استطاعت عضو البرلمان، وأول وزيرة دفاع في اليابان، يوريكو كويكي، في 31 يوليو الماضي، تحطيم السقف الزجاجي في مجال آخر بين الجنسين، عندما أصبحت أول سيدة تشغل منصب حاكم طوكيو، أكبر مدينة في آسيا. وتعتبر كويكي واحداً من أعلى الأصوات في اليابان، التي تدعو إلى زيادة مشاركة المرأة في الحياة السياسية والقوى العاملة. ويبدو أن نشاطها في بعض الأحيان يتولد من الضرورة، وقد انتقدت في الماضي فكرة أنه على السياسيات التعامل مع قضايا المرأة. لكن عند دخولها معترك السياسة عام 1992، وجدت كويكي أن الجميع لا يأخذون على محمل الجد تمكين المرأة باعتباره قضية ملحة. لهذا السبب أسهمت في الدفع إلى الأمام، من أجل حصول المرأة على صوتها، ومحاولة دمجها في القوى العاملة. وكامرأة في السياسة اليابانية، فإن لدى حاكم طوكيو الجديد الكثير لتقاتل من أجله، حيث تأتي اليابان في المرتبة الـ155 من ضمن قائمة تضم 193 دولة، يقل فيها تمثيل المرأة في البرلمان. ولم تحرز النساء اليابانيات تقدماً يذكر في هذا المجال، منذ أن حصلت النساء اليابانيات على الحق في التصويت قبل 70 عاماً. وفي عام 1946، شغلت النساء 8.4% من مقاعد مجلس النواب، وشغلن في يوليو هذا العام 9.5% مقعداً في المجلس الأدنى، أي بزيادة أعلى قليلاً من 1% فقط. ولايزال النظام السياسي في اليابان يفرض القيود على النساء الطامحات سياسياً. نويل تاكاهاشي، وهي امرأة نشطة سياسياً، وتعمل حالياً في شركة خاصة بطوكيو، تسعى للحصول على مقعد في مجلس النواب، تقول إن الأحزاب السياسية تفضل نوعاً معيناً من الشخصيات، عندما يتم اختيار المرشحين للمناصب، وتضيف «أنها تفضل الرجال». وحتى النساء اللاتي ينجحن في الانتخابات، فإنهن يشغلن مناصب أقل تأثيراً، ويتمتعن بخبرة أقل من نظرائهن الرجال، ذلك لأن المرأة اليابانية، على عكس الرجال، نادراً ما تتخذ من السياسة مهنة لها. فقد يستطعن النجاح في الانتخابات بسبب ترشحهن في منطقة انتخابية أقل قدرة على المنافسة، أو من خلال تعلقهن بذيل معطف زعيم وطني يحظى بالشعبية. وكويكي واحدة من عدد قليل من النساء اللاتي ظللن بشكل دائم داخل أروقة السياسة، فبعد تخرجها في جامعة القاهرة عام 1976 (كان والدها يعمل في تجارة النفط)، صنعت لنفسها اسماً خلال عملها كمذيعة – وهو المسار المفضي للعمل في السياسة في اليابان - قبل أن تفوز أخيراً في أول انتخابات لها عام 1992. إلا أن اهتمامها بشؤون المرأة لم يظهر إلا في سبتمبر 2005، باعتبارها واحدة من «كتيبة كويزومي» – وهن مجموعة من المرشحات أطلقهن رئيس الوزراء الياباني السابق، جونيشيرو كويزومي للحصول على الأصوات، ما هز القاعدة التقليدية للسلطة في هذه البلاد، وساعد على تجديد صورة الحزب الديمقراطي الليبرالي المحافظ. وبعد تألقها في مجلس النواب، وشغلها عدداً من المناصب الوزارية، أصبحت في عام 2007 أول امرأة تحتل منصب وزير الدفاع في اليابان، لكنها استقالت بعد ما يزيد قليلاً على شهر في منصبها. وفي عام 2008، كعضو في الحزب الديمقراطي الليبرالي المحافظ، أصبحت أول امرأة يابانية تطلق محاولة للترشح لرئاسة الوزراء، وخسرت في نهاية المطاف في مواجهة وزير الخارجية السابق، تارو اسو.
مشاركة :