انطلقت رسميا في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، أول أمس السبت، أول دورة أولمبياد تقام في أمريكا الجنوبية، حيث أقيم حفل افتتاحي ضخم باستاد ماراكانا الشهير. وتختلف الألعاب الأولمبية هذا العام عن سابقتها حيث يشارك عدد من اللاجئين الفارين من بلادهم لظروف الحرب أو عوامل اقتصادية أخرى، حيث كانوا محظوظين بالوصول إلى الأولمبياد، للعمل ضمن فريق متوقع أن يسرق الأضواء من الجميع، وتصدرت أخباره عناوين الصحف والمجلات حول العالم. وشارك اللاجئون الأبطال كما يطلق عليهم في المنافسات محاولين نسيان المصائب التي حلت بهم، رافعين راية الأولمبياد. وأشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إلى السباحة السورية يسرا المارديني (اللاجئة في ألمانيا) بأنها حاولت قبل أيام من بدء الأولمبياد إبقاء الأمور بسيطة، والتركيز على ما تحتاجه قبل الاشتراك في السباق. وقالت الصحيفة الأمريكية – في تقرير على موقعها الإلكتروني- إن هذه المشاركة تعد الأولى لمارديني، التي صارعت الفترة الماضية للحفاظ على حياتها، وسبحت لفترة طويلة جدا في بحر إيجة، وسط مياه باردة لتنجو بحياتها من الصراع الذي تشهده سوريا حتى اللحظة. وتؤكد المارديني أنها بدون السباحة لما كانت الآن على قيد الحياة، أو مشاركة في ألعاب الصيف لهذا العام، وهي الآن عضوة في فريق صغير مكون من اللاجئين الفارين من بلادهم بسبب العنف، مدتهم اللجنة الأولمبية الدولية بالمدربين، والدعم المالي، وسمحت لهم بالمشاركة في الألعاب الصيفية المقامة في ريو دي جانيرو. وذكرت الصحيفة أن أعضاء فريق اللاجئين يتكون من سباحين سوريين، ولاعبي جودو من الكونغو، وخمسة عدائين من جنوب السودان، وعداء من إثيوبيا. عندما ظهرت مارديني في الأولمبياد السبت الماضي، وعندما كانت تستعد للقفز في حمام السباحة، شعرت بأن هناك شيئا تثبته وهو أنهم ما يزالون بشرا، يمكنهم فعل أي شيء، ويمكنهم تحقيق ما يرغبون فيه. وفي نهاية العام الماضي، وصل عدد النازحين والتاركين لأراضيهم خوفا من الاضطهاد والصراعات، والعنف إلى حوالي 65.3 مليون شخص حول العالم. وبالاعتقاد من أن الرياضة قادرة على رفع مستوى الوعي، أنشأت الأمم المتحدة واللجنة الأولمبية الدولية المنتخب الأولمبي للاجئين، ووقع اختيارها لحوالي 43 مرشحا أعطتهم المال للتدريب، وفي يناير اختارت 10 أفراد للانتقال إلى ريو من أجل المشاركة في الألعاب الصيفية. يرى رئيس اللجنة الأولمبية توماس باش، أن الرياضيين اللاجئين سيثبتون للعالم أنه على الرغم من كم المَآسِي التي عاشوها إلا أنهم قادرون على المشاركة في المجتمع عبر موهبتهم. وغادرت يسرا المارديني وشقيقتها سوريا عام 2015، وسافرتا إلى لبنان ومن هناك حاولتا الانتقال عبر البحر من تركيا إلى اليونان، عندما أوشك القارب على الغرق، قفزت الشقيقتان وشخصان آخران للبحر وحاولوا السباحة للوصول إلى إحدى الجزر اليونانية. أما العداءون المشاركون من جنوب السودان، فكلٌ منهما في العشرين من عمره، عاشوا طفولتهم يعانون من العنف، يقول أحدهم إن اللحظة التي يتوقف فيها القتال، كان المقاتلون يدمرون المنازل، ويقتلون المواطنين في حين فرت عداءة سودانية من بلدتها بعد احتراق منزلها في منتصف الليل، وآخر اضطر للمغادرة وهو في العاشرة من عمره بعد هجوم على قريته. م.ب;
مشاركة :