أكد عدد من إداريي معارض المفروشات الراقية في الدوحة أن السوق في الوقت الراهن يشوبها الركود والضعف خاصة فترة الصيف وموسم الإجازات في البلاد، رغم أن المعاناة قد طفت على السطح منذ أواخر العام الماضي تخللها بعض التحسن في مناسبات معينة، عازين الأسباب إلى تراجع أسعار النفط التي استمرت عدة شهور والتي أثرت سلبا على ميزانية الزبائن ومقدرتهم الشرائية رغم إشارتهم إلى أن الأثاث سلعة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها. ولفت هؤلاء في حديث مع «العرب» إلى أن تميز منتجاتهم الكلاسيكية والأوروبية واليدوية يمكنها من الاحتفاظ بزبائنها بالرغم من بعض التحديات التي تحد من الإقبال بشكل ملحوظ، وفيما أنها تناسب شرائح مختلفة من المجتمع المحلي من الطبقة المتوسطة إلى المخملية إلا أنها تقتصر على عدد محدود من الزبائن الدائمين الذين لا يتأثرون بالأزمات الاقتصادية وبإمكانهم التكيف مع المتغيرات الطارئة، بالإضافة إلى اتسام معارضهم بالعراقة في السوق القطرية، الأمر الذي جعلها تصل إلى التكامل الاقتصادي الذي من شأنه حمايتها في تلك الظروف. وأشار هؤلاء إلى لجوء معارضهم لبضعة حلول من شأنها مقاومة حالة الركود الراهنة وتعويض هبوط السوق وميزانية العملاء وذلك عن طريق التوجه لاستيراد المنتجات من أسواق عالمية أقل تكلفة دون المساس بالمصادر الأصلية التي اعتاد علها الزبائن، وطرح عدة تخفيضات وعروض تشجيعية لتحفيز الحركة الشرائية رغم أن بعضها لم تفلح كثيرا حتى الآن حسب وصف بعضهم، مبدين تفاؤلا حذرا بتحسن الإقبال بعد انقضاء عيد الأضحى المبارك. منتجات يدوية ومستوردة وفي هذا السياق، قال فراس طه مدير تسويق في معرض الجميل للمفروشات: «لدينا مختلف أنواع المفروشات والأثاث والتجهيزات المنزلية كذلك التصميم الداخلي، وتتميز بضاعتنا باستيراد الأثاث الإيطالي والإسباني والتركي والمشغولات اليدوية المصرية بالإضافة إلى مجموعة متميزة من العلامات التجارية المعروفة». وأشار إلى أن المعرض ينقسم إلى درجات حسب طبقات المجتمع المختلفة، فهناك ما يناسبها من الدرجة المتوسطة وحتى النخبة، وذلك لأن كلفة المنتجات مرتفعة إلى حد ما كونها عبارة عن مصنوعات يدوية وأثاث مستورد من إسبانيا وإيطاليا، قائلا: «أكثر زبائننا قطريون إلا أن هذا يعني أننا نستهدف باقي الفئات، فهناك ما يخصص بناء على السعر والتصميم على حسب ميزانية الزبون». سلعة أساسية ولفت إلى أن الفترة الأخيرة قد شهدت تراجعا ملحوظا في مبيعات المفروشات لعدة أسباب ومن أهمها الأزمات الاقتصادية خاصة انخفاض أسعار النفط الذي استمر لعدة أشهر، وسوق الأثاث كغيرها من الأسواق قد عانت بعض الضعف إلا أنها تعتبر سلعة ضرورية يصعب الاستغناء عنها. تكيف وتكامل وبين أنه في ظل أزمات كهذه فإن ميزانية الزبائن قد تتكيف مع تلك المتغيرات، بحيث يتعايش مع الوضع الراهن، وبناء عليه يتغير وضع السوق أيضا، قائلا: «وعلى هذا الأساس نختار المنتج المناسب بحيث يتلاءم مع التغير الحاصل، حتى إننا لا نضطر لتخفيض الأسعار إلا أننا نقوم بطرح تنزيلات في مختلف المواسم». وتطرق إلى أن هذا المعرض وهو أول معرض للمفروشات في قطر حيث أسس عام 1956 أي ما يقدر بـ60 عاما في السوق فأصبح يتصف بما يعرف بالتكامل السوقي أي لدينا مصانع ومعارض خاصة به في قطر، لافتا إلى أن السنة تقسم إلى عدة مواسم وأفضلها في المبيعات من شهر سبتمبر وحتى نهاية يناير من كل عام ثم تليها فترة رمضان والأعياد أما فصل الصيف والإجازات الأسوأ. تعويض التراجعات من جانبه، أكد أحمد صبحي مدير المعرض، أن المبيعات لم تتغير كثيرا بين 2016 و2015 حتى إن هناك بعض الفترات في العام الحالي كانت أفضل من نفس الفترات من العام الماضي، لأن بعض المنتجات كان لها انتقاء وتسويق جيد مما عوض قليلا من هبوط السوق وميزانية العملاء. وأضاف قائلا: «إنه وعلى إثر ذلك من أجل ذلك بدأ المعرض بالتوجه إلى السوق الصينية الأقل تكلفة من الأوروبية، دون المساس بالأخيرة ذات التكلفة العالية التي لها زبائنها الخاصون من نخبة المجتمع المحلي، فعندما يتراجع أداء السوق نجتهد في اختيار المنتجات والدعاية وفي وسائل العروض والتخفيضات، وهذا ما يعمل عليه المعرض، قائلا: «إن الزبائن على تواصل دائم على مدى عقود حيث نتميز بالمنتج الفريد». وتشير تقارير في عام 2015، بأن مبيعات المفروشات تصل سنوياً إلى نصف مليار دولار تقريباً، وتشكل %50 من إجمالي كلفة التصميم الداخلي والديكور، حيث تشكل المبيعات في قطر %27 من مبيعات الخليج، مما يجعلها من بين أفضل ثلاث دول في بيع وتصريف المفروشات. طرازات كلاسيكية من جانب آخر، قال أحمد الشامي المدير التنفيذي والمبيعات في معرض موزاييك جاليري: «لدينا أنواع من الأثاث بموديلات فرنسية كلاسيكية وطرازات لويس السادس عشر والسابع عشر، لكنها تصنع في الصين ولها زبائنها كما تتميز بدرجات اللون الأبيض، وتتسم بأنها مكونة من الخشب الأصلي والذي يجعل بعض الزبائن أن يأتوا خصيصا للحصول على هذا النوع من الفرش، كما أن هناك منتجات تناسب مختلف الطبقات من المتوسطة إلى ما فوق المتوسطة لكنها ليست للطبقة المخملية إلا أنها أيضا تعاني من الركود». ولفت إلى أن حركة السوق تغيرت جدا من السنة الماضية إلى العام الحالي حيث كانت أكبر في 2015، إذ إن الزبون في الغالب يدخل المعرض ليتفرج محاولا الحصول على أقصى نسبة تخفيض حتى يتمكن من الشراء والأمر ينطبق على جميع الطبقات وليس طبقة بعينها. تفاؤل حذر وأكد أن سوق المفروشات لا تشهد أي ازدحام حاليا في فترة الصيف التي تشهد ركودا في مختلف القطاعات في البلاد، إلا أنها ابتدأت منذ بداية سلسلة تراجع أسعار النفط التي انعكست على حركة السوق بشكل لافت منذ نهاية عام 2015، وأسوأ فترة بدأت بعد رمضان وتستمر حتى عيد الأضحى المبارك في سبتمبر، متوقعا أن تتحسن حركة السوق بعد تلك الفترة وأن تستمر على هذا النحو حتى نهاية العام الحالي. وأبدى تفاؤله في أن يطرأ ارتفاع على أسعار النفط من جديد التي من شأنها أن تساهم في تحسين حجم الإقبال، منوها أن المعرض يقوم بطرح عدة عروض وتخفيضات وكوبونات شرائية لتشجيع الزبائن إلا أنها لم تفلح في ذلك كما ينبغي حتى الآن.;
مشاركة :