصار وحماة المجاهدين في طهران، والكثير من المدن وصبغ هذه التظاهرة السلمية بالدم وفتح النار على المتظاهرين العزل وألقى الرمانات اليدوية عليهم ثم تلتها حملات من الاعتقالات والتعذيب والإعدام على نطاق واسع وبشكل يومي. وهنا لابد من القول في تلك الفترة لم تكن إمكانية التعرية مع الأسف على نطاق واسع بسبب عدم وجود الهواتف النقالة ولا الانترنت الذي لم يكن متيسرا حتى يمكن توعية الرأي العام العالمي بها، إلا أن المقاومة الإيرانية ورغم كل هذه القيود والمحدودية والمشاكل بذلت جهدا جبارا للتوثيق وجمع الأدلة منها تأليف قائمة من الشهداء التي تضم أكثر من 20 ألفا من ضحايا هذا النظام، ولو أن الأبعاد الحقيقية لجرائم النظام هي إعدام 120 ألف شخص من السجناء السياسيين طيلة أكثر من 3 عقود من الحكم الغاشم والفاسد لنظام الملالي ومئات الآلاف من السجناء السياسيين الذين نجوا من الإعدام بفضل جهود المقاومة الإيرانية على الصعيد الدولي. لذلك يمكن القول ان المقاومة الإيرانية كانت هي الضحية الرئيسية لهذه الجرائم وأن أكثر من 90 بالمائة ممن تم إعدامهم حتى الآن لاسيما لأسباب سياسية كانوا من الأنصار والمتعاطفين مع مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية. وإنني على يقين من أنكم مطلعون على المجزرة التي طالت أكثر من 30 ألفا من السجناء السياسيين أعدمهم النظام بالجملة طيلة شهرين في صيف 1988م خوفا من ردود أفعال الرأي العام فيما يخص وقف إطلاق النار في الحرب الإيرانية العراقية، وقام بإبادة جماعية واسعة بين السجناء السياسيين وأعدم شنقا كل من كان مجرد اتهامه دعم مجاهدي خلق أو أعلنوا هويتهم أو اعتقادهم بدعم المجاهدين أو من لم يتخل عن عقيدته أو أعدمهم بالرصاص. لذلك عليّ أن أقول إن أبعاد هذه الاعدامات بالجملة كانت عظيمة جدا. ▪ وكيف تعملون على حماية عضويتكم من استهداف النظام الإيراني؟ المقاومة الإيرانية وطيلة هذه السنوات سعت سواء في داخل البلاد لأن تواصل نشاطاتها السياسية - الاجتماعية بصورة سرية، او في الخارج فقامت بالكشف عن الأعمال الإرهابية للنظام الإيراني وجواسيسه ووكلاء وعملاء وزارة المخابرات الناشطين في مختلف الدول ضد المقاومة، وتمت تعريتهم حسب المعلومات التي حصلنا عليها من خلال أنصار وحماة المقاومة في مختلف البلدان، وزودنا المعنيين وأجهزة القضاء والقانون في مختلف الدول الأوروبية بهذه المعلومات، ولذلك فإن المقاومة سعت للحيلولة دون نشاطات هؤلاء العملاء للتخابر في الدول الأوروبية. ▪ لماذا تستمر معاناة أهالي مخيم ليبرتي؟ مع الأسف لابد أن أقول وكما تعلمون انه ورغم التوافق الخطي والدولي بين أربعة أطراف هي: الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة والحكومة العراقية وممثلو سكان مخيم أشرف الذين هم الآن في مخيم ليبرتي لضمان حماية أمن وحقوق السكان حسب القانون الدولي والقانون الانساني الدولي إلا أنه مع الأسف تعرضت هذه الحقوق باستمرار للاعتداء من قبل عملاء نظام الملالي المعادي للبشر وتم خرقها سواء بالاعتداء الدموي 7 مرات على السكان العزل من أعضاء المقاومة الإيرانية في مخيمي أشرف وليبرتي مما أودى بحياة أكثر من 160 منهم وإصابة مئات الأشخاص بجروح، كما تمت ممارسة العديد من المضايقات والقيود من قبل القوات العراقية المسلحة ضد سكان مخيم ليبرتي خاصة بقيادة فالح الفياض المستشار الأمني ومسؤول اللجنة العراقية المكلفة بأشرف حيث تواصلت أعمال القمع والتهديدات والهجمات ضد السكان من قبل العناصر المسلحة التابعة له، وهذا طبعا كان ناجما عن سياسة المساومة مع نظام الملالي من قبل الغرب حيث فتح الباب على مصراعيه أمام النظام الإيراني لارتكاب هذه الجرائم النكراء، ولم يتخذ أي إجراء دولي عاجل لوقف هذه الجرائم ومعاقبة المجرمين ومحاكمتهم في محاكم دولية، ومع الأسف فإن المجتمع الدولي ومجلس الأمن تركوا هذه المخالفات المستمرة الى الحكومة العراقية والمسؤولين العراقيين لاعتقال المجرمين والتحقيق معهم، ولكن لم يتخذ أي إجراء جدي بحيث لم تستطع هذه الحكومة حتى الآن تقديم من يقف وراء هذه الجرائم من منفذين ومساندين الى مصادر قضائية وقانونية ودولية أو محاكمتهم رغم تنفيذ أكثر من 7 هجمات مميتة، ومع الأسف فإن الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة أغمضتا العين على هذه الأعمال ولزمتا الصمت مما أدى هذا التقاعس والخمول الى استمرار هذه الجرائم وفرض القيود والمضايقات اللاإنسانية وغير الشرعية ضد سكان مخيمي أشرف وليبرتي. ولماذا فشلت الأمم المتحدة ومنظماتها في توفير احتياجات سكان المخيم وحمايتهم من النظام الإيراني؟ يجب أن أقول إن المقاومة الإيرانية كانت تسعى خلال السنوات الماضية أن تبقى الأمم المتحدة ملتزمة بتعهداتها لضمان حماية وأمن السكان حسب تعهداتها المكتوبة وكذلك القوانين الدولية، لاسيما تلك المتعلقة بحقوق الإنسان الدولية خاصة، وكانت الأمم المتحدة قد وقعت مذكرة ما يعرف بـ(ام أو يو) في نهاية عام 2011م وعلى أساسها كان عليها أن تبقى ملتزمة بضمان حقوق السكان وضرورة توفير الحماية لهم إلا أنه ومع الأسف كان واضحا جدا أن الأمم المتحدة وبإتخاذ سياسة اللامبالاة أعطت عمليا الضوء الأخضر إلى النظام الإيراني وذلك جراء استسلامها أمام ضغوطات الديكتاتورية الدينية اللا إنسانية للملالي الحاكمين في إيران وعملائهم في الحكومة العراقية خاصة حكومة نوري المالكي وكذلك كما تعرفون عن طريق الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة آنذاك السيد كوبلر وسياساته القائمة على التسوية والاسترضاء بهدف ديمومة الضغوطات وفرض شتى المضايقات على السكان، وكذلك الهجمات المميتة عليهم بحيث أطلق على نحو ما أيديهم للتمادي في هذه الجرائم. وكان واضحا جدا لنا ان الأمم المتحدة لو اتخذت موقفا حازما، خاصة خلال جلسات مجلس الأمن الدولي وقامت بمساءلة سفير الحكومة العراقية بشأن هذه الجرائم، لما كان بإمكان النظام وعملائه في الحكومة العراقية أن يواصلوا هذا النهج. لذلك هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح على الأمم المتحدة بأنه إذا كان وراء هكذا تسوية وركوع وغض العيون عن الجرائم التي اقترفها النظام الإيراني والحكومة العراقية وانتهاكاتهم المستمرة لحقوق السكان، يجب التساؤل وعلى الارجح ماذا حصلت الأمم المتحدة وكذلك الممثل الخاص أي السيد كوبلر من النظام الإيراني والحكومة العراقية لكي يلتزموا الصمت والتقاعس أمام كل هذه الانتهاكات؟ ▪ ما توقعاتكم لمستقبل النظام الإيراني في ظل المظالم التي يرتكبها بحق شعبه؟ ظروف النظام الإيراني ووضعه الراهن يشبه تماما مخزن البارود أو النار تحت الرماد، بحيث وصل إلى حد الانفجار. ويحذر مسؤولو النظام بعضهم البعض دائما خاصة تجاه ما يصفونه بصراحة تامة بـ«جيش الفقراء» أي جيش ملايين من الجياع في حال خروجهم إلى الشوارع وقيامهم بانتفاضة على هذا النظام وأنهم يخافون بشدة من هذا السيناريو ولهذا السبب يخافون كل الخوف لاسيما من حركة مجاهدي خلق المنظمة والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مسعود ومريم رجوي لأنهم يعرفون أن هذه الحركة متعهدة جدا بالوصول إلى أهدافها لإسقاط نظامهم الظالم والفاسد وتحقيق الحرية وحقوق الإنسان وإقامة نظام جمهوري ديمقراطي قائم على فصل الدين عن الدولة، لذلك ما استطيع قوله إنه لا يوجد إطلاقا ما يلوح في الأفق المستقبلي عن أمل لإصلاح هذا النظام أو البحث عن حل داخله، ورؤية المستقبل ستكون إسقاط هذا النظام بلا شك بكل زمره وعصاباته جميعا لأنهم لعبوا دورا كبيرا جدا في عملية القتل والإبادة والتعذيب والاعتقالات التعسفية والعديد من الجرائم التي اقترفها النظام ضد الشعب الإيراني في داخل البلاد، وكذلك تصدير الإرهاب إلى المنطقة خلال هذه السنوات أي أكثر من ثلاثة عقود. لذلك فإنني أرى أن معادلة إيران هي تعارض تخاصمي جدا جدا بين مختلف مكونات الشعب الإيراني جميعا من جهة وبين الديكتاتورية الحاكمة التي تشكل أقلية ضئيلة جدا من جهة أخرى. كما اعترف النظام نفسه في العديد من تعاملاته الداخلية أنه لا يحظى بدعم شعبي إلا بنسبة أقل من 4 بالمائة، وفي الحقيقة هم ليسوا سوى قوات الحرس وفيلق القدس والموالين لنظام ولاية الفقيه القمعي والذين يشاركون في كل هذه الجرائم والاختلاسات وعملية النهب والفساد مع النظام. إذن هناك تعارض تخاصمي جدا سواء في جوهره أو عمله بين الشعب الإيراني بحضارته وثقافته لآلاف السنوات من جهة، ونظام عائد إلى عصور الظلام ومتخلف ودموي ومجرم جدا من جهة أخرى. لذلك من وجهة نظري أن الأفق المستقبلي للنظام هو الإسقاط برمته. ▪ وهل يمكن أن نشهد ربيعا فارسيا يقتلع النظام؟ نعم، أكيد وبالضبط إنني أعتقد انه من الضروري أن أقول حقيقة وهي أن الربيع الإيراني حصل في ثورة عام 1979م، بإسقاط ديكتاتورية الشاه لأن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية كانت من المطالب الشعبية الرئيسية آنذاك الا أنه ومع الأسف بسبب وجود ديكتاتورية الشاه وعملية التعتيم والرقابة لم يكن المواطنون الإيرانيون يعرفون هوية الملالي فيما كان الزعماء الحقيقيون للمعارضة الديمقراطية أي «مجاهدي خلق» و«فدائي خلق» قابعين في سجون الشاه. كما أوضحت أن هذا الربيع قد حصل في ثورة الشعب الايراني عام 1979م ولكنه انحرف مع الأسف بحكومة ديكتاتورية دينية متطرفة تستغل الإسلام وتبرر جرائمها وكل أعمالها من الفساد والسرقة والنهب والقتل والإبادة باسم الإسلام وبدلا من التوجه الى الديمقراطية تحولت الى الثيوقراطية. ولكن ما نتطلع اليه هو بالتأكيد ثورة أصيلة تهدف الى تحقيق ما يطمح اليه الشعب الإيراني من أهداف منذ سنوات عديدة وعقود، وهذه الثورة ستتحقق بإذن الله حتما. ولكن هذه المرة في طور أعلى وأرقى وإدراك أعمق وطبعا بعد هزيمة المتطرفين والانتهازيين من الملالي الخبثاء الذين يستغلون الدين والمذهب والاسلام للتستر على الديكتاتورية الدينية وجرائمهم. الواقع أن المقاومة الايرانية نجحت طيلة العقود الثلاثة الماضية في التصدي لهذه الظاهرة في كل المجالات سواء العقائدية أو الفلسفية والتاريخية أو السياسية والاجتماعية وتمكنت من هزيمتها في كل المجالات. لذلك الثورة التي أمامنا في إيران أعتقد أنها ستكون نقطة عطف وانطلاق للكثير من تفتح المواهب وازدهارها وتفجر الطاقات والقدرات داخل إيران وبالتأكيد ستخرج بفائدة كبيرة في النهوض بالمنطقة باتجاه الرقي والتطور والاستقرار والسلام والأمن. ▪ كيف تستفيد المقاومة من نتائج مؤتمر باريس لكشف عبث النظام بالأمن الإقليمي والدولي وقتل شعبه؟ بالطبع سنوصل هذه الاهتمامات الصحفية والاعلامية الى عموم الشعب الإيراني سواء داخل البلاد أو خارجها وذلك عبر مواصلة حملات إعلامية في الانترنت والمواقع والمدونات والفيسبوك وتويتر على نطاق واسع. كما نسعى عبر الأوساط السياسية والسياسيين البارزين من أمريكا وكندا واستراليا ولاسيما أوروبا والشرق الأوسط ممن شاركوا في المؤتمر الأخير الى الارتباط بأعضاء البرلمانات في هذه البلدان وكذلك الأوساط الحكومية كلما أمكن ونطلعهم على المنجزات. وكلما أمكن أن نعرف الجبهة الدولية المتحدة ضد الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران التي هي مصدر التطرف وتصديره وكذلك تصدير الإرهاب الى العديد من بلدان المنطقة ونعريها ونؤسس جبهة موحدة ضد هذا النظام وعملائه والمجموعات الإرهابية وطبعا بتضافر الجهود لاسيما عبر تحالف الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية حتى نستطيع اتخاذ سياسة حازمة تجاه هذا النظام. طبعا إنكم تعلمون أن سياسة المساومة التي تنتهجها الدول الأوروبية وأمريكا تجاه هذا النظام وتتغاضى عن جرائمه داخل إيران ولاسيما تصدير الإرهاب وإثارة الحروب وقتل آلاف مؤلفة وبرأينا عشرات الآلاف من أبناء الشعوب العراقية والسورية واليمنية، ونحن نحمل هذا النظام مسؤولية كل هذه الجرائم. الواقع أن سياسة المداهنة تعتبر مساعدة لهذا النظام وإطلاق يده في التمادي في جرائمه. لذلك كلما هبت الدول العربية الى مناصرة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ووحدة العمل معهم، وكلما أبدت الحزم والقاطعية تجاه هذا النظام سواء إدانة تصرفاته أو غلق سفاراته وطرد سفرائه وعملائه وقطع أذرعه وتدخلاته في دول المنطقة، يؤدي ذلك بالتأكيد الى مساعدة قوية لتأسيس ديمقراطية وتحقيق الحرية داخل إيران وكذلك السلام والاستقرار والتعايش السلمي بين الدول المسلمة الشقيقة في المنطقة، وإننا مطمئنون أن هذه الوحدة العربية - الإيرانية ستكون حلا للعديد من أزمات المنطقة وباعتقادنا يجب ألا ننتظر أوروبا أو أمريكا لكي تقوم بعمل ما وبإمكان الدول العربية وتحالفها بقيادة المملكة العربية السعودية أن تحقق ذلك. ▪ كيف تنسقون مع المعارضين الآخرين؟ كما تعلمون فإن مقاومتنا تتحلى بطاقات هائلة ومكثفة في الاتحاد والتلاحم مع المتحالفين والأصدقاء وكل التوجهات السياسية المختلفة سواء في القوى الإيرانية أو حتى الخارجية. الواقع أن ما دعا اليه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومجاهدو خلق طيلة سنوات كان يتمركز حول محورين مهمين، الوقوف بصرامة ضد نظام الملالي وإسقاطه أي «لا» للملا وكذلك «لا» للديكتاتورية الفاسدة السابقة، أي ديكتاتورية الشاه، وهما بمثابة الخط الأحمر لنا وإقامة جمهورية ديمقراطية قائمة على فصل الدين عن الدولة، وفي الحقيقة وفي هذا الإطار فإننا وجهنا نداء للاتحاد مع أية مجموعة أو أي حزب أو توجه سياسي من المعارضين الإيرانيين. ولهذا السبب أعتقد أيا من كان ويحمل أي منطلق سياسي أو توجهات سياسية وحزبية يستطيع أن يكون معنا في جبهة التضامن وبإمكانه الاشتراك فيها طالما يلتزم بهذا الإطار وكان وفيا لمبادئه. ▪ وكيف تمنحون الأمل للمسحوقين من الشعب الإيراني بقدوم التغيير؟ أول وأهم عنصر هو دافع الهجوم والوقوف والاصرار على المبادئ والثوابت الأساسية لهذه المقاومة التي تتجلى بالحزم مقابل الملالي ورفع شعار إسقاط النظام لاسيما رفع شعار إقامة ألف أشرف بمثابة رموز وأمثلة ملحمية للمقاومة بهدف تحقيق الحرية والديمقراطية في إيران. وكذلك بمشاركة واسعة ونشاطات شبكات المقاومة الإيرانية العاملة سرا ولكن في كل أرجاء البلاد بفعاليات مختلفة منها كتابة شعارات ومنشورات وتوزيعها وكذلك العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة الى بث أخبار المقاومة عبر الفضائية التي تعمل على مدار الساعة لوضع المواطنين الإيرانيين في صورة ما يجري من التطورات. وطبعا سعينا للتغطية بأبعاد أوسع لتشمل مناطق أكثر، سواء عبر شبكتنا في الداخل أو عبر وسائل الاعلام والانترنت والفضائيات والاذاعة. كما أننا نسعى من خلال حملات واسعة على الصعيد الدولي وفي الأوساط السياسية والبرلمانات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وغيرها من المؤسسات المختلفة الناشطة لحماية حقوق المرأة وفي كل المجالات أن نوسع حضورنا ومشاركتنا وأن نوعي مواطنينا في الداخل عبر الصحافة والإعلام ورصد أصداء هذه النشاطات، وكذلك من خلال توسيع شبكة المقاومة داخل البلاد لنريهم عبر تنظيم المؤتمرات والتجمعات مثل تجمع المقاومة الأخير في 9 يوليو بباريس أنهم ليسوا منسيين اطلاقا، بل هناك مقاومة تعكس صوت الشعب الإيراني وطموحاته العادلة ونبشرهم بأن هناك مستقبلا ناصعا أمامهم، والطريق سالك ويتوقف على وحدة العمل بيننا وبينهم، وطالما نهب لكسر حاجز الكبت وإسقاط الملالي سنكون قادرين على ذلك. ▪ ما الذي تطلبه المقاومة من الشعوب العربية لدعم نضالها؟ نهيب بكل الاخوة المسلمين والعرب الى التضامن والوحدة مع الشعب الإيراني والمقاومة لاجتثاث نظام الملالي المعادي للبشر الذي يفتك مثل الأخطبوط والغدة السرطانية الضخمة بأرواح أبناء الشعب الإيراني، ويعمل بالضد لمصالح كل شعوب المنطقة ويعيث فسادا ويمنع التنمية والتطور والاعمار. وكما أكدت السيدة مريم رجوي في كلمتها أمام مؤتمر تضامن شعوب الشرق الأوسط في 10 تموز / يوليو 2016م بباريس: من حسن الحظ أخذت الدول العربية والإسلامية خلال السنة الماضية خطوات قيمة للتصدي لخطر هذا النظام، منها إدانة تدخلات نظام ولاية الفقيه من قبل منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول وقطع بعض الدول علاقاتها مع هذا النظام وفرض عقوبات على مجموعة حزب الشيطان من قبل بعض الدول. لكن حان الوقت أن ترتقي هذه الجهود إلى خطوات عملية لاستئصال شأفة نظام ولاية الفقيه في أرجاء المنطقة. وبهذا الصدد ومن أجل وقف الحرب الضروس في سوريا التي أدت حتى الآن الى تشريد أكثر من نصف سكان البلد، أؤكد نيابة عن الشعب الايراني الذي قدم حتى الآن 120 ألف إعدام سياسي في نضاله ضد حكام ايران، على ضرورة اتخاذ سياسة حازمة من قبل أمريكا واوروبا ودول المنطقة وتحقيق الخطوات العملية التالية. إنه مطلب الشعبين السوري والإيراني وجميع شعوب المنطقة وحاجة السلام والهدوء في هذه الرقعة من العالم: إدانة جرائم وتدخلات النظام الإيراني في سوريا من قبل مجلس الأمن الدولي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعموم الهيئات الدولية. طرد نظام الملالي من منظمة التعاون الإسلامي وقطع الدول العربية والإسلامية علاقاتها مع النظام الإيراني امتدادا لقرارات مؤتمر القمة الإسلامية في اسطنبول الى حين ينهي تدخلاته في المنطقة بالكامل. دعم شامل سياسيا وعسكريا وماليا للمعارضة السورية الديمقراطية وتأمين حاجاتها العسكرية والتسليحية الضرورية. اتخاذ تدابير دولية ضرورية لطرد قوات النظام الإيراني والميليشيات التابعة له من سوريا واتخاذ إجراءات عقابية منها، فرض عقوبات على النظام في حال امتناعه عن سحب قواته. ويجب أن تشترط العلاقات الاقتصادية والسياسية مع النظام بوضع حد لتدخلاته في المنطقة. حظر أي إشراك للنظام الإيراني في المفاوضات المتعلقة بالأزمة السورية. تنفيذ كامل للقرار 2231 عبر اتخاذ إجراءات عملية فاعلة لمنع إرسال السلاح من قبل النظام الإيراني الى سوريا والعراق والمجموعات الإرهابية. حظر كامل لعقد الصفقات مع الشركات التابعة لقوات الحرس. حظر أي نوع من التعاون والعمل المشترك مع قوات الحرس والمليشيات التابعة له بحجة محاربة داعش في العراق وسوريا. تأسيس منطقة حظر الطيران شمال سوريا لحماية المدنيين ومساعدة المشردين واللاجئين. نوروزي لعبت دورًا بارزًا في وقوف مجلسي اللوردات والعموم البريطانيين مع المقاومة الإيرانية إعدامات إيران تمثل تحديا كبيرا للضمير العالمي
مشاركة :