أعادت الفعاليات التاريخية بمهرجان «زي زمان» زوار الطائف إلى ماضي المدينة الجميل وتفاصيل الحياة البسيطة في ذلك الوقت، والأدوار التي كانت معاشة في السابق، ومنها مهنة «السقّا» وهو من يحمل الماء بواسطة صفيحتين معلقتين بعصا يضعها على منكبه. ويتعرف الزائر في منتجع الكر الترفيهي على تفاصيل مهمات «السقا» وهو يجوب الممرات في صورة لما كان عليه في الماضي، إذ كان هو المتعهد الوحيد لجلب الماء، في رسالة إلى جيل اليوم عمّا كان عليه الآباء والأجداد، فالماء لا يجلب إلا بمشقة وبقدر معين لا إسراف ولا تبذير. مهنة «السقّا» اشتهرت في مكة المكرمة بخاصة في مواسم الحج، حيث اعتاد السقّا الخروج كل يوم طائفاً بالبيت الحرام، حاملاً معه أوعية يصب فيها الماء للحجاج والمعتمرين وينادي بعبارة لافتة «زمزم يا حاج.. اروِ عطشك». ولعل إعادة دور «السقا» بزيه التقليدي وأدواته في المهرجان، تكمن في توجيه رسالة إلى جيل الحاضر بعدم الإسراف في الماء، وأن صفيحتين من معدن أو قربتين من جلد الماعز تأخذ أسابيع وتستهلك بقدر معين. وتتواصل الفعاليات بمنتجع الكر الترفيهي، بدءاً بأولاد الحارة وعمو كريم وشختك بختك وسمارة الحارة، التي تقدمها إحدى الفرق الشعبية، ومهرجان زي زمان بتنظيم من شركة الطائف للاستثمار والسياحة، بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية، بهدف إحياء الصورة الذهنية للماضي الجميل لدى زوار مصيف المملكة الأول. ويستمر المهرجان حتى منتصف ذي القعدة الجاري، وسيشهد العديد من الفعاليات ذات الطابع التاريخي، من بينها فعاليات تتعلق بإحياء الأسواق التاريخية، وفعاليات الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية والمسابقات والعادات المجتمعية الأخرى بمشاركة أبناء الطائف.
مشاركة :