القاهرة - (أ ف ب): شيع العالم المصري الأمريكي أحمد زويل حائز جائزة نوبل للكيمياء أمس الاحد في القاهرة، في جنازة عسكرية حضرها رئيس البلاد وكبار رجال الدولة قبل ان يوارى الثرى بعد ان زار موكب تشييعه مقر جامعته في غربي القاهرة. وكانت اكتشافات زويل، الذي خدم كمستشار علمي وتكنولوجي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فتحت افاقا جديدة في الكيمياء وعلم الاحياء وخصوصا مع تطبيقاته في مجال الصحة. وهو واحد من اربعة مصريين فازوا بجائزة نوبل وأول عربي يحصل عليها في الكيمياء سنة 1999. وتوفي زويل عن 70 عاما (الثلاثاء) في الولايات المتحدة قبل ان يوارى الثرى في مدافن أسرته في ضاحية 6 أكتوبر غربي القاهرة بعد ظهر أمس الاحد. وتقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وكبار رجال الدولة ونجلا الفقيد الجنازة العسكرية التي اقيمت في ساحة مسجد المشير طنطاوي الفخم في حي التجمع الخامس في شرقي القاهرة. وسار المشيعون حوالي 100 متر فيما عزفت فرق موسيقية عسكرية موسيقى جنائزية. صارت الجنازات الرسمية في مصر تقام في هذا المسجد خلال العامين الأخيرين. ولف النعش بعلم مصر ووضع على عربة تجرها ستة خيول يعتليها رجال يرتدون ملابس رسمية حمراء ويحيط بها رجال يرتدون الملابس العسكرية لمختلف الأسلحة المصرية. وعقب الجنازة تلقى اقارب زويل التعازي من رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل ووزير الدفاع صدقي صبحي ووزير الخارجية سامح شكري. وحضر الجنازة ايضا جراح القلب المصري الشهير الدكتور مجدي يعقوب وشيخ الازهر أحمد الطيب. وذكرت وسائل الاعلام المصرية ان زويل أوصى بأن يدفن في مصر. نقل الجثمان في سيارة اسعاف بيضاء تابعة للجيش إلى مقر جامعة زويل في ضاحية 6 أكتوبر في غربي القاهرة، صاحبتها سيارات عشرات من محبيه في موكب كبير حرسته سيارات شرطة. وأسس زويل جامعة للعلوم والتكنولوجيا ضمن مشروع «مدينة زويل للعلوم» لكنها تعرضت لكثير من المشكلات الإدارية والقانونية. وفي مقر الجامعة، سارت سيارة الاسعاف حوالي 50 مترا محاطة بعدد من طلاب الجامعة قبل ان تنطلق إلى مثواه الأخير حيث دفن في مقبرة في الضاحية نفسها اشتراها قبل ستة أشهر فقط، بحسب ما افاد صحفي في وكالة فرانس برس في المكان. وأحاط اقارب زويل ومحبوه وكثير من الصحفيين الجثمان قبل دقائق من مواراته في مدفنه ذي التصميم الإسلامي. والسبت، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المصريين إلى التبرع لدعم جامعة العلوم والتكنولوجيا التي اسسها زويل تحت اسم «جامعة زويل» خلال احتفال رسمي بمرور عام على افتتاح فرع جديد لقناة السويس. ولد زويل في 26 فبراير 1946 في دمنهور كبرى مدن محافظة البحيرة في دلتا النيل (حوالي 150 كيلومترا شمالي القاهرة)، ودرس في مدارس حكومية قبل ان يلتحق بكلية العلوم في جامعة الاسكندرية التي تخرج منها عام 1967. عمل في سلك التدريس في جامعة الاسكندرية نفسها، ثم سافر إلى الولايات المتحدة حيث حصل على درجة الدكتوراه في علوم الليزر في عام 1974، وعمل باحثا في جامعة كاليفورنيا ثم انتقل بعد عامين للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. وحصل في عام 1982 على الجنسية الأمريكية. فاز في عام 1999 بجائزة نوبل للكيمياء بعدما نجح بواسطة ليزر فائق السرعة في تصوير ذرات جزيئية تتحرك خلال عملية تفاعل كيميائي. حصل زويل على اوسمة عدة في مصر التي منحته قلادة النيل أعلى وسام مصري في عام 1999. عاد أحمد زويل إلى مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت حسني مبارك وأيقظت احلام الديمقراطية لدى كثير من المصريين، وقال انه يفكر في خوض أول انتخابات رئاسية بعد الثورة، الا ان القانون الذي صدر لتنظيم هذه الانتخابات حظر ترشح مزدوجي الجنسية فعاد مجددا إلى الولايات المتحدة، ولكنه كان يتردد كثيرا على مصر حيث كان بدأ في تأسيس جامعته للعلوم والتكنولوجيا. زويل متزوج من السورية الأصل ديما الفحام، وله منها ابنان، هاني ونبيل، كما ان له ابنتين، مها وأماني، من زوجة مصرية سابقة.
مشاركة :