عبر الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط الاحد عن قلقه ازاء تزايد أعمال العنف والهجمات الموجهة ضد المدنيين والمرافق المدنية في سوريا، وخاصة استهداف المنشآت الطبية. وقال المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية محمود عفيفي في بيان ان ابو الغيط يدين كذلك محاولات حصار المدنيين. واضاف البيان ان الامين العام للجامعة عبر كذلك عن قلقه من الانهيار الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية، مرحباً بالمساعي الأميركية-الروسية الرامية لإعادة تثبيت وقف هذه الأعمال بما يخلق مناخاً مواتياً لاستئناف المفاوضات بين الأطراف السورية. وتابع المتحدث الرسمي أن الأمين العام يستشعر من ناحية أخرى الانزعاج إزاء ما ترصده جامعة الدول العربية من محاولات لتفريغ مدينة حلب من سكانها من خلال إعمال ما يطلق عليه ممرات آمنة للخروج، وذلك من منطلق أن القانون الدولي الإنساني ينص على ضرورة إيصال المساعدات إلى السكان داخل المناطق المحاصرة أو المتضررة وليس إخراجهم من المناطق التي يعيشون فيها. وتشهد حلب، ثاني اكبر المدن السورية وعاصمة البلاد الاقتصادية سابقا، منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين احيائها الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة واحيائها الغربية التي تسيطر عليها القوات الحكومية، كما سقط فيها اتفاق لوقف الاعمال القتالية فرضته واشنطن وموسكو في نهاية شباط/فبراير بعد شهرين على بدء تنفيذه. وبعد ثلاثة اسابيع على فرض قوات النظام الحصار على احياء المدينة الشرقية، انقلبت المعادلة السبت في حلب فامسكت الفصائل المقاتلة والجهادية بزمام المبادرة ولم تتمكن من فك الحصار فحسب، بل قطعت ايضا آخر طرق الامداد الى الاحياء الغربية فاصبحت هذه الاحياء عمليا محاصرة من قبل القوات المعارضة. ووثق المرصد السوري مقتل 130 مدنيا، غالبيتهم في الاحياء الغربية، منذ بدء هجمات الفصائل المقاتلة على جنوب حلب في 31 تموز/يوليو والتي اتاحت لها فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات الرئيس بشار الاسد على الاحياء الشرقية. وتعتبر واشنطن وموسكو عرابتي العملية الدبلوماسية الدولية في سوريا وتحاولان التوصل الى وقف للاعمال القتالية وايصال المساعدات الانسانية وبدء عملية انتقال سياسي بين النظام والمعارضة. غير ان هذه العملية الدبلوماسية التي يقودها وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف معطلة.
مشاركة :