حاوره أشرف السعيد: أكد الأمين العام لمنتدى التنمية الخليجي د. محمد الرميحي ان المشهد صعب وغير مريح، داعيا الى التعاون بين دول المنطقة والنظر للمستقبل بحذر شديد. وشدد في حوار حصري مع الأيام على ضرورة تفعيل ما طرحه الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو تحويل مجلس التعاون الى صيغ اتحادية وليست بالضرورة أن تشابه صيغة الاتحاد الأوروبي. واعتبر الرميحي أن عدة تحديات تواجه منطقة الخليج منها التركيبة السكانية، وهبوط أسعار النفط، والتعاون بين دول المجلس، والعنف في دول الخليج والمرأة والتعليم، والادارة، مشددا أن أبرزها هبوط أسعار النفط والحرب. وبين أمين عام منتدى التنمية الخليجي أن سحب الدول الخليجية من الاحتياطات النقدية سيؤثر على مشروعات التنمية فيها، ومطالبا بضرورة ضبط الهدر في الاجهزة الحكومية والمجتمع. وكشف الرميحي عن أن موضوع المنتدى الـ37 في العام القادم سيكون عناقتصاد المعرفة ووسائل التواصل الاجتماعي، معتبرا ذلك من القضايا المهمة جدا والتي لا بد من ان تسلط الضوء عليها. كما كشف ان نسبة 30-40% تتسرب من خلال شبكات المياه في دول مجلس التعاون الخليجي قبل ان تصل الى المستهلك. وقد تمحور الحوار حول عدة قضايا تتعلق بالمشهد الحالي لدول المنطقة وهبوط اسعار النفط وسحب الدول الخليجية من الاحتياطات النقدية وتأثيراته على مشروعات التنمية وغيرها من القضايا. وإليكم نص الحوار: ] في مستهل الحوار.. ما هي قراءتكم للمشهد على الساحة في المنطقة في الوقت الراهن؟ - المشهد صعب وغير مريح ولكن واضح ان هناك نجاحات يحققها التحالف في اليمن وفي الوضع السوري ايضا يحقق نجاحات وفي مصر بدأت تستقر الامور، وفي تونس وضعت على الطريق بشكل معقول ويجب ان ننتبه للمستقبل بحذر شديد وان نتعاون، ورؤيتي لمنطقة الخليج انه علينا ان ننقل التعاون الى مرحلة الاتحاد وليس بالضرورة مشابه للأوربي وعلينا ان نفكر في صيغة اتحادية وليست بالضرورة ان تشابه الصيغ الاخرى، وان تنقلنا من مكان لآخر أفضل. ] ما هي أبرز التحديات التي تواجه منطقة الخليج في الوقت الراهن؟ - هناك عدة تحديات تواجه منطقة الخليج منها التركيبة السكانية في دول الخليج وهي خطيرة جدا، بل ومخيفة، وهبوط اسعار النفط، والتعاون في مجلس التعاون والعنف في دول الخليج والمرأة والتعليم، والادارة. ولكن ابرز التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون هي هبوط اسعار النقط والحرب. ] هل سيؤثر سحب الدول الخليجية من الاحتياطات النقدية على مشروعات التنمية فيها؟ - بالتأكيد سيؤثر، وكيف نعالج الامور، وفي رأيي يجب ان نستخدم كلمة الترشيق وليس الترشيد، وان نقوم بأداء اعمالنا بشكل رشيق ولا نحتاج من تخفيض مرتبات الناس تؤثر بقرارات على حياتهم المعيشية، ولكن هناك هدر ومطلوب ضبط الهدر وهو ما أطلق عليه الترشيق. ] ما هي قراءتكم للواقع الخليجي بعد هبوط أسعار النفط وانعكاساته على مشروعات التنمية؟ - هبوط اسعار النفط أجرينا عليها في المنتدى دراسات كثيرة وطالبنا بضرورة تنويع مصادر الدخل للدول الخليجية، وبترقية التعليم، ونحن نرفع شعار ان تقوم بتحضير الميت ولكن لا تضمن له الجنة. ] ما هو تقييمكم لأعمال المنتدى الـ 36 وموضوعاته التي نوقشت فيه؟ - في كل عام نحتار بموضوع للتنمية في دول الخليج ونكلف أحد زملائنا المتخصصين من اعضاء المنتدى أو من خارجه الخليجيين ان يقوم بادارة المشروع وان يختار ثلاثة أو أربعة اشخاص متخصصين في الموضوع المقترح ويقومون بإعداد أوراقهم البحثية. وتابع: وبعد مناقشة هذه الاوراق البحثية نصدرها في كتاب حيث ان كل مشروعاتنا النقاشية والبحثية على مدى 36عاما وهي عمر المنتدى استطعنا تجميعها وتم وضعها على موقع المنتدى بشبكة الانترنت واصبحت ثروة علمية هائلة للاكاديميين والدراسات العليا والطلاب من اجل العودة اليها، وفي هذا المنتدى الـ36 اخترنا موضوع المياه والتنمية، والمياه في هذه المنطقة تتناول الفقير والغني والسياسي وغير السياسي وبالتالي لها تاثير على حياة الناس في الطعام والشرب والزراعة. وزاد: ولهذا السبب عملنا الاساسي هو التفكير الاستراتيجي من خلال مجموعة من الخبراء ونضعها امام من يهمه الامر وامام من يريد الاستفادة منها، وعادة نختار الموضوع البحثي قبلها بعام، وعندما اتخذنا موضوع المياه والتنمية بعدها بعدة شهور صدر عن مجلس التعاون بيان في الرياض ولأول مرة يذكر قضية المياه، وموضوع المياه حيوي لأنه يتعلق بمعيشة الناس وأرزاقهم والاقتصاد، وكما ترى من الدراسات ان لدينا نسبة تتراوح بين 30-40% تتسرب من خلال شبكات المياه في دول مجلس التعاون الخليجي قبل ان تصل الى المستهلك، وهذا يقرع الجرس، وايضا مياه الصرف التي يمكن معالجتها معالجة حديثة والاستفادة منها وهي الاكثر، فضلا عن مشاكل في محطات تحلية المياه. اقتصاد المعرفة ] ما الموضوع الرئيس المقترح للمنتدى في العام المقبل؟ - تناولنا العام الماضي في المنتدى الـ35 الذي عقد بالكويت موضوع مستقبل مجلس التعاون وصدر الكتاب. وعادة نجتمع كلجنة تنفيذية من دول الخليج قبل ليلة واحدة من انعقاد المنتدى واجتمعنا وقررنا ان يكون موضوع المنتدى الـ37 وهو في العام القادم عن اقتصاد المعرفة ووسائل التواصل الاجتماعي وهي من القضايا المهمة جدا ولابد ايضا ان نلقي الاضواء عليها والاشخاص، ونرجو ان يكون المنتدى في البحرين ونجتمع فيها العام المقبل، البحرين بلد مضياف وهي بلد موقعها متوسط بين دول الخليج، ونحن منذ عام 2001 وبداية المشروع الاصلاحي لجلالة الملك بدأنا نعمل لقاءاتنا في البحرين وذلك حتى عام 2011، نظرا للاحداث التي مرت بها البحرين ولكن الحمد لله استقرت الامور وتتجه البحرين الى الاستقرار والتنمية وعدنا مرة اخرى الى الاجتماع في البحرين وهذا دليل صحي على دور البحرين الريادي في المنطقة، وكانت انطلاقة المنتدى عام في 1979 في ابوظبي برعاية الاستاذ احمد السويدي مستشار سمو الشيخ زايد وهو شخص عروبي وكان يشغل منصب وزير الخارجية، ثم عدنا الى البحرين ومرة في عمان ومرتين في قطر والكويت. ] ما مصير الدراسات والابحاث الخليجية الهامة التي تصدر عن مؤتمرات المنتدى؟ هل المكتبات أم سترفع الى الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي؟ - الحقيقة أجرينا ثلاثة أمور جديدة؛ أولا وضعنا كل الدراسات السابقة على الانترنت ثانيا بدأنا نطلق اسماء الدورات بأسماء زملائنا الذين توفاهم الله وهذه الدورة باسم أسامة عبدالرحمن وساهم بكتابات ونشرناه في عالم المعرفة بالكويت، وثالثا أن الجديد هو أننا دعونا ممثلين من الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجيي، وبودنا ان ندعو عددا من المسؤولين ولكن بصفتهم الشخصية بحيث يتفاعلون مع النقاشات والأبحاث المقدمة، والمفروض ان ممثل الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي سيرفع بدوره تقريرا للامين العام لمجلس التعاون الخليجي كما أنا قد أرسلنا هذه الاوراق البحثية مسبقا. ] أخيرًا ما هو تصوركم المستقبلي للخليج في ضوء التدخلات الخارجية في المنطقة؟ - اعتقد انه ان نذهب بشيء من الوحدة بالتأكيد الوحدات الصغيرة في خطر ولا بد من تفعيل ما طرحه الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو ضرورة وأهمية تحويل مجلس التعاون الى صيغ اتحادية.
مشاركة :