(هِيلدا) قبل كل شيء هل صحيح أن اسم (هيلدا) (جرماني) الأصل، ومعناه: مثيرة الفتن؟ - ألماني صحيح، إنما (مثيرة للفتن) فهذه خيانة للترجمة. وهل لك من اسمك (نصيب)؟ - تقفز نفسي منّي كلما أمسكتُ بها، واسمي غالباً لا يتشبّث بي. قلت عن نفسك أمارس الشعر والفوتوغرافيا حجازية أكيد، لكنني متيـّمة بـ زوجي الشرقاوي، وبه أتكحّل، أتنفس، وأضيء، ألم تخشي من أن يقال لك (عيب يابنت)؟ - العيب أن أكتم مشاعري وأخفيها، والعيب الأكبر.. ألا تكون الأنثى متيّمة بصاحبها في الحياة. طيب هذا الشرقاوي (الناقد) عندما (ينتقدك) كيف تكون ردة فعلك؟ - هو يقول إن (النقد فعل حب).. وأنا أصدّق هذا الإنسان. (باب) الشعر كيف طرقته؟ - طرقته بيد طفلة ملطّخة بالعبث، الشغف، الشقاوة والشوكولاته. و(نافذة) المقال كيف وصلتِ إليها؟ - (الباب) السابق وهذه (النافذة) تتبع جميعها (بيت) القصيد، حديقته وزواياه، ومن ذات الكلمات تم بناؤهما. وقلب (العبّاس) ماذا وجدت فيه؟ - محلاً للأزهار البيضاء، علبة موسيقى قديمة، لوحة تشبه المجنون نيتشة، دواوين شعر، أثاثاً يوضّب ذاته، قناني عطور فارغة، ساعة تنبض به كانسان، وكرسياً شاغراً بي. شاعرة الأيقونات.. ماذا يعني لك هذا اللقب؟ - هذا اللقب .. هو رداء كبير جداً، طويل وشاهق، ولهذا أخشى أن أتعثّر به. «ميلاد بين قوسين»؟ ماذا أعطاكِ؟ - فرصة ربما، بحجم الاسم المستعار (ميلاد) الذي دفنته، وبحجم من سمح لـ (هيلدا) أن تخرج للواقع. (دانتيلات) ماذا منحك؟ - كتابي الأخير هذا.. منحني السعادة في ثياب الآخرين. سؤال بلارتوش: متى يتحوّل الأدب إلى قلة أدب؟ - وبلا مواربة: عندما يخون الأدب رسالته.. يتحوّل إلى عدو. قلت ذات مرة: ولا أفهم كيف تحلل هذه الفئة الزواج بامرأة (كِتابية)، وتحلل في ذاتِ الوقت أيضاً لعن اليهود والنصارى بالعموم، يعني المتزوّج المسلم ممكن أن يفتح عينيه في الصباح ويقول لزوجته: صباحك سعيد يا ملعونة!!؟ من الذي استفزك حتى تقولين ماقلتِ؟ - الخراب الهائل الذي يحيط بنا، الفئة الناجية، العنصرية، الطائفية، القبائلية... والتدين الزائف. يقول محمد الرطيان حقيبتها «شانيل». حذاؤها «لابوتان». فستانها «ديور». عقدها «كارتير». كل ما فيها غالٍ وثمين، إلا هي.. كانت: رخيصة.. من هي يا ترى؟ - أظن أن هذا بورتريه فارط في الذكورية. لم يرسمه فنان حقيقي. تغريداتك في (تويتر) من أي (المناهل)؟ - من منهل المرأة التي تتعاقب عليها الأحلام بلا رأفة، المرأة التي لاتفتح شفتيها إلا للابتسام، التي تنقذ الأطفال من عادات سيئة، التي لا تفسّرها الخيبات ولا الهزائم، المرأة التي تخرج من مثلث الأكتاف، المرأة التي تنسى دائماً.. أنها أنا. قلت ذات مرة: لا تخلو كتاباتي من (الألم) لأنني نسيتُ كيف يفرحُ الآخرون.. أرتاحُ كثيراً لهذا النوع من الكتابة، فهو يذكرني بأنني إنسانة؟ ما نوع القلم الذي تعبرين به عن هذا الألم؟ - في فترة من الفترات كنتُ متأكدة بأنني إن كنتُ أستحق ما يحدث لي من ألم، فإن كفّارتي الوحيدة هي مزيد من الحب الذي ما زلتُ أملكه نحو الكائنات، على الأقل نحو الأطفال أو القطط الصغيرة. (تغريدة جمالية واحدة تكفي لإبادة سرب كامل من طيور الظلام) قالها زوجك محمد العباس ذات مرة، أنتِ ماذا تقولين؟ - في تويتر يظن كل شخص أنه العرض المسرحي الوحيد الواجب علينا متابعته، ولذلك ننسى كثيراً بأن البطل الحقيقي يناضل على أرض الواقع. يقول واسيني الأعرج: المرأة تحب بصدق ولهذا فهي قادرة على الذهاب إلى أقصى درجات الجنون بلا تردد. هل هذا صحيح؟! - الصحيح.. أن تاريخ العشق فيه من المجانين المخلدين أيضاً. متى يصيب الذبول والإصفرار أوراق المرأة الإبداعية؟ - حينما ينتابها خريف المشاعر وليس السنين، عندما تتلفت يميناً ويساراً ولا تجد من كانت تحسبه ربيعاً، أو معطفاً لشتائها القارس. ومتى يزداد حماسها للاعتناء بجمالها؟ - منادمة المرأة هو لقاء حماسي بحدّ ذاته، لأنه صادق ونادر، ينعكس علينا ويجعلنا نتأنّق لنا وحدنا. نشوة (الغرور) متى تكتسحك؟ - في صغري صنعتُ دمىً كثيرة.. وحين كبرتُ تساءلتُ لماذا كلها كانت تشبهني؟! نشوة (الاستمتاع) متى تشعرين بها؟ - عند الطرف الأيسر لعنق طفل ما، أقصد تلك البقعة تماماً التي تفوح منها رائحة براءة مخدّرة. يتجهم وجهك، تحبسين أنفاسك، تضمين كفيك إلى صدرك.. متى؟ - الظلم الذي أخافه، أهرب منه، أراه على الوجوه، أركله عن الآخرين.. ورغم ذلك لا أستطيع إزاحته تماماً. ما أفضل مزايا الرجل في نظرك؟ - ذلك الذي يحاول أن يكون إنساناً رغم أخطائه، ورغم كل ما نعيشه من معوقات وخيبات ولا إنسانية. تقول أحلام مستغانمي: اختفاء الرجولة لم يلحق ضرراً بأحلام النساء ومستقبلهنّ فحسب، بل بناموس الكون، وبقانون الجاذبيّة!.. هل هذا صحيح؟ - تلملم أغراضها الأنوثة وتغادر.. كلما ضربت إحداهن طفلاً، وتهرب الرجولة من كل شخص رفع يديه على امرأة. ماذا تقولين لهؤلاء أو عنهم في رسائل قصيرة؟ بدر بن عبدالمحسن: - «المشكلة .. مثلي كثير.. يجمعنا حب الهاوية، أحلامنا .. إنا نصير.. وقاماتنا متساوية». سعاد الصباح: - «من أين تأتي بالفصاحة كلها.. وأنا يتوه على فمي التعبير». فيروز: - أيقونة الصباحات، والضيعة والجبل وجارة القمر. محمود درويش: - ما أسهل كتابة الشعر.. وما أصعب اقتفاء أثر الفراشة أو الكلام في حضرة الغياب. ما الهدف الذي فشلت في تحقيقه؟ - هو الهدف الذي علّمني كيف أهتم بالحياة على نحو يقبل الفشل، الغيرة، القسوة، وحتى الإهانات. تقول هناء حجازي: سأظل أخاطب نفسي بـ «بنت» حتى يتقوس ظهري ويواريني التراب. ماذا عنك؟ - أحبها هذه البنت، أقصد السيدة هناء التي سأحاكيها وسأتقوّس معها يوماً.. كبنتين ترتديان الجينز الأبيض، تبرقان في وجه الزمن. قلت ذات مرة: لكل منَّا (لزمة) كلامية لا ننتبه إليها، ولا نعي مدى تمكُّنها منّا إلا عندما نضطر إلى التحدُّث على منصة أو برنامج تلفزيوني أو التعبير عن مشاعرنا في لحظةٍ حرجة، طيب ماهي (لزمتك)؟ - (يعني، يعني، يعني... يعني). لماذا يظل اللسان (العضو) الفعال عند المرأة؟ - هذا العضو استحال قلماً لدي، وسرعان ما انتقل للوحة المفاتيح وعلى شاشة الكمبيوتر مباشرة. لو علمت إن الكتابة تعب – فهل ستبحرين على مراكبها؟ - الشعر بحد ذاته مغامرة، ولهذا لا يمكن لي أن أتعامل معه باحتراس وإتيكيت وارستقراطية وخوف ومتعة فقط، لن آكله بالشوكة والسكين مثلاً، لأنني إن لم أمارس القصائد بيديّ وبأصابعي العشرة وألعق حوافها لن أشبع. غير زوجك لأي مثقفينا تصفقين دوماً؟ - أصفق للعبارة الذكية اللافتة، حتى لو كانت لكاتب مبتدئ، المهم أن تستطيع تلك العبارة الإمساك بتلابيبي وتجبرني على قراءاتها.. دون أن تجبرني. غير قيادة السيارة ما الممنوع الذي ترغبينه؟ - وهل يتفق جيمع الناس على تعريف ما ممنوع!! ألـيس (الضميـر) هو قائدنـا؟؟ نعم .. كان من المفترض أن يكون! ماذا بقي لك في (حقيبة) الأماني؟ - كثيرة أنا، لا تكفيني حقيبة واحدة فقط، لأدّس فيها أمنياتي. ما (الحماقة) التي ندمتِ على اقترافها؟ - حينما كنتُ نائمةً لزمن طويل.. أعكفُ على تربية الأحلام فقط. ما الذي ينقصك الآن؟ - ينقصني الكثير، للتو استيقظت، للتو بدأت أفرُك عيني وسنيني، وأزيح عنّي الماضي ولحافه، للتو جفّفتُ قلبي الذي قطّرته الخيبة. تخيلي أن المجتمع السعودي ينصت لكِ؟ ماذا ستقولين له؟ - ما دمنا نفّكر بتقليل أيام العمل في الأسبوع، والبحث عن إجازات، وتقريب فترة الإحالة للتقاعد، ونبش الخلافات، كيف سيصبح الوطن وطناً.. وكيف سنكون مواطنين برتبة إنسان؟! من أجمل من قابلت في حياتك؟ - حياتي ممتلئة بالجمال، يكفي أن عملي مع الأطفال ذوي الإعاقة هو بحد ذاته جمال يكتمل كل صباح. ومن أشرس من خالفت؟ - شخص لا يحب أحداً.. حتى ذاته التي يمتلكها. ما (أبشع) كلمة قيلت لك؟ - الرقابة تمنع بشاعة الكلمات التي قيلت لي وآذتني كثيراً، لكن (أنتِ عورة)، هي الكلمة البشعة الوحيدة والمقبولة التي يمكن لكم نشرها هنا. قبل النهاية ما (الصورة) التي تحلمين بالتقاطها؟ - صورة لن تتكرر، لملامح جدّي الخاشعة.. رحمه الله. وما السؤال الذي تمنيت أن أسالك إياه؟ - لا بد أنّها مزحة!!، هل تعتقد بأنك تركت سؤالاً ياعبدالعزيز لم تسألني إياه! طيب هذا إغلاق الخمسين ضعي تحته ماترين؟ - كل ما لدي الآن.. هو مزيد من الشكر والامتنان.
مشاركة :