لرسوم الكارتون مكانة خاصة في نفوس أجيال كثيرة، فعلى الرغم من اختلاف توجهات أبنائها الذين شبّوا إلا انه بالتأكيد يتفقون في الكثير مما يخص طفولتهم المتعلقة بذكريات رسوم الكارتون العزيزة على قلوبهم، ولعلنا كدول خليجية عبر سنوات طويلة كنا نستورد هذه الرسوم من الخارج ونقوم بدبلجتها بما يتناسب مع مجتمعنا، إلا أنه ظهر مؤخرا مجموعة من محبي هذا الفن الذين يحترمونه ويودّون تقديم شيء مختلف وخاص بالمجتمع الخليجي خاصة والعربي عامة. المنتجة الشابة إيناس يعقوب تعد أول منتجة بحرينية تقدم انتاجات من رسوم الكارتون وأعمال وبرامج خاصة بالطفل عرضت على العديد من القنوات الفضائية المعروفة وحصلت على العديد من الجوائز في مختلف المهرجانات التي خصصت فئة من جوائزها لبرامج الأطفال. القنوات العربية تبخس حق برامج الأطفال مقارنة بالمسلسلات الدرامية أقوم بالعمل على مهرجان سينمائي للأطفال في البحرين الأيام التقت بالمنتجة وصاحبة شركة بيبي كلاي إيناس يعقوب التي زارت مبنى الصحيفة وفي بداية حديثها عرّفت عن توجه شركتها فقالت نحاول من خلال الأعمال التي نقدمها أن ننتقي موضوعات غير مستهلكة من جانب تعليمي وثقافي وتنمية أخلاق الطفل عبر ما نقدّمه. وأشارت إلى أن مقر الشركة في مصر حيث تأسست منذ عام 1996 وقمنا بتأسيس فرع في البحرين، ونحاول من خلال ما نقدّمه أن نثبّت قيمة العشق للغة العربية الفصحى، وأن نحترم من خلال ما نقدّمه القيم والمبادئ والأخلاقيات التي نريد إيصالها من خلال القنوات العربية. وعن كيفية اختيار موضوعات وقصص الأطفال الخاصة بهذه البرامج قالت ايناس في العالم العربي نفتقر للكتابات المخصصة للطفل ولكي نختار عملا ما، نقوم بعمل ورشة كتابة مع أعضاء الشركة وفنانينها ومن ثم اختيار الأعمال التي تناسب الطفل وماذا يمكن أن نقدم من خلاله وأعمالنا مختلفة حيث نقدّم رسوما متحركة لمراحل عمرية متنوعة فهناك أعمال من سن السادسة وحتى الثانية عشرة، وهناك أعمال من سنة الثانية عشرة وحتى الثامنة عشرة، كما أن هناك أعمالا من سن الثالثة وحتى السادسة. وفي رصيد شركة بيبي كلاي مجموعة من الأعمال الناجحة الموجّهة للطفل ومن ضمنها رحيق النبوة، قصة حديث، سندريلا 2000 والتي أدت صوتها الفنانة دنيا سمير غانم، وعروسة البحر التي أدت شخصيتها الفنانة منى زكي، وطفل جحا، وغيرها. وحول ما إذا كانت قد درست هذا المجال وتخصصت به أوضحت أنها لم تدرسه وقالت لكنني من عائلة فنية وأحب الكتابة فمنذ صغري كنت أكتب في السياسة وكان والدي يقطّع ما أكتبه خوفا علي، فأنا أحب مجال التأليف كما أنني شاعرة ولدي رصيد من الأفلام الوثائقية وهي بعنون (الحصار)، (مفتاح العودة)، (العراق في قلب فلسطين)، (تحت سقف الموت)، مشيرة الى أن شغفها بمجال الأطفال والفن والتأليف هو الذي جعلها تخوص هذا المجال. وبالحديث عن طموحاتها قالت أتمنى أن أخدم الأطفال بدءا بأبناء بلدي، وأتمنى عندما يكبر ابني ان يكون رأسه مرفوعا، وأطمح إلى أن أجعل من فن الرسوم المتحركة المقدمة أرقى وأن تسهم في خلق الرقي الأخلاقي. وأضافت أتمنى من القنوات العربية أن تدعم أعمال الأطفال وتخصص لها ميزانية جيدة لأنها ستبني فكر وثقافة وأخلاقيات جيل كامل، فأنا أتمنى منهم الدعم الإعلامي والاهتمام فقط. أما عن مشاريعها الجديدة فكشفت أنها حاليا تشرف على قسم السينما المتواجد في خيمة نخول ويزوره يوميا حوالي 200 طفل حيث تقدّم هذه السينما أفلاما كارتونية عربية وأجنبية مقدّمة من جهات تربوية مجانا. كما كشفت أنها بصدد إقامة مهرجان سينمائي للأطفال في البحرين للمرة الأولى. وعن جديدها أوضحت أقوم حاليا بالعمل على مسلسل كارتوني جديد بعنوان (الباحث عن الحقيقة) وهو يتطرق لشخصية إسلامية عظيمة وهي شخصية سلمان الفارسي ليكون العمل جاهزا للعرض خلال شهر رمضان المقبل. وقد حصلت على الجائزة الأولى باسم مملكة البحرين في مهرجان الاعلام العربي بتونس. وأكدت إيناس أن الطفل العربي مهمش، فالكثير من قنوات العربية المعروفة لا تعطي قيمة لبرامج الأطفال على الرغم من أنه يمكنها عرضها خلال شهور السنة ولكنها تولي أهمية لمسلسلات الدراما والبرامج الأخرى، بالرغم من أننا سنتغرق أشهرا طويلة لعمل 30 حلقة من مسلسل كارتون ولا نتطلب مبالغ كتلك التي تفرضها شركات الإنتاج الخاصة بالمسلسلات، فيولي لها أصحاب القنوات ميزانياتهم ويبخسون من قيمة برامج الأطفال. وتحدث أحد فناني الكلاي في الشركة والذي حضر اللقاء وهو الفنان أحمد المهدي الذي يقوم برسم وتحريك القوالب التي نراها في مسلسلات الكارتون فقال بدأت الشركة باختيار القصص الخاصة بالأطفال والتي تتناسب مع الطفل العربي، وقامت الشركة ببحث كامل لسلوكيات الطفل العربي واتضح أن هناك نقص في المادة المقدّمة للطفل العربي إذا ما قورنت بالأعمال المستوردة. المصدر: سكينة الطواش
مشاركة :