الكويت، صنعاء (الاتحاد، وكالات) أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على ضرورة مواصلة المشاورات بين الأطراف اليمنية لتحقيق النتائج الإيجابية المرجوة والسلام المنشود الذي يحفظ لليمن أمنه واستقراره وسلامة شعبه ووحدة أراضيه، وذلك خلال لقائه أمس المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ الذي قدم الشكر على استضافة الكويت مشاورات السلام اليمنية، معرباً عن تقديره لدور أمير الكويت الرائد في احتضان المشاورات للوصول إلى الاستقرار والتوافق وإنهاء النزاع في الجمهورية اليمنية الشقيقة. وأقام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، مأدبة غداء على شرف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة. وجرى خلال المأدبة بحث مسار ونتائج المفاوضات اليمنية - اليمنية التي استضافتها الكويت في الأشهر الأربعة الماضية. كما ثمن الشيخ صباح الخالد جهود المبعوث الأممي في استكمال مشاورات السلام اليمنية، تحقيقاً لتطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار. وكانت وفود الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي وصالح الانقلابية غادرت الكويت من دون التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة. وقال المبعوث الأممي: «إن المشاورات الرامية إلى إحلال السلام في اليمن بناء على المرجعيات الأساسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الدولية وخاصة القرار 2216، مستمرة، لكن الهيكلية وآلية العمل ستتغير خلال الأسابيع المقبلة». وقال: «إن الحل المستدام هو الحل الذي يعمل عليه بترو ودراسة وبعد نظر، وكل حل متسرع يأتي مبتوراً وناقصاً، ولو أننا أردنا لليمن حلاً هشاً وغير مستدام، لكنا حصلنا عليه ولكننا لن نتمكن من ضمان استمراريته». مشيراً إلى أن المشاورات ساعدته لوضع أرضية صلبة لاتفاق يأمل أن يرى النور قريباً. وأشار إلى أن الأمم المتحدة من خلال فريق من الخبراء القانونيين والعسكريين قامت بصياغة أطر عامة تجمع بين المقترحات المقدمة وتبني على النقاشات التي دارت بين الأطراف، وقد تم طرح هذه الأفكار على الوفود بحيث يتم تركيز النقاش حول محتواها والبناء عليها لصياغة الاتفاق الشامل. داعياً الأطراف إلى المبادرة بتنفيذ سلسلة من إجراءات بناء الثقة وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين والامتناع عن اتخاذ الإجراءات الأحادية، وتقديم المزيد من التنازلات والضمانات. مؤكدا الالتزام باستمرار المشاورات ومواصلة الجلسات المباشرة في غضون شهر في مكان يتفق عليه لاحقاً، لتسهيل الوصول إلى حل دائم وكامل وشامل للنزاع في اليمن. من جهته، انتقد السفير اليمني لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان أمس، أداء مبعوث الأمم المتحدة، وقال على حسابه في موقع «فيسبوك»: إن المبعوث لم يكن في حاجة إلى تلك الاستعارات وألفاظ المجاز اللغوية ليخرج بذلك البيان الملفوف بالوهم ليخاطب شعباً طالما نكب بالكلام الحلو والفعل القبيح من نخبه قبل غيرهم». وأضاف: «كان بإمكانه أن يقول باختصار إن المشاورات فشلت مع ذكر الأسباب ليضع المتسببين أمام مسؤوليتهم التاريخية»، مشيراً إلى أنه كان لولد الشيخ أحمد الكثير مما كان يجب أن يقوله للشعب اليمني في هذه اللحظة المهمة. وانتقد نعمان تجاهل المبعوث الأممي في بيانه الختامي الإشارة إلى الخطوة أحادية الجانب التي أقدم عليها طرفا الانقلاب في اليمن (الحوثيون وحزب صالح)، بإعلان تشكيل مجلس مشترك لإدارة شؤون البلاد قبل ساعات فقط من رفع المشاورات وإصدار البيان المذكور. وقال: إنه لم يكن بإمكان المبعوث الدولي تجاهل هذه الخطوة التي سبق أن اعتبرها هو نفسه (ولد الشيخ) خرقاً للعملية السياسية ومرجعياتها الوطنية الأممية. وأضاف:«صحيح أن التوليفة التي أعلن بها المجلس لا تنبيء سوى عن محاولة لتسوية أوضاع داخلية مضطربة لتحالف الحوثيين وصالح، ولكن هذا لا يبرر صمت بيانه عن هذه الخطوة التي لخصت موقفهم الحقيقي من المفاوضات».
مشاركة :