اكتشافات أثرية جديدة في البادية الجنوبية

  • 8/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عمون - أنهى مركز الانباط للدراسات الاثارية في جامعة الحسين بن طلال وبالتعاون مع جامعة ليون الفرنسية والمعهد الفرنسي للشرق الادنى ifpo ووزارة الخارجية الفرنسية ودائرة الآثار العامة أعمال الموسم السادس من مشروع البادية الجنوبية الشرقية للمسوحات والحفريات الاثرية في منطقة البادية الجنوبية الشرقية. ويشكل هذا المشروع باكورة التعاون المستمر منذ سنين بين الجانب الفرنسي وجامعة الحسين بن طلال في مجال البحث الأثري في منطقة البادية الجنوبية الشرقية. ويركز العمل الميداني في هذا المشروع على دراسة اثار العصور الحجرية وتواجد الانسان في هذا الجزء من البادية الاردنية خلال العصور الحجرية. وتم من خلال هذا المشروع اكتشاف عشرات المواقع التي استخدمت من قبل البدو الرحل خلال الفترات المتأخرة من العصور الحجرية وتمثلت هذه المواقع بمخيمات السكن وزرائب المواشي بالإضافة الى رجوم الدفن ومصانع المكاشط الصوانية التي تشير النتائج إلى أنها كانت تنتج بأعداد كبيرة جدا ويتم نقلها من قبل البدو الرحل للتجارة مع مناطق مختلفة في بلاد الشام والجزيرة العربية وربما مصر لأن الادوات الصوانية والحجرية كانت هي الأدوات الرئيسية التي إستخدمها الانسان خلال هذه الفترات لعدم تمكن الانسان من تصنيع الادوات المعدنية آنذاك. مدير المشروع من جامعة الحسين بن طلال الدكتور محمد بركات الطراونه أكد لـ عمون أن فريق البحث في مشروع البادية الجنوبية الشرقية قد تمكن خلال المواسم الأخيرة من تحقيق اكتشافات أثرية مميزة نجحت في تغيير الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة لدى الكثير من علماء الآثار. حيث تم إكتشاف مصائد الحيوانات التي تسمى مصائد الطائرة الورقية Kite في جنوب الاردن للمرة الاولى وتمكن الفريق من الحصول على عينات كربون مشع وتم تأريخ هذه المعالم للمرة الاولى وبالدليل القاطع الى فترة منتصف العصر الحجري الحديث وحل لغز تأريخ هذه المعالم الذي حير العلماء لعشرات السنين. وهذه المصائد تتكون من جدارين يصل طولهما الى عدة كيلومترات يقتربان من بعضهما كلما اقتربا من غرفة كبيرة الحجم في نهاية المصيدة يتم اقتياد الغزلان اليها قبل أن يتم قتلها في غرف أصغر حجما توجد على زوايا الغرفة الكبيرة وتم بناءها بطريقة ملفتة للإنتباه للتأكد من قتل الغزال الذي يسقط داخلها وعدم قفزه للخارج. وتم كذلك إكتشاف مصنع للأدوات الصوانية بالقرب من كل مصيدة حيث تم تصنيع وتشذيب الأدوات الصوانية بأعداد كبيرة وصلت الى آلاف القطع في المصنع الواحد وتم تأريخ هذه المصانع بالكربون المشع الى نفس فترات إستخدام المصائد مما يعني تزامن استخدام المصائد مع مصانع الصوان. ويشير مدير مركز الأنباط للدراسات الاثرية في جامعة الحسين بن طلال الدكتور فوزي قاسم أبو دنة أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا تعاون إدارة جامعة الحسين بن طلال ممثلة برئيسها عطوفة الاستاذ الدكتور علي القيسي بتقديم الدعم المستمر للمشروع وكذلك نجاح التعاون مع الجانب الفرنسي والذي كلل خلال هذه السنة بتقديم السفارة الفرنسية دعما للمشروع وتوقيع اتفاقيتي تعاون في حقل الآثار مع جامعة الحسين بن طلال وكذلك الدعم المستمر من دائرة الآثار العامة ممثلة بعطوفة مديرها العام الدكتور منذر جمحاوي.

مشاركة :